أجمع جيرانه على حسن سيرته واستقامة سلوكه، فلم يُعرَف عنه يومًا التحرش بإحدى الفتيات أو خدش حيائها بكلمة أو حتى نظرة، لكن «تحت السواهى دواهى» كما يقول المثل الشعبى، إذ استطاع محمد مؤمن «35 سنة» هتك عرض أكثر من 10 أطفال، على فترات، بعد استدراجهم لمكان مهجور، كشفت عنه والدة آخر ضحاياه. من داخل محبسه بقسم شرطة حلوان روى «محمد» ل«الصباح» تفاصيل ارتكابه جرائم هتك عرض الأطفال، قائلا: «أدمنت هتك عرض الأطفال منذ صغرى حيث كنت شاذا جنسيا، وكنت أقيم علاقة أثناء دراستى مع أحد زملائى، نلتقى داخل شقته بزهراء المعادى، حتى أدمنت الشذوذ، وعندما تخرجت فى المدرسة المتوسطة والتحقت بالعمل كفنى أجهزة كهربائية بإحدى الورش، كنت أتجول كل يومين حول المدرسة المجاورة لمنزلى أتفحص وجوه الأطفال حتى إذا ما راق لى أحدهم، قدّمت له المغريات «شيكولاتة وشيبسى» حتى إذا ما اطمأن إلىّ أستدرجه إلى مكان مهجور بجوار المدرسة، ثم اعتدى عليه، حتى فاق عدد الضحايا عشرة أطفال، ولم أتوقع أبدا افتضاح أمرى». تابع المتهم: «لم تكن واقعة الاعتداء على أطفال مدرسة «المحافظة على القرآن» هى الأولى لكننى كنت أتردد من قبل على مدرسة بحى السيدة زينب، واستدرجت أكثر من 5 أطفال وقمت بهتك عرضهم، وكنت أستمتع كأننى أقيم علاقة جنسية طبيعية مع أجمل فتاة، وكلما هتكت عرض طفل، أبحث فورا عن فريسة أخرى، وأنفق أجرى من العمل بالورشة على مزاجى والكيف بتاعى والشيوكولاتة لزوم استدراج الأطفال». أضاف محمد فى اعترافاته: «المعروف عنى لدى جيرانى أننى ملتزم والكل يشهد لى بحسن أخلاقى لأننى لم أنظر لأى فتاة فى الشارع أو أخدش حياءها بكلمة واحدة، لأننى أكره الفتيات، ولا أطيق النظر إلى وجوههن وأدمن الشذوذ، وطالما حاول عدد من نساء الشارع الذى أسكن به إقامة علاقة معى، دون جدوى، حتى ترددت أقاويل الجارات بأننى «مش راجل وماليش فى النسوان»، وكنت أقطن بإحدى الشقق بمفردى بعيدًا عن أهلى». وصمت المتهم لحظات ثم انطلق يؤكد: «منذ عام، شاهدنى خفير المدرسة أثناء استدراجى أحد الأطفال، فأوهمته أننى متزوج ومحروم من نعمة الإنجاب، لذلك أحب اللعب مع الأطفال وإهداءهم الشيكولاتة والحلويات وبالفعل صدقنى الحارس ودعا الله أن يمنّ علىّ بالإنجاب». وأنهى المتهم كلامة قائلا: أنا مش عارف أنا كنت بعمل كدة ليه أو إزاى ممكن يكون مرض، عالجونى منه ومستعد لأى عقاب بس أشفى من هذا المرض اللعين الذى جعلنى أهتك عرض الأطفال ولم أرحم براءتهم. بدأت نهاية ممارسات «محمد» الشاذة ببلاغ تلقاه المقدم وائل غانم، رئيس مباحث حلوان، اتهمت فيه والدة الطفل محمد وحيد، بالصف الأول الابتدائى بمدرسة المحافظة على القرآن بحلوان، مجهولًا بهتك عرض طفلها بعد استدراجه إلى مكان مهجور. تم تشكيل فريق بحث ليتبين أن وراء الواقعة عامل بإحدى الورش، استدرج أكثر من 10 أطفال وهتك عرضهم، فتم إعداد قوة أمنية وتمكن النقيب أحمد فرج، معاون المباحث، من ضبطه وتحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لأمن العاصمة، إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.