يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمح.. مصريون لا ينتمون لبلادهم.. اختاروا التشيع والرافضة كمذهب دينى لحياتهم رغم عدم إيمانهم بها.. لكن كوسيلة رخيصة خلف ستار دينى لجمع الأموال وتنفيذ مخططات فشلت دول بأكملها فى تنفيذها على أرض الكنانة «مصر». بالرغم من أن أجهزة المخابرات وأمن الدولة فى مصر قد دشنت وحدة لمكافحة التشيع وعواقبه التى تضر بالشعوب والدول أمنيا وفكريا، إلا أنه قد ظهرت الرغبة الإيرانية بوضوح شديد بعد يناير 2011 فى أن تجعل من مصر مسرحًا للعمليات الاستخباراتية التى تخدمها وتدعم سيطرتها على المنطقة، وبدأت إيران فى زرع عناصرها الذين تدربوا على مدار سنوات طويلة بأراضيها وجاء وقت استغلالهم فى اختراق الأمن القومى المصرى، وتنفيذ مشروع «الحلم الفارسى» الذى يداعب أحلام النظام «الملالى» فى طهران فأرسلت شبابا مصريين من معتنقى المذهب الجعفرى الاثنى عشرى «الشيعى» والذى كانوا يدرسونه فى الحوزة العلمية بمدينة «قم» المقدسة التى يتم فيها صناعة وتدريب الآيات والمراجع الشيعية. تحت عباءة الدين ومذهب آل البيت كان الهدف السياسى حاضرًا ويطل برأسه بين الخطب الدينية والدعوة إلى الوحدة والرسائل العملية للقائد الأعلى للثورة الإيرانية، وهو المرجع الدينى الذى يتبعه كل عناصر الفتنة الإيرانية على الأرض المصرية. علمت «الصباح» من مصادر مطلعة، أن على رأس المبعوثين الإيرانيين داخل مصر من يحمل على أكتافه مسئولية مهمة غاية فى الحساسية والسرية، مهمة كلفه بها أسياده المتربصون بمصر فى طهران وبعض الفرق التابعة لها، وهو شيخ يدعى «حسنى مسعود» مصرى الجنسية، لكنه أصبح الآن رجل دين شيعيا «معمما» درس فى حوزة «قُم» المقدسة فى إيران والتى تعتبر منبر العلم الفقهى فى المذهب الشيعى. وكما أكدت المصادر ل«الصباح» فقد درس «مسعود» فى لبنان على يد حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله اللبنانى التابع للنظام الإيرانى، ثم دخل مصر عقب ثورة 25 يناير وأقام شبكة علاقات بالمتشيعين الجدد، وبحكم درجته العلمية فى الفقه أصبح مقصدهم فى تحصيل العلم عن طريق تدريس ما يسمى ب«السطوح» وهى مبادئ المذهب الشيعى، وأخذ «مسعود» فى التنقل بين المحافظات والقرى والمدن بهدف ظاهرى هو الدعوة وتدريس المذهب الشيعى للمنتمين حديثا. وقد وصل مسعود إلى درجة علمية تسمى لديهم «بحث الخارج» وهى التى تسبق درجة الفقيه الذى يقلده عموم الشيعة ويستفتونه فى كل أمور دينهم ودنياهم، جعلت منه شخصا يحوز احترام المجتمع الشيعى وخاصة شيعة مصر الذين يفتقدون تحصيل العلم الدينى والفقهى إلا من خلال شاشات القنوات الشيعية أو عن طريق مراسلة مكاتب المراجع الدينية، وهو ما جعلهم مشتاقين لمجالسة عالم ينهلون من علمه ويكونون كالميت بين يدى المغسل، يقلبه حيثما شاء، وتلك هى النقطة التى وفرتها إيران لهم من خلال «مسعود» وإخوانه من الشيوخ المعممين من أتباع المراجع الإيرانية. لكن البداية كانت مخالفة للحقيقة، حيث أظهر «مسعود» أنه مختلف مع النظام الإيرانى ويرى أن تجربته فاشلة ولا يمكن أن تستمر وأن سقوط «دولة الملالى» قادم لا محالة بسبب سياسة القمع والترهيب التى يتبعها رجال الحرس الثورى الإيرانى ضد الشعب، وبعدها بدأ فى التواصل مع الشيعة بالمحافظات عن طريق عقد مجالس علم يقوم خلالها بتدريس أصول المذهب، ولكنه فى الحقيقة كان يبحث عن عناصر شبابية تتمتع بمواصفات خاصة تؤهلها لأن تكون عيونا وأيادى للنظام الإيرانى داخل مصر وتمكنه من تكوين «لوبى» داخل مصر للضغط على النظام السياسى لتحقيق أهدافه. وبعد عمل شاق قام به المعمم الشيعى استطاع خلاله انتقاء عشرات الشباب ليبدأ معهم مرحلة التجنيد وإرسالهم لتلقى التدريبات على العمل لصالح أجهزة الأمن الإيرانية، وفى بداية عام 2013 استغل «مسعود» الأجهزة الأمنية المنشغلة بالسياسة وحكم الإخوان المسلمين، واستطاع أن يرسل وفدًا مكونًا من 50 شابًا مصريًا من المتشيعين إلى لبنان بعد أن أقنعهم بالالتحاق بجامعة تسمى «جامعة المصطفى» للدراسة فيها وهى جامعة تدخل ضمن أنشطة المخابرات الإيرانية، ويديرها فى الخفاء عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، واتفق مع شباب الوفد على أن تكون محور دراستهم هى العلوم الدينية ولكن تحت غطاء دراسة العلوم الدنيوية مثل «التجارة والقانون والإعلام وغيرها»، كما وعدهم بالحصول على مبلغ مالى لا يقل عن 400 دولار شهريا كدعم أثناء فترة الدراسة، بخلاف توفير المسكن والمأكل والمشرب فى مدن تتبع الجامعة، وهى أموال يوفرها له الحرس الثورى الإيرانى، وفى ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها أغلب الشباب وجدوا فى السفر فرصة ممتازة حيث دراسة المذهب الشيعى وتوفير مبالغ مالية تعينهم على الحياة بعد عودتهم إلى مصر. قام «مسعود» بتجهيزهم للسفر ولكنهم فوجئوا بأنهم سيسافرون بشكل فردى، كلٌ بمفرده، وفى موعد لا يعلمه الآخرون، وكانت الطريقة التى يتبعها «مسعود» هى تحديد موعد السفر للشاب وتأجيله عدة مرات وفى وقت محدد لا يعلمه أحد يخبر الشاب أن سفره خلال يومين، وقبل السفر يكون هناك لقاء يجمع الشيخ بالمسافر يلقنه خلاله بعض التعليمات المهمة، وينبه عليه بأن تتوقف اتصالاته بأصدقائه فى مصر وأن يخبر أهله بأنه مسافر لأى غرض غير الدراسة فى جامعة المصطفى، سواء كان عملًا أو زيارة أو منحة أو أى شىء آخر يتم الاتفاق عليه. ويتمركز هؤلاء الشباب ببعض المحافظات على رأسها الشرقية والدقهلية وحلوان، ولم يشهروا تشيعهم حتى لذويهم، خشية أن يلقوا مصير الشيخ الشيعى حسن شحاتة على أيدى السلفيين، إلا أنهم لا يزالون حتى الوقت الحالى يجمعون المعلومات عن الشارع السياسى المصرى والتظاهرات شبه اليومية ووضع السلفيين فى الوقت الحالى وإمكانية وصولهم للحكم والسلطة خلفا للإخوان، وتلك المعلومات تصل للحرس الثورى الإيرانى والذى يعد من خلالها تقارير أمنية عن مصر لاستغلالها فى الوقت المناسب. وفى سياق متصل، أكدت مصادر شيعية أن أغلب رموز المتشيعين فى مصر لم يدرسوا فى مراجع إيرانية، ومنهم من حصل على درجة «المعمم» فى علم الفقه الشيعى -وهى درجة علمية رفيعة تسبق درجة «المرجعية» مباشرة حيث يتدرج طالب العمل فى مراحل التعليم الحوزى الثلاث- ليصبح من أتباع المذهب الجعفرى «الاثنى عشرى» فى كل المسائل التى تتعلق بالدين والدنيا ويقلدونه. ولا يتعدى عدد هؤلاء المراجع أصابع اليدين فى العالم كله لصعوبة الوصول إلى تلك الدرجة العلمية الرفيعة من العلم الدينى والدنيوى، فى حين وصل عدد من الطلاب المصريين إلى درجة «المعمم» وفى مقدمتهم الشيخ حسنى مسعود الذى تخطى المرحلة الوسطى ليصبح شيخًا «معممًا» مؤهلاً لبحث الخارج وهو بداية طريق المرجعية، وخالد محيى الدين الحليبى الذى سافر إلى مدينة «قم» الإيرانية ثلاث مرات لدراسة العلوم الشرعية الشيعية هناك، كما درس إسلام الرضوى، فى مرجعية» قم» ونال حظا كبيرا من التعلم على يد مراجعها وشيوخها وعلمائها.