علمت «الصباح» من مصادر مطلعة أن الشيعة افتتحوا سرًا 4 «حسينيات» جديدة فى 6 أكتوبر وطنطا وبلبيس وأسيوط، وأن مجموعة من الشيعة المصريين استغلت انشغال الجهات الأمنية فى ملاحقة عناصر الإخوان والمجموعات الإرهابية المتطرفة، ونظمت زيارة إلى إيران فى عيد الأضحى الماضى، حيث شاركت فى الاحتفالات ب «عيد الغدير» الذى يعد العيد الثالث الذى يحتفل به الشيعة ويعتبرونه «أعظم عيد» فى الكون. وحسب معتقدات الشيعة، فإنه هو اليوم الذى خطب فيه النبى (صلى الله عليه وسلم) خطبة أوضح فيها فضل سيدنا على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، وبيّن أمانته وعدله ومدى قربه إليه، فى أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع الى المدينةالمنورة. وأكدت المصادر أن الوفد الذى زار إيران خلال احتفالات «عيد الغدير»، كان على رأسه «م.ج» و«ط.ه» و«ر.ن» و«س.ص»، وهم سُنة مصريون تشيعوا خلال السنوات الماضية، كما ضم الوفد بعض قيادات الصوفية، خاصة أن الصراع فى مصر بين الصوفية والشيعة يتمحور حول جذب إيران فى تنافس دائم على التمويلات القادمة من الخارج. وعلمت «الصباح» أيضًا أن واحدًا ممن سافروا لإيران وهو «ر.ا» مؤلف للعشرات من الكتب عن الشيعة فى مصر، يشارك غالبًا فى تلك الأعياد للاحتفال، وإعطاء محاضرات عن العلاقة بين السُنة والشيعة لبعض الإيرانيين، ويحصل بعدها على أموال طائلة كمبرر لحصوله على تمويل علنى. أما باقى المجموعات الشيعية المصرية فتتم استضافتهم فى قنوات شيعية إيرانية على أنهم علماء دين مصريون، وعلى رأسها قناة «الثقالين» الشيعية التى تُبث من تركيا، و«الساعة»، و«اللؤلؤة»، و»المنار»، بمقابل مادى طائل كتمويل شيعى أيضًا بطريق غير مباشر، وحتى يكون التمويل مبررًا، ونقلًا عن مصادر شيعية مطلعة، فإن تلك الأموال عندما عاد بها الشيعة المصريون قاموا بضخها فى حملات دعائية لدعم أحد مرشحى الرئاسة السابقين والموجودين حاليًا على الساحة بقوة. جزء من هذه التمويلات الذى حصل عليها بعض الشيعة المصريين استعانوا بها فى افتتاح «حسينيات» جديدة بعيد عن أعين السلفيين، وتأكد ذلك عندما أعلن العالم الشيعى محسن العصفور، رئيس مجمع البحوث العلمية فى البحرين، عن افتتاح 4 حسينيات جديدة للشيعة فى مصر، مشيرًا إلى أن ذلك تم بالتعاون مع مكتب آية الله السيستانى بالقاهرة. وذكرت مصادر ل «الصباح» أن ممثل السيستانى فى مصر، هو شخص دارس للمراجع الشيعية، ومعتمد لكى يكون وكيلًا عن «آية الله»، كما أنه يقوم بجمع أموال من الشيعة فى الخارج بمقدار «الخمس» من دخول الشيعة الأثرياء، للمساعدة فى دعم شيعة مصر الفقراء. من جانبه قال محمد غنيم، رئيس «التيار الشيعى المصرى»، إن الحسينيات الجديدة التى تم افتتاحها تابعة لأشخاص من العراق مقيمون فى مصر، وتحديدًا فى مدينة 6 أكتوبر، وفى طنطا وبلبيس وأسيوط والجيزة، موضحًا أن الحكومة لا تمنح رخصًا لإقامة حسينيات شيعية، ولكن تتم إقامتها عبر الحصول على رخصة لحضرة صوفية، أو تتم إقامتها فى بيوت قيادات الشيعية، فهى عبارة عن «مضيفة» يلتقى فيها الشيعة ببعضهم البعض. ويؤكد ناصر رضوان، أمين عام ومؤسس «ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت»، أن «الشيعة لا يستطيعون إقامة أى حسينيات فى مصر على الإطلاق، وفى الوقت الحالى بالذات لا يمكن للشيعة إقامة أى حسينيات بعدما أزال الله مُلك حبايبهم الإخوان، وبعد صرف النظر رسميًا عما يسمى بالسياحة الإيرانية، وفى ظل هذه الظروف من انفلات أمنى واحتقان بين أبناء الشعب». ويضيف «رضوان»، «ويبدو أن الشيعة لديهم رغبة فى إظهار أن مصر بها حسينيات وقلة شيعية حتى يظهروا وجودهم فى مصر، وهذا غير صحيح، ولو كانت هناك حسينيات فى البلاد، فهل من المعقول أن يفصحوا عن إقامة حسينيات بالفعل، فضلًا أن يبلغوا بعناوينها؟». وشدد «رضوان» فى بيان له على أنهم «لن يسمحوا بإقامة الحسينيات أو ممارسة أى طقوس لا فى عاشوراء ولا غيرها، ولا فى الأربعينية وأى هراءات أو ممارسات تخالف دين الإسلام مطالبًا وزارة الداخلية بالتصدى للشيعة، وعدم السماح لهم بممارسة شعائرهم أو بناء حسينيات لأنها خطر على الأمن القومى». ويذكر أنه بعد مقتل الشيخ حسن شحاتة، الأب الروحى للشيعة فى مصر، على أيدى أهالى قرية «زاوية أبو مسلم» بالجيزة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، أصبح صالح الوردانى «سُنى متشيع»، هو الأب الروحى لكثير من الشيعة المصريين، نظرًا لصلاته بالآيات الشيعية فى إيرانوالبحرين، ومعه أيضًا المستشار دمرداش العقارى، لكنه ينأى بنفسه عن الشبهات، والسفر المنتظم إلى إيران حتى لا تتربص له الأعين، غير أنه ينضم إلى الرحلات ذات الدعوات الرسمية بين البلدين فقط.