في خطوة تثير الكثير من القلق حول مدى اعتزام واشنطن انتهاك السيادة المصرية في عصر الانقلاب تحت مسمى محاربة الإرهاب، أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم الاثنين وضع المصري محمد جمال على "لائحتها السوداء للإرهاب" بداعي تأسيسه لجماعة ذات علاقة بالقاعدة، واتهمته بإقامة معسكرات تدريب لعناصر متطرفة في مصر وليبيا، لا سيما وأن الإعلان الأمريكي يأتي بعد يوم واحد من انتهاك أمريكا للأراضي الليبية واختطاف "أبو أنس الليبي". وبحسب بيان الخارجية الأمريكية الذي نقلته وكالة فرانس برس فقد "تعلم محمد جمال تقنيات عمل القنابل اليدوية عندما تدرب مع القاعدة في أفغانستان في ثمانينات القرن المنصرم، قبل أن يتجه إلى مصر في حقبة التسعينات، ويضحى قائدا عسكريا لجماعة "الجهاد الإسلامي في مصر، التي كان يقودها آنذاك زعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري". وأضاف بيان الخارجية الأمريكية أن "جمال تم اعتقاله من قبل السلطات المصرية، قبل أن يطلق سراحه عام 2011، ويؤسس "شبكة محمد جمال"، ويؤسس العديد من معسكرات التدريب في مصر وليبيا. واتهمت الخارجية الأمريكية جمال ب"التواصل مع قاعدة اليمن في شبه الجزيرة العربية ، واستغلالهم في تهريب مقاتلين لمعسكرات التدريب". ومضى البيان يقول: " الانتحاريون تدربوا في "شبكة محمد جمال"، وجمال أسس علاقات مع إرهابيين في أوروبا". وتابع البيان: " بعد إعادة اعتقاله عام 2012، كشف جهاز الحاسوب الخاص به عن رسائل أرسلها إلى الظواهري، طلب منه خلالها دعما، واصفا أنشطة شبكته، والتي تتضمن الحصول على السلاح، وإقامة تدريبات إرهابية، وتأسيس جماعات إرهابية في سيناء". وتثير الخطوة الأمريكية الشكوك لا سيما وأنها جاءت بعد يوم واحد من إعلان واشنطن اعتقال نزيه عبد الحميد الرقيعي المعروف بأبو أنس الليبي، أحد قادة تنظيم القاعدة، في عملية عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس. وقال جورج ليتل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنه "نتيجة لعملية أمريكية تتعلق بمكافحة الإرهاب، يجرى الآن احتجاز الليبي بشكل قانوني من جانب الجيش الأمريكي في مكان آمن خارج ليبيا". وتتهم السلطات الأمريكية الليبي، 49 عاما، بالمشاركة في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. يذكر أن أمريكا لها سوابق عديدة في اتخاذ الإرهاب ذريعة لانتهاك سيادة الدول، ولعل اليمن وباكستان لا يزالان يعانيان من البلطجة الأمريكية. وما يعمق بواعث القلق التقرير الذي أشارت إليه وكالة أسوشيتد برس في 9 أغسطس الماضي حول قيام طائرة صهيونية بدون طيار، نقلا عن مصادر أمنية، بإطلاق صاروخ من شبه جزيرة سيناء؛ ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص يعتقد أنهم "جهاديون إسلاميون" وتدمير منصة لإطلاق الصواريخ، إلا أن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة نفى الأنباء فيما بعد بعد سلسلة من التصريحات المتناقصة.