الإخوان وافقوا على الصفقة مقابل الوصول للحكم فى سوريا ودعمهم لخطف مصر وأبى أنس قبل دور الوسيط ليتخلص من مطاردة الأمريكان والظواهرى وافق على الخروج من أفغانستان مقابل العودة إلى سيناء إذا أردت أن تعرف كيف ساهمت ثورة 30 يونيو فى إزاحة أكبر خطر وتهديد واجه مصر فى العصر الحديث، وإذا أردت أن تعرف كيف استطاعت القوات المسلحة التصدى لأكبر مخطط سوداوى ينتهى باحتلال جزء من أرض مصر فعليك أن تقرأ التفاصيل القادمة بعناية، ما نكشفه فى السطور القادمة يوضح تفاصيل المؤامرة العالمية التى كانت تحاك ضد مصر وشعبها بمساعدة كل من تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، ويوضح كيف سعت المخابرات الأمريكية لاستخدام الإخوان والقاعدة فى تأسيس أكبر شبكة إرهابية فى العالم إلى سيناء، ونقل المركز الرئيسى لتنظيم القاعدة إليها بدلًا من افغأنستان، والترتيب لدخول أيمن الظواهرى إلى مصر لإدارة التنظيم من شبه جزيرة سيناء، وذلك تمهيدًا لتدخل عسكرى أمريكى ودولى بحجة الحرب على الإرهاب فى سيناء، هذه التفاصيل كشفتها مستندات خاصة حصلت عليها «الصباح» من إحدى الجهات السيادية والتى رصدت خلالها تفاصيل اللقاءات التى تمت بين الإخوان والأمريكان والقاعدة فى طرابلس فى منزل أبو أنس الليبى القيادى بتنظيم القاعدة والمقبوض عليه استعدادًا لمحاكمته فى واشنطن الشهر الجارى. كانت رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الانسحاب من أفغانستان تدريجيًا هى بداية الأمر.. حيث قدمت المخابرات المركزية الأمريكية تقريرًا مهمًا فى الماضى لإدارة أوباما تفيد بأن الانسحاب من أفغانستان يجب أن يتم على مراحل، وأن يقوم الجيش الأمريكى بنقل زمام الأمور هناك لحركة طالبان الأفغانية كبديل مناسب للسيطرة على الأوضاع داخل أفغانستان بالتزامن مع تنفيذ خطة موسعة لنقل قيادات تنظيم القاعدة بأفغانستان إلى ثلاث دول عربية كمرحلة أولى، إلى أن يتم جمعها فى نقطة التلاقى المركزية كمرحلة ثانية تحت مخطط أطلقت عليه المخابرات المركزية الأمريكية مسمى «أرض التلاقى»، وكان المطلوب فى هذه الفترة هو أن تسعى الإدارة الأمريكية للجلوس مع قيادات حركة طالبان للاتفاق حول الأمر، ولكن قبل ذلك أرسل أوباما تقريرًا سريًا للمخابرات المركزية يطلب فيها دراسة الأمر جيدًا، والتأكد من قدرة حركة طالبان على إزاحة نفوذ وسيطرة تنظيم القاعدة داخل أفغأنستان، وقدرتهم على إدارة البلاد، وتحت إشراف خارجى من الولاياتالمتحدة، وترتيب لقاء فورى بين قيادات مخابراتية وممثلين عن الحركة. هنا لم تجد المخابرات الأمريكية أفضل من الحليف الأمريكى الذى لا يرفض ولا يجادل، وتمت اتصالات مكثفة بين المخابرات المركزية، وأحمد بن ناصر بن جاسم رئيس المخابرات القطرية، لتطلب منه التوسط بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية، بهدف التوصل إلى اتفاق حول إطلاق وقف النار، وتخفيض موجات العنف والقتل فى أفغانستان، والسيطرة على تحركات تنظيم القاعدة، وذلك مقابل انسحاب الأمريكان من أفغانستان على مراحل وبسلاسة، وتشكيل حكومة أفغانية تجمع بين السلطة الحالية والممثلة فى الرئيس الأفغانى حامد كرازى، وبين حركة طالبان، وإتمام المفاوضات والمصالحة بين الطرفين لتهدئة الأوضاع فى أفغانستان. وبالإضافة إلى العروض التى قدمتها الإدارة الأمريكية قدم القطريون عرضًا جيدًا لطالبان بافتتاح مكتب سياسى للحركة فى قطر لتكون السابقة الأولى من نوعها فى الوطن العربى، وتسهيل لقاءات مستمرة بين الحكومة الأفغانية والأمريكية أيضًا، وهذا ما حدث بالفعل فى 19 يونيو الماضى، حيث أعلن محمد سهيل شاهين عضو المكتب السياسى لحركة طالبان عن افتتاح مكتب الحركة السياسى بالدوحة. ظلت المخابرات الأمريكية تبحث الأمر جيدًا إلى أن تقدمت فى ديسمبر 2012 بتقرير جديد لإدارة أوباما، تؤكد فيه أن التفاوض مع طالبان لن يكون مجديًا أو مفيدًا للخطة الأمريكية حيث تبين أن من بيديه القرار فى أفغانستان هو تنظيم القاعدة المهيمن على قيادة طالبان، وقادر على التحكم فى قراراتها، وهنا رد أوباما بتقرير مماثل يطلب من المخابرات الأمريكية بحث سبل التفاوض والجلوس مع تنظيم القاعدة من خلال حلفاء الولاياتالمتحدة فى اليمن وليبيا ومصر، ويقصد بمصر تحديدًا جماعة الإخوان المسلمين، بعدها اتصل ممثل المخابرات المركزية برئيس مخابرات قطر ليطلب منه تجميد اللقاءات التى كان مزمعًا انعقادها فى يناير 2013 مع قيادات طالبان، وطلب منه تكملة دوره كوسيط بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان، ومساعدتهم فى إنشاء مكتب سياسى للحركة فى الدوحة كى يستطيعوا الاستفادة منهم عند الحاجة، واقتراح أحمد بن ناصر بن جاسم التوسط بين الأمريكان والقاعدة، لكن المخابرات الأمريكية رفضت الاقتراح لأنها تعلم جيدًا أن فروع القاعدة فى اليمن وليبيا، بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين هم الأجدر بهذه الوساطة. فى منتصف ديسمبر 2013 تواصلت المخابرات الأمريكية بنزيه الرقيعى، والمعروف إعلاميًا بأبى أنس الليبى، وهو مهندس كمبيوتر ليبى، وعضو بتنظيم القاعدة، ويعتبر حلقة الوصل بين التنظيم الأم فى أفغانستان، وبين قواعد التنظيم فى ليبيا وهو عضو بالتنظيم منذ عام 1998، واتهمته الولاياتالمتحدة بتفجير سفاراتها عام 1998، وكان مطلوبًا بالنسبة للأمريكان طوال هذه الفترة لمحاكمته، ورصدت ملايين الدولارات عام 2002 لمن يكشف عن مكان هروبه، الأمريكان أرسلوا لأبى أنس الليبى أحد رجالهم فى منزله بطرابلس فى ديسمبر 2012 لإقناعه بالتوسط بين الإدارة الأمريكية والقاعدة مقابل إسقاط تهمة تفجير السفارات الأمريكية عنه، ووافق أبى أنس على هذه الصفقة، وطلب منه مندوب المخابرات المركزية الأمريكية أن يستضيف اجتماعًا سريًا بين مندوبى المخابرات الأمريكية، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر الذين لديهم قدرة على التأثير فى أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وبحضور الوحيشى ممثل أعضاء تنظيم القاعدة فى اليمن. وشرح مندوب المخابرات المخطط الأمريكى بأكمله، والذى يهدف لنقل تنظيم القاعدة من أفغانستان إلى ثلاث دول عربية كمرحلة أولى هم مصر وليبيا واليمن تمهيدًا لنقلهم إلى نقطة التلاقى فى سيناء، لتصبح المقر الرئيسى والأكبر لتنظيم القاعدة، واتفق مندوب المخابرات الأمريكية مع أبو أنس الليبى على أن يتواصل الأخير مع زعيم القاعدة فى اليمن، وأن تتواصل الإدارة الأمريكية مع الإخوان فى مصر لعقد اجتماع مكثف فى طرابلس، وتحديدًا فى منزل أبو أنس فى فبراير 2013، وتم تكليف أبو أنس أيضًا بالتواصل مع خيرت الشاطر المحرك الرئيسى لجماعة إخوان مصر، تمهيدًا للقاء المكثف فى فبراير دون الخوض معه فى أى تفاصيل عن المخطط، حتى تفاتحه الإدارة الأمريكية فى الأمر خوفًا من أن يرفض الشاطر إذا جاء الأمر عن طريق أبو أنس، وطلب منه أن يلتقى الشاطر فى ليبيا لجس نبضه حول استعداده للتواصل مع القاعدة من أجل تعاون مشترك. فى 30 ديسمبر 2012 أعلنت وسائل الإعلام المصرية عن مغادرة الشاطر مطار القاهرة متوجهًا لليبيا، وتحديدًا للعاصمة طرابلس دون ذكر أى تصريحات عن سفره وأسبابه، وتكهن البعض بأن سبب الزيارة هو التشاور حول إمكانية عودة تنظيم الإخوان فى ليبيا بعد حل الجماعة هناك منذ عام 1979. ورغم أن هذه التكهنات كانت تحمل شيئًا من الحقيقة إلا أنها لم تكن السبب الرئيسى، ولعل الشاطر نفسه لم يكن يعلم ذلك، فعودة تنظيم الإخوان إلى ليبيا بعد 33 سنة كان بمثابة الطوق الذى ألقاه أبو أنس الليبى للشاطر ليأتى مهرولًا إلى طرابلس للاجتماع به. مكث الشاطر فى ليبيا ثلاثة أيام، التقى خلالها قيادات حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان الليبية المنحلة، واتفق معهم على ضخ مليار دولار من خلال مشروعات استثمارية فى ليبيا من أموال التنظيم الدولى لدعم موقف الجماعة فى ليبيا، وقبل رحيله بيوم واحد فقط التقى الشاطر أبو أنس بمنزله فى طرابلس، وكان اللقاء حذرًا إلى حد كبير تحدث خلاله عن موقف تنظيم القاعدة من حكومات الإخوان فى دول الربيع العربى، وسبل التعاون بينهم خلال الفترة القادمة، وانتهى اللقاء بوعد من الشاطر بتسهيل دخول قيادات القاعدة المصريين والموجودين بأفغانستان إلى مصر خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى دعم الثورة السورية ضد بشار الأسد بكل السبل. فى 28 يناير 2013 وصل إلى القاهرة وفد عسكرى أمريكى بقيادة نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكى لشئون الشرق الأوسط ماتيو سبينس للقاء مسئولين مصريين وعسكريين، لبحث دعم التعاون العسكرى بين مصر والولاياتالمتحدة، وهذا كان السبب المعلن وقتها حيث التقى الوفد الفريق صدقى صبحى قائد الأركان وبعض قيادات أجهزة المخابرات. وفى نفس التوقيت تسرب لوسائل الإعلام خبر لقاء المهندس خيرت الشاطر بالسفيرة الأمريكية آن باترسون سرًا فى فندق فيرمونت مصر الجديدة، ذلك اللقاء الذى تم بالفعل رغم إنكار الشاطر وقتها، ونقلت باترسون خلاله للشاطر رغبة الوفد الأمريكى فى لقائه، ولقاء عصام الحداد مسئول العلاقات الخارجية للجماعة، وبالفعل وافق الشاطر، وتم اللقاء صباح يوم 29يناير 2013 فى مقر السفارة الأمريكية فى القاهرة، وناقش الوفد الأمريكى مع الحداد والشاطر إمكانية التوصل إلى اتفاق مع تنظيم القاعدة وأيمن الظواهرى زعيم التنظيم لتسهيل الانسحاب الأمريكى من أفغانستان فى 2014 مع توفير عودة آمنة لعناصر تنظيم القاعدة ذوى الجنسيات العربية إلى ليبيا واليمن ومصر على رأسهم أيمن الظواهرى ونقل قواعد التنظيم إلى الدول الثلاث كمرحلة أولى إلى أن يتم توجيه عناصر وقواعد التنظيم إلى سيناء، حيث تتولى حركة حماس دعم العائدين من أفغانستان لوجستيا، وبرر الأمريكان مخططهم وقتها أمام ممثلى الإخوان بأنهم يريدون إخلاء ساحة المعركة الدائرة فى أفغأنستان الواقعة على الحدود مع إيران، وأن وجود القاعدة فى سيناء سيجعلهم تحت سيطرة جماعة الإخوان حتى لا يستمرون فى عملياتهم التى تستهدف الأمريكان سواء داخل أمريكا أو خارجها على أن تضمن جماعة الإخوان تأمين الحدود مع إسرائيل، وأن تسيطر على أى عمليات للقاعدة، قد يسعى التنظيم لتنفيذها ضد إسرائيل. ولكن ما المقابل الذى ستحصل عليه جماعة الإخوان لقاء هذه الصفقة؟ كان الاتفاق واضحًا ومباشرًا ستنال جماعة الإخوان فى مصر دعمًا أمريكيًا لا حدود له يساعدهم فى السيطرة على الوضع داخل البلاد، والذى يزداد تأزمًا يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى دعم الإخوان فى سوريا والجيش الحر، للتخلص من بشار، ثم تنصيب الإخوان على رأس الحكم فى سوريا بعدها. سافر الوفد الأمريكى بعد أن طلب من الشاطر والحداد مناقشة أمر الوساطة الإخوانية بين الأمريكان والقاعدة مع المرشد العام محمد بديع والرئيس المعزول محمد مرسى، وبالفعل بعدها بأيام قليلة عرض الشاطر الأمر بأكمله على بديع ومرسى، ووافق الاثنان على هذه الوساطة، وقررا استخدام مدير مكتب الرئاسة وقتها رفاعة الطهطاوى ابن خالة أيمن الظواهرى، من أجل ترتيب اتصال بين الظواهرى ومرسى اللذين يعرفان بعضهما جيدًا والتقيا مرتين من قبل، وبالفعل قام الطهطاوى بالتوسط فى أول اتصال بين الظواهرى ومرسى فى يناير الماضى ليعرض عليه ما يطلبه الأمريكان، ولخص له سريعًا ملامح الاتفاق، وطمأنه على مستقبل التنظيم، وعن تسهيل عودة القيادات إلى بلادهم وعودة الظواهرى إلى مصر بعد فترة، وتكوين مقر جديد للقاعدة فى سيناء على حدود إسرائيل الهدف الأهم للقاعدة، ووعده بالدعم والتسليح عن طريق حركة حماس، وأنهى مرسى اتصاله مع الظواهرى بعد أن اتفقا على الخطوط العريضة للأمر على أن يلتقى الظواهرى وفد أمن أمريكيًا، ووفدًا من جماعة الإخوان المصرية فى منزل أبو أنس الليبى بطرابلس فى فبراير 2013. وفى 14 فبراير وصل وفد من جماعة الإخوان المسلمين إلى طرابلس، يضم كلًا من محمود عزت نائب المرشد العام، واثنين من أعضاء جماعة الإخوان لحضور الاجتماع المشترك الذى ضم ممثلين للمخابرات المركزية الأمريكية وأبو أنس الليبى مندوبًا من الظواهرى الذى اعتذر عن عدم الحضور، وناصر الوحيش زعيم تنظيم القاعدة فى اليمن، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على البنود التى ذكرناها والتى تعتمد بشكل رئيسى على نقل مقر تنظيم القاعدة من أفغأنستان، وتسهيل خروج الأمريكان من هناك، وبعد أن اتفق الجميع على ملامح الصفقة والمنافع المتبادلة بين جميع الأطراف بدأ وضع خطة الانتقال السرية بمراحلها المختلفة، على أن تعتمد المرحلة الأولى على نقل المقر الرئيسى للتنظيم إلى مقر مؤقت، وهو دولة اليمن لحين استعداد الإخوان فى مصر لاستقبال القاعدة فى سيناء بعد أن يستطيعوا السيطرة على الجيش المصرى، ويبدأ الانتقال بنقل مسئوليات التنظيم إلى ناصر الوحيش فى اليمن للتجهيز للانتقال المركزى للقاعدة، ثم نقل عدد كبير من أعضاء التنظيم إلى اليمن، والبدء فى عمليات تدريبه للمقاتلين وتسليم السلاح القادم من الدول والمنظمات الداعمة، وأن تكون حضرموت هى مركز القاعدة البديل فى الوطن العربى، وأن يتسلم ناصر الوحيش صلاحيات الظواهرى الذى سيختفى لفترة من الزمن فى مكان غير معلوم، حتى يظهر فى سيناء مع بدء المرحلة الثانية، والأهم وبعد أن تستقبل حضرموت أعضاء القاعدة القادمين من أفغانستان، واستقرار أوضاعها فى اليمن سيتم ضخهم مرة أخرى إلى ثلاثة اتجاهات مجموعة تذهب إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة، المعارضة لبشار، ومجموعة تتجه إلى ليبيا بشكل مؤقت، ومجموعة أخرى تتجه مباشرة إلى سيناء لترتيب الأوضاع هناك مع حركة حماس لتهيئة الوضع من أجل استقبال الظواهرى، وتحويل سيناء لمقر رئيسى ونهائى للقاعدة، وتبدأ المرحلة الثانية للمخطط الأمريكى بعد أن تنجح جماعة الإخوان وجبهة النصرة فى السيطرة على سوريا من جانب، وكذلك تستطيع جماعة الإخوان فى مصر السيطرة على الجيش المصرى من جانب آخر حتى لا يقف حائلًا بينها وبين المخطط المزعم تنفيذه، يصل الظواهرى إلى سيناء، وتبدأ الأعداد الكبيرة من أعضاء القاعدة فى التدفق إلى شبه الجزيرة، قادمة من ليبيا واليمن وسوريا ودول أخرى. وبعد أن اتفق جميع الأطراف خلال الاجتماع على ملامح المخطط، ومراحل تنفيذه، ذهب كل طرف إلى من يمثله، وبدأ الجميع فى إقرار المخطط، والبدء فى تنفيذه، وبالفعل قام تنظيم القاعدة بعمل لقاء قمة تزعمه الوحيش، واشترك فيه قيادات رفيعة المستوى من التنظيم أتت من 22 دولة، وكان من بينهم أبو أنس الليبى، الاجتماع تم فى اليمن، وأقروا خلاله تسهيل وصول قيادات القاعدة إلى اليمن، وتسهيل خروج بعضهم من اليمن إلى سورياوسيناء، والاستعداد لتجهيز حضرموت كمقر رئيسى للقاعدة، بالإضافة إلى تكثيف نشاط التنظيم داخل مصر وسوريا وتونس. وبدأت جماعة الإخوان فى مصر فى التمهيد للأمر، وأطلقت ميليشيات الجماعة الإلكترونية فى مايو الماضى، شائعة دخول الظواهرى لمصر على طائرة مرسى لجس نبض الرأى العام وقيادات الجيش، وقاموا بتسهيل دخول عناصر من القاعدة عن طريق ليبيا، وساعدوهم فى الوصول إلى سيناء، وبدأ محمود عزت فى التواصل مع حركة حماس لإبلاغهم بملامح الاتفاق الذى تم بين الأمريكان والقاعدة، وتكليفهم بعدة مهام استعدادًا للحظة الانطلاق. وداخل الولاياتالمتحدة، بدأت المخابرات المركزية فى التجهيز لأهم مخطط ضد دول الوطن العربى، وعلى رأسهم مصر بعد أن استطاعت الوصول لاتفاق تاريخى يسمح لهم ضرب مائة عصفور بحجر واحد، الأول هو الخروج السلس من أفغانستان دون خسائر، والثانى هو نقل أكبر تنظيم إرهابى، فى العالم إلى شبه جزيرة سيناء، وجمعهم فى أرض واحدة على حدود إسرائيل الشقيقة الصغرى للولايات المتحدة استعدادًا للدخول الأمريكى. وتمهيدًا لشن حرب شاملة ضدهم فى سيناء، هذه الحرب التى تستدعى دخول عسكرى كامل لشبه الجزيرة تحت غطاء الحرب على الإرهاب، وهو الغطاء الذى استخدمته الولاياتالمتحدة من قبل لدخول العراقوأفغانستان، ومن ثم السيطرة الكاملة على سيناء لفترة من الزمن تنتهى بقرار دولى بوضع سيناء تحت إدارة القوات الدولية وأن تكون منطقة تابعة للأمم المتحدة ولا تخضع للسيادة المصرية. وجاءت ثورة 30 يونيو، وموقف الجيش المصرى منها لتحطم هذا المخطط تمامًا وتقضى عليه من الأساس، مما دفع المخابرات الأمريكية لاختطاف أبو أنس الليبى وترحيله إلى واشنطن فى أكتوبر الماضى تمهيدًا لمحاكمته عن الجريمة التى ارتكبها فى 1998 فى محاولة لدفن أسرار المخطط بعد أن علمت المخابرات الأمريكية أن المخابرات الروسية والإيرانية كانت ترصد جميع اللقاءات منذ البداية، ولديها معلومات كاملة عن المخطط الأمريكى الإخوانى، وأرسلت كل ما يتعلق بهذا الملف إلى المخابرات المصرية فى إبريل 2013.