رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    «السلع التموينية» تتعاقد على شراء 420 ألف طن قمح روسي وروماني    السعودية تحذر من الدخول لهذه الأماكن بدون تصريح    برلمانى: التحالف الوطنى نجح فى وضع أموال التبرعات فى المكان الصحيح    نادر نسيم: مصر حاضرة في المشهد الفلسطيني بقوة وجهودها متواصلة لوقف إطلاق النار    حزب الغد: نؤيد الموقف الرسمى للدولة الفلسطينية الداعم للقضية الفلسطينية    180 ثانية تكفي الملكي| ريال مدريد إلى نهائي دوري الأبطال بريمونتادا مثيرة على البايرن    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد عيد الأضحى المبارك 1445    مركز السينما العربية يكشف عن أسماء المشاركين في فعالياته خلال مهرجان كان    الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير الغذاء لنحو 600 مليون شخص    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    مواصفات سيارة تويوتا كامري ال اي ستاندر 2024    عزت إبراهيم: اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية ليس بسبب استهداف معبر كرم أبو سالم    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    متحدث الصحة: لم ترد إلينا معلومات حول سحب لقاح أسترازينيكا من الأسواق العالمية    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    .. ومن الحب ما قتل| يطعن خطيبته ويلقى بنفسه من الرابع فى أسيوط    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    السنباطى رئيسًا ل «القومى للطفولة» وهيام كمال نائبًا    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    عامود إنارة ينهي حياة ميكانيكي أمام ورشته بمنطقة البدرشين    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبوءة الحاخام لمبارك : ستكون ملكًا على مصر
نشر في الصباح يوم 15 - 12 - 2013

تحت وطأة الضغوط اضطر عوفاديا يوسف الحاخام القاضى الشرعى ليهود مصر فى نهاية عام 1949 إلى تقديم استقالته الرسمية من منصبه فى رئاسة المحكمة الشرعية اليهودية للأجانب بالعباسية بالقاهرة.
غير أنه لم يعد يومها إلى القدس مباشرة حيث بقى فى القاهرة شهورًا أخرى لاستكمال علاج عينية تحت إشراف أحد أطباء مستشفى قصر العينى البريطانيين.
استقرت حالة عوفاديا يوسف فى يونيو 1950 وترك طبيبه البريطانى المعالج مصر عائدًا لبلاده فحزم الحاخام القاضى الشرعى لطائفة يهود مصر حقائبه بشكل نهائى عائدًا إلى مقر عمله الدينى فى مدينة القدس.
أثرت الحادثة التى تعرض لها الحاخام عوفاديا يوسف فى حى العباسية بمصر فى حياته حيث عاش للنهاية ضعيف البصر غير أنها منحته دراية عميقة بالمجتمع المصرى وطوائفه وعاداته وتقاليده فى نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات.
فشل الحاخام «عوفاديا يوسف» فى كسب ود أبناء طائفته من الربانيين والقرائين على إثر فتاواه الشرعية المثيرة للجدل فعاد آفلا فى شهر يونيو 1950 إلى مقر مجلس حكماء التوراة اليهودية أو حاخاماته اليهود الكبرى فى مدينة القدس.
تحدث الحاخام القاضى اليهودى المثير للجدل فى مصر اللغة العربية بلكنة مصرية خالصة، وحقق قبيل مغادرته المملكة المصرية علاقات صداقة قوية بلغت حد الأخوة مع عشرات المصريين من مختلف الطبقات.
بعد أن تودد للجميع وعاش مثل المصريين فى كل شىء ووزع بركاته ونصائحه ودعواته الدينية على الجميع بغض النظر عن اختلاف الديانات مما زاد من أسباب كراهية الطائفة اليهودية المصرية له.
المثير أن بين هؤلاء الأصدقاء الذين تعرف عليهم الحاخام عوفاديا يوسف فى القاهرة قبل خروجه من مصر بشهور قليلة ضابطًا شابًا تخرج وقتها حديثًا فى الجيش المصرى يدعى «محمد حسنى السيد مبارك» كان شغوفًا بكل ما يتعلق باليهود فى مصر.
تقابل مبارك الضابط المصرى مع الحاخام القاضى عوفاديا يوسف فى العباسية عن طريق الصدفة أثناء مراسم تخرجه فى الكلية الملكية الجوية المصرية وبعدها فى عدة مناسبات اجتماعية خاصة.
بعدها اعتاد الضابط المصرى الشاب سؤال الحاخام اليهودى الشهير فى مصر عن عدد من الأمور التى أثارته ثقافيًا، ومنها شغفه بتفاسير الرؤى والأحلام على الطريقة اليهودية.
اهتم الحاخام عوفاديا يوسف فى القاهرة دون تمييز بتقديم العون للجميع، وسعى لكسب صداقة الجميع فى مصر، وطبيعيًا أولى الضابط المصرى الشاب مبارك اهتمامًا مركزًا خاصة بعدما تقابلا عدة مرات فى المستشفى الجوى بالعباسية الذى تردد عليه عوفاديا لعلاج عينيه.
المثير للغاية طبقًا لما تكشفه وثائق الاستخبارات الأمريكية «منتهى السرية» أن مبارك عمل فى تلك الفترة الزمنية القصيرة للغاية على جمع المعلومات عن الحاخام اليهودى المثير علها تفيد ترقياته العسكرية، وأن عقيدته الشخصية مثل غيره من ضباط الجيش المصرى وقتها كانت تكره اليهود بشدة، خاصة بعد حرب 48.
فى ذات السياق تشير الوثائق السوفيتية «عظيمة السرية» أن مبارك أقام علاقات قوية فى ذات الفترة مع عدد من وجهاء الطائفة اليهودية المصرية الثرية بهدف جمع المعلومات عنهم، وأن بعضهم دعاه لحضور الحفلات من وقت لآخر فى الفترة من عام 1950 وحتى 1952.
وأن الضابط مبارك لبى دعوات الحفلات الاجتماعية العامة والخاصة للطائفة اليهودية بينها مناسبات جمعت بينه ورئيس المحكمة اليهودية الشرعية الحاخام عوفاديا يوسف القاضى الشرعى للطائفة اليهودية المصرية.
وتفجر الوثائق السوفيتية هنا سرًا حصريًا غريبًا زعمت فيه أن مبارك حلم بالانضمام فى تلك الفترة لمجموعة الاستخبارات الملكية المصرية للملك فاروق الأول، غير أن الظروف الوظيفية والسياسية فى مصر غيرت من مسار حياته بشكل كلى.
المهم فى تلك الأثناء حرص الحاخام اليهودى الشهير على منح الضابط المصرى الشاب بركاته كلما قابله مع الدعوات له بالنجاح وقراءة طالعة كخدمة حميمية خاصة، وصلت أن عوفاديا يوسف قرأ لمبارك حظه للمرة الأخيرة قبل مغادرته القاهرة مباشرة.
وقد بشر مبارك أنه سيكون ملكًا على عرش مصر فى المستقبل، مما أثار يومها ضحك واستغراب وسعادة مبارك القادم من أسرة مصرية ريفية بسيطة لا تنتمى بأى حال للعائلة المالكة، لكنه اعتبر بشرى صديقه عوفاديا يوسف مجرد لفتة لطيفة من الحاخام اليهودى الودود.
مرت الأعوام وانتخب عوفاديا يوسف فى 5 نوفمبر عام 1972 حاخاما أكبر لدولة إسرائيل لطائفة اليهود «السفارديم» - الشرقيين - وهو المنصب الدينى الرفيع الذى شغله يوسف حتى انتهاء ولايته الدينية فى 1 إبريل عام 1983.
حطت حرب أكتوبر 1973 أوزارها، واتفق الجانبان المصرى والإسرائيلى فى مفاوضات الكيلو 101 التى بدأت على مشارف مدينة السويس المصرية فجر ليلة 28 أكتوبر 1973 على البدء الفورى فى عملية البحث عن مفقودى المعارك مع تبادل السجناء - الجواسيس - وأسرى الحرب ورفات جثث قتلى الجيش الإسرائيلى وشهداء الجيش المصرى.
يسند القانون الإسرائيلى إلى الحاخام الأكبر للجيش تحت إشراف حاخامات الطائفة اليهودية الإشكنازية والشرقية مهمة التحقق من رفات وجثث مفقودى جيش الدفاع الإسرائيلى فى الأراضى المصرية.
فكر يومها عوفاديا يوسف الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين فى إسرائيل البحث عن حل ناجح لمواساة الأسر اليهودية الثكلى التى فقدت جثث ذويها فى المعارك وراح يبحث فى علاقاته القديمة فى مصر بعدما فشلت جهود التعرف على الرفات بسبب فضيحة سرقة المتعلقات الشخصية للمفقودين.
أثبتت الإفادات الرسمية أمام «لجنة أجرانات» حدوث تجاوزات أخلاقية وإنسانية ارتقت لمستوى جرائم الحرب بينها سرقات منهجية نفذها عدد من جنود وضباط وحدات إسرائيلية مختلفة أثناء المعارك ضد جثث ورفات قتلى وشهداء الجانبين.
أتوقف أمام فضيحة «سارقو القتلى» من واقع الشهادة الرسمية التى أدلى بها أمام أجرانات اللواء احتياط «هرتسل شابير» مدير فرع التنمية البشرية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973.
بدأت التفاصيل «منتهى السرية» فى ملف شهادة اللواء احتياط «هرتسل شابير» أمام لجنة أجرانات بنشوب حرب أكتوبر فجأة بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973.
حيث أعلنت حالة الطوارئ والتعبئة العامة فى إسرائيل وتزاحمت الأفواج العسكرية من جميع الأسلحة الإسرائيلية فى طريقها إلى جبهات القتال مع مصر فى سيناء ونالت حالة القلق من المجتمع الإسرائيلى خوفًا على مصير جنوده وضباطه.
أصابت أخبار الهزيمة العسكرية المجتمع العبرى بالذهول فهرع أهالى الجنود والضباط إلى مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية لمقابلة اللواء «هرتسل شابير» مدير فرع التنمية البشرية المسئول الوحيد بالجيش الإسرائيلى يومها صاحب لقب «أول من يعلم».
حيث خوله منصبه الرسمى وقتها حق الاطلاع الفورى على المعلومات العسكرية البشرية السرية للغاية والصحيحة بشأن جرح أو فقد أو مقتل كل ضابط أو جندى أو مدنى إسرائيلى فى أى موقع أو مكان على جبهات القتال المختلفة.
يومها طلبت بوابات وزارة الدفاع الإسرائيلية من تلك الأسر ملء استمارة بيانات عسكرية اشتهرت فى تل أبيب أثناء الحرب باسم «استمارة 429» سجلت بيانات المراد الاستعلام عن حالته وموقعه بسبب انقطاع أخباره أو حالة من تأكدت الأسر من مقتله فحضرت لاستلام جثته والمتعلقات الخاصة به بشكل رسمى.
استحقت عائلات القتلى فى المعارك طبقًا للقانون الإسرائيلى استلام جميع الأغراض الشخصية التى كانت مع الجندى أو الضابط قبل مقتله.
وطالبت العائلات الإسرائيلية بقوائم الأغراض الثمينة الخاصة بقتلاها، وعلى رأسها الساعات الثمينة وخواتم الخطبة والزواج وسلاسل خراطيش الهوية العسكرية الشخصية المصنوعة من الذهب والفضة التى تحلى بها القتلى من أبنائهم.
تجدر الإشارة أن خراطيش الهوية العسكرية إجراء عسكرى ضرورى لدى المحاربين فى زمن الحروب يهدف للمساعدة فى عمليات التحقق من هويات المقاتلين حالة الفقد والوفاة أو الإصابة الجسيمة.
استعملت خرطوشة الهوية العسكرية لأول مرة أثناء الحرب الأهلية الأمريكية التى نشبت فى الفترة من عام 1861 وحتى عام 1865.
والثابت أن خرطوشة الهوية العسكرية الشخصية طبقت دوليًا بداية من عام 1916 أثناء معارك الحرب العالمية الأولى المعروف أنها بدأت فى 28 يوليو 1914 وانتهت فى 11 نوفمبر 1918.
فى التفاصيل وثقت «لجنة أجرانات» حجم السرقات المنهجية التى تعرضت لها جثث ورفات من سقطوا فى الحرب من الجانبين، وأدرك ساعتها اللواء هرتسل شابير مدير فرع التنمية البشرية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه أمام فضيحة عسكرية دولية من نوع خطير.
اضطر اللواء هرتسل شابير الإجابة عن أسئلة «لجنة أجرانت» التى استجوبته عن الحقيقة وراء اختفاء أغراض قتلى جيش الدفاع الإسرائيلى الثمينة؟ وأين ذهبت تلك الأغراض فى الأصل؟ وقبل كل شىء من سرقها من القتلى بعد موتهم فى ساحات المعارك على الجبهة المصرية؟
وقد اعترف هرتسل شابير أنه حرر تقريرًا عسكريًا «منتهى السرية» فى أثناء معارك أكتوبر 1973 عن الفضيحة قدم منه نسخة رسمية إلى «لجنة أجرانات» أثبتت طلبه من وزارة الدفاع الإسرائيلية فى حينه التعامل مع فضيحة سرقة جثث ورفات قتلى الجيش الإسرائيلى المفقودين على الجبهة المصرية.
وسجل اللواء هرتسل شابير فى إفادته أنه رفع تقرير الفضيحة قبل 15 أكتوبر 1973 إلى «موشيه ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى الذى شغل مهام منصبه بداية من 1 يونيو 1967 وحتى 3 يونيو 1974.
وأثبت شابير أمام أجرانات أن موشيه ديان لم يحرك ساكنا أمام تفاصيل الفضيحة لكنه طلب من شابير شفاهة الاهتمام بطلبات أسر المفقودين بأسلوب هادئ مع الحفاظ على السرية التامة بعيدًا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقدم اللواء هرتسل شابير إلى «لجنة أجرانات» مستندات سرية للغاية أمر فيها وزير الدفاع الإسرائيلى ديان الرقيب العسكرى بمنع النشر فى فضيحة «سارقو القتلى»، وأن يصرف فرع التنمية البشرية العسكرية بشكل عاجل التعويض المناسب لكل أسرة على حدة.
أحيط فرع «الربانية الدينية الرئيسية» فى وزارة الدفاع الإسرائيلية فى هذه الأثناء بالقضية، وأصبح اللواء «مردخاى بيرون» حاخام الجيش الإسرائيلى الأول الثابت شغله المنصب فى الفترة من عام 1971، وحتى عام 1977 شريكًا فى تحقيقات فضيحة «سارقو القتلى».
الجدير بالإشارة أن اللواء حاخام شلومو جورن انتخب فى 5 نوفمبر عام 1972 حاخاما أكبر لدولة إسرائيل للطائفة «الأشكنازية» - يهود أوروبا - وهو المنصب الذى شغله حتى عام 1983.
وقد انتخب الحاخام الشهير «عوفاديا يوسف» فى نفس اليوم والتوقيت حاخاما أكبر لدولة إسرائيل لطائفة اليهود «السفارديم» - الشرقيين - وقد ظل هو الآخر فى المنصب لنفس الفترة الزمنية حتى الأول من إبريل عام 1983.
ألزم منصب الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين عوفاديا يوسف التعامل بشكل رسمى ومباشر مع ملف عمليات البحث عن جثث ورفات جنود وضباط جيش الدفاع الإسرائيلى المفقودين فى المعارك داخل الأراضى المصرية.
فقرر الحاخام عوفاديا يوسف الاتصال بالقائد الجوى المصرى الرفيع محمد حسنى السيد مبارك لأول مرة منذ خروجه من مصر فى شهر يونيو 1950 ويومها بارك عوفاديا يوسف فى خطاب رسمى صديقه القديم مبارك طبقًا للشريعة اليهودية داعيًا له بالنجاح والصحة واعدًا إياه بالدعم الروحى مدى الحياة.
طلب عوفاديا يوسف فى خطابه الأول إلى حسنى مبارك بشكل شخصى وإنسانى مساعدة الأسر الإسرائيلية الثكلى التى فقدت الأبناء والأحباء داخل الأراضى المصرية راجيًا منه المساعدة فى البحث عن مواقع دفن مفقودى الجيش الإسرائيلى والتحقق من هويات رفات الجثث المشكوك أنها لمفقودين يهود خلال المعارك.
فى التفاصيل رحب مبارك بطلب الحاخام عوفاديا يوسف بعد أن تذكره من الماضى ووافق على مساعدته وحمل خطابه المثير وذهب به إلى الرئيس السادات وأطلعه عليه ثم حكى له قصة تعرفه فى الماضى على حاخام إسرائيل الأكبر فقرر السادات بذكائه المعهود استغلال مبارك بسبب تلك العلاقة سياسيًا.
وساعتها كلف الرئيس السادات قائد سلاحه الجوى بملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين مع منح مبارك صلاحيات رئيس الجمهورية للمعاونة فى البحث عن رفات مفقودى عمليات جيش الدفاع الإسرائيلى فى مصر.
فنفذ مبارك تكليفات الرئيس السادات مثلما لم يتمكن أحد من ذلك، ونجح بخبراته الملاحية الجوية فى تحديد نقاط فقد كل إسرائيلى على الخريطة المصرية مما ساعد أطقم البحث فى الوصول لرفات معظم مفقودى العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مصر.
فى الفضيحة كشفت تحقيقات «لجنة أجرانات» اعتياد عصابات من الجنود الإسرائيليين طيلة فترة الحرب التجول بين الجبهات وخطوط التماس بحثًا عن جثث القتلى لسرقة الأغراض الثمينة منها مما تسبب خاصة وبشكل مباشر فى صعوبة التعرف على الجثث الإسرائيلية التى حققت هوياتها من خلال الزى العسكرى المميز.
الخطير أن تحقيقات «لجنة أجرانات» أثبتت أن عصابات «سارقو القتلى» الإسرائيلية لم تسرق فقط جثث ورفات القوات الإسرائيلية بل قامت أيضا بسرقة جثث شهداء الجيش المصرى من كل الرتب.
انتهت تفاصيل فضيحة «سارقو القتلى»، وللتوثيق تعرضت العلاقة الشخصية بين مبارك والحاخام عوفاديا يوسف للتوتر عام 1985 عندما غضب مبارك من الآية اليهودية «ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء».
وهى آية نقلها عوفاديا يوسف من التوراة اليهودية سفر التثنية الإصحاح 7 فقرة 24 أثناء خطبة دينية عامة فى مدينة القدس ردًا على سؤال متشدد يهودى سأله عن سبب حرصه على صداقة الرئيس المصرى.
والمعروف دينيًا أن سفر التثنية هو كتاب فرائض بنى إسرائيل المسمى بكتاب الشريعة، وأن الرب بشر فى تلك الآية نبيه موسى عليه السلام عقب خروج اليهود من مصر بأن فراعنة مصر سيخضعون لبنى إسرائيل مستقبلًا، وقد ثار مبارك بشدة عندما نمى إلى علمه النص الأصلى لحوار عوفاديا يوسف الدينى.
الحقيقة حافظ الحاخام عوفاديا يوسف طيلة حياته على وعده الدينى الخاص إلى صديقه المصرى أنه سيدعو له ويباركه كلما احتاج مبارك لدعواته وصلواته ومن تلك البركات المسجلة فى خطابات رسمية للحاخام اليهودى.
بركة أصدرها عوفاديا يوسف فى يونيو 1985 لصالح مبارك حاول فيها الحاخام اليهودى مصالحة الرئيس المصرى الغاضب من الآية التوراتية وتفسير صديقه الحاخام لها.
مشروع الطريق الدائرى جاء سببًا مباشرًا لتلك البركة الدينية تحديدًا ففى يونيو 1985 بدأت الإنشاءات الفعلية للمشروع فى إطار الخطة الخمسية الثالثة، وقتها لرصف وتشييد مائة كيلو متر طريق حول العاصمة المصرية لربطها بمحافظات القاهرة الكبرى.
وفى إطار المشروع قررت السلطات المصرية المعنية يومها استغلال العديد من الأملاك الخاصة والعامة التى وقعت مباشرة فى حرم تخطيط مشروع الطريق الدائرى مع تعويض الملاك والأهالى.
وبالمصادفة دخلت أراضى خاصة تابعة لمقابر اليهود المصريين فى حى البساتين جنوب العاصمة القاهرة فى حرم المشروع، وطالبت السلطات المصرية بإخلائها.
اتجهت إسرائيل مباشرة إلى هيئة التربية والعلم والثقافة المعروفة باسم اليونسكو - تأسست فى 4 نوفمبر 1946- التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بسبب اهتمامها العلمى بالآثار اليهودية المصرية بهدف التدخل بثقلها الدولى لدى النظام المصرى لتعطيل ووقف مسار مشروع الطريق الدائرى.
وعندما فشلت اليونسكو قرر الحاخام عوفاديا يوسف التدخل بشكل شخصى مستغلًا علاقاته الشخصية القديمة مع الرئيس المصرى، وفى خطابه الرسمى دعى يوسف لمبارك بالعافية وطول العمر وثبات الحكم شارحًا له أن مشروع الطريق الدائرى سيدمر جزءًا عزيزًا من تاريخ الطائفة اليهودية المصرية كما سينتهك حرمة مقابر اليهود التاريخية بحى البساتين.
الحقيقة تجاوز مبارك يومها غضبه من تفسير صديقه الحاخام اليهودى عوفاديا يوسف، وأمر بدراسة طلبه الخاص من الناحية الإنسانية مؤكدًا احترامه ومصر للتاريخ حتى ولو كان الملف خاصًا باليهود المصريين، وبالفعل حول مسار الطريق الدائرى وأنقذ مبارك مقابر اليهود بحى البساتين.
لم تنقطع العلاقة الخاصة بين الحاخام عوفاديا يوسف وصديقه القديم مبارك ومن البركات التى حررها الحاخام اليهودى على أوراق مكتبه وتم إعلانها بركة أرسلها إلى مبارك أثناء عمليته الطبية فى ألمانيا مارس 2010.
وخطاب خاص نقله «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى مبارك فى مدينة شرم الشيخ أثناء لقائهما الرسمى معًا فى 13 يوليو 2010.
بارك فيه عوفاديا يوسف صديقه مبارك بدعاء:
«تذكر أن تستمر فى قيادة شعبك بعزة وقوة ولتعيش أيامًا طويلة بصحة وسلام، اذهب فبركاتى تلازمك طيلة أيامك من حيث تذهب تنجح ليعطيك الرب كل ما تتمناه، ولتسمع هذا الأسبوع أخبارًا سعيدة آمين».
فى الواقع استمرت بركات عوفاديا يوسف طبقًا لوعده الدينى إلى مبارك حتى عقب تنحى الأخير عن حكم مصر بتاريخ 11 فبراير 2011.
وطبقًا لوثيقة «سرية للغاية» أرسل عوفاديا يوسف بتاريخ 1 مايو 2011 خطابًا رسميًا من مكتبه بالقدس إلى «تامير باردو» رئيس «مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة» الشهيرة باسم الموساد المعروف تأسسها بتاريخ 8 فبراير 1949.
طالبًا من باردو الثابت توليه رئاسة جهاز الموساد بداية من 6 يناير 2011 تدخل جهاز الموساد لإنقاذ مبارك فى مصر من مصير السجن.
وأنقل من متن خطاب الحاخام عوفاديا يوسف دون تدخل:
عوفاديا يوسف حاخام إسرائيل الأول ورئيس مجلس حكماء التوراة اليهودية
القدس فى 1 مايو 2011
لحضرة السيد/ رئيس الموساد الإسرائيلى تامير باردو مكتب الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة.
بعد التحية:
الموضوع: الرئيس المصرى «حسنى مبارك»
إننى أعلن بإيمان لا يتزعزع بين أسباط اليهود أنه طبقًا للمعروف لى، وطبقًا للشريعة اليهودية لشعب إسرائيل بخصوص القيام بواجبنا لرد الجميل لصديق الشعب اليهودى ودولة إسرائيل المخلص «حسنى مبارك»، فإنه يجب علينا جميعًا عمل كل ما بوسعنا للوقوف بجانبه فى آخر أيامه.
وفى هذه المناسبة أرسل إليكم فى الموساد ببركاتى على قيامكم بتخليد اسمه بالصورة اللائقة، وعلى مساهمتكم فى الحفاظ على اسمه فى إسرائيل حتى لا ينسى.
مع تحياتى «عوفاديا يوسف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.