حددت الاستخبارات السوفييتية KGB اسم الطيار محمد حسنى مبارك ليكون هدفًا لإحدى عمليات «الابن البار»، واختاره الجهاز الروسى شخصيًا من بين نخبة الطيارين المصريين الذين ترشحوا للتدريب فى الاتحاد السوفيتى. فى نفس الوقت أعلنت العميلة الروسية السرية «دانا ميشيلوفا» معلمة اللغة الروسية لدى المركز الثقافى العسكرى بالعاصمة الروسية موسكو فشلها رسميًا فى محاولة استمالة محمد حسنى السيد مبارك الطيار المصرى ذى التقاليد والعادات المحافظة. أبلغت ميشيلوفا المعلمة الفاتنة رؤساءها فى جهاز الاستخبارات السوفيتية KGB عن إخفاقها فى مهمتها، وطلبت إبعادها عن دورها فى العملية لعدم استجابة الطيار المصرى لخطتها. فقرر الجهاز الروسى الانتقال إلى خطة «الزميل التقليدية»، وهى الخطة «ب» فى إدارة عملية «الابن البار» أو طبقًا للمصطلح الاستخباراتى الروسى «كوليجا». تصادف أن زامل الطيار اليوغسلافى الشاب «بوشكا» عميل الاستخبارات السوفيتية KGB الطيار المصرى مبارك فى غرفته بالنزل العسكرى. استغل مبارك كعادته زميله الجديد بوشكا بسبب تحدثه اللغة الروسية بطلاقة، ومعرفته بتفاصيل الحياة فى موسكو لمساعدته على فهم وترتيب إجراءات المعيشة فى القاعدة الجوية السوفيتية الخامسة 999. لم يخف «بوشكا» على زميله الطيار المصرى منذ أول يوم أنه يتحدث اللغة الروسية، وأنه اعتاد التردد على موسكو للتدريب على الطرازات الحديثة من الطائرات المقاتلة سوفيتية الصنع. وكشف بوشكا لزميله المصرى أنه طيار تابع لوحدة عمليات جوية يوغسلافية خاصة تقوم بتنفيذ عمليات «منتهى السرية» بالتعاون مع وحدات «سبيتسناز» الجوية - قوات النخبة باللغة الروسية - التابعة للاستخبارات السوفيتية KGB، وعندما تعجب مبارك من حديث بوشكا زميل دراسته اليوغسلافى الجديد أكد له الأخير أن مبدأ الصداقة مع أفرع العلاقات العامة لدى الاستخبارات السوفيتية KGB خاصة العسكرية منها أفاده فى حياته الشخصية والمهنية كثيرًا، ولم يسبب له أية أضرار، كما لم يكلفه أية التزامات محرجة أو مجرمة قانونيًا ضد بلاده. وشرح بوشكا لرفيقه المصرى بناء على تلقين مدروس نفسيًا من الجهاز الروسى قصد من البداية العقل الباطن للطيار المصرى هدف عملية التجنيد أنه لا يوجد لدى جهاز KGB أية شروط مسبقة مقابل الصداقة المستقبلية التى ستأتى على حد تأكيد بوشكا لزميله المصرى كخطوة فى بروتوكول العلاقات العامة الدولية. وكحافز ضمنى كشف الطيار بوشكا لزميله الشرق أوسطى أن أفرع العلاقات العامة لدى الجهاز الروسى تتعهد رسميًا باسم الاتحاد السوفيتى بمساعدة «الأصدقاء» علميًا ومهنيًا طيلة حياتهم العملية، مع السعى لدى بلادهم بالنفوذ السوفيتى للدفع بهم لتقلد أعلى المناصب القيادية والسياسية مستقبلًا. سمع الطيار المصرى الشاب محمد حسنى السيد مبارك فى أول أسبوع له فى العاصمة الروسية موسكو من زميله الطيار اليوغسلافى بوشكا تلك المعلومات عن مميزات الصداقة مع أفرع العلاقات العامة لجهاز KGB. وقد تعمد بوشكا عند طرحه للمعلومات عدم إثارة الشكوك لدى الطيار المصرى فعرضها على عجالة دون تركيز من شأنه إرباك الرفيق المصرى الجديد وإدخال الشك إلى قلبه. فى القاعدة الجوية الروسية الرئيسية فى موسكو الشهيرة باسم القاعدة الخامسة 999 وجد الطيار المصرى الشاب كل شىء يدار فى الاتحاد السوفيتى من خلال العلاقات والمعارف والتوصيات القوية. وشاهد مبارك بنفسه تلقى عدد من الطيارين توصيات خاصة رشحتهم للالتحاق بمجموعات تدريب جوية خاصة متقدمة دون غيرهم ممن لا علاقات سياسية أو عسكرية لديهم فى موسكو. علم مبارك بوجود مدربين جويين روس من خبراء الصف الأول دربوا مجموعات بعينها دون الأخرى فى القاعدة الروسية، وكانت المفاجأة المزعجة بالنسبة له أن زميله الطيار اليوغسلافى بوشكا ألحق بتلك المجموعات بسبب علاقاته العسكرية الروسية الوطيدة. اعتبر مبارك التدريب الروسى المخصص للطيارين المصريين تقليدى، كل هدفه هو تمكينهم من قيادة الطائرات الروسية الصنع والتعامل مع آلاتها الروسية الثقيلة دون التفوق فى قيادتها أو الإلمام المحترف بأنظمتها. فكر الطيار المصرى الطموح محمد حسنى السيد مبارك أن يطلب من زميله بوشكا صاحب العلاقات الوطيدة مع الاستخبارات السوفيتية KGB أن يحصل من أجله على توصية عالية تمكنه من الالتحاق بمجموعة تدريبية متقدمة تميزه حتى يعود إلى مصر متفوقًا علميًا وجويًا. فوعده الطيار اليوغسلافى ببحث الأمر، وفى نفس الليلة سأل بوشكا زميله مبارك سؤالًا مباشرًا هدف من ورائه معرفة رد فعل الطيار المصرى إذا طلب منه لقاء المسئولين السوفييت الذين يتعامل - بوشكا - معهم بغرض عمل العلاقات العامة والتعارف الروتينى؟ طبقًا لتفاصيل العملية السوفيتية وافق مبارك دون تردد على المبدأ، لكنه اشترط منذ البداية أن يصب التعارف فى مصلحته المهنية، وأن يكون اللقاء بينه وبين أى مسئول روسى عاديًا، وليس مع أى ضابط استخبارات، وشدد على رفضه فرض أية التزامات عليه تجاه الاتحاد السوفيتى. هدأ الطيار اليوغسلافى بوشكا زميله المصرى وأقنعه أنه لا يمثل مطمعًا للجهاز الروسى فى مجال تخصصه خاصة أن الطائرات التى يطير عليها مبارك روسية الصنع، ولا حاجة لموسكو فى معلومات لديه يمكن أن تغرى الاتحاد السوفيتى بشكل عام. فى الحقيقة لا يوجد فى الوثائق الروسية الكثير من المعلومات التفصيلية عن مشاهد اللقاء الأول بين الطيار المصرى الشاب وبين المسئول الذى سيتضح بعدها أنه كان ضابطًا رفيعًا فى جهاز الاستخبارات السوفيتية KGB. ومع ذلك سجلت الوثائق السوفيتية «عظيمة السرية» عن عملية «الابن البار» أنه كان لقاءً هادئًا حاولت فيه الاستخبارات الروسية KGB التعرف عن كثب على شخصية الطيار المصرى الواعد بهدف تحليلها لخدمة العملية، وأنه كان لقاء استماع للطيار المصرى أكثر من التحدث إليه. مر اللقاء الأول وتعود مبارك على التردد من توقيت لآخر على مكتب حكومى قريب من مقر الاستخبارات السوفيتية KGB فى 2 ميدان «لوبيانسكايا بلوشخاد» العاصمة الروسية موسكو بغرض التقابل مع صديقه الجنرال «أليكساندر ميخائيلوفيتش ساخاروفسكى». اللافت أن مبارك تعرف على ساخاروفسكى منذ البداية على أساس أنه مسئول العلاقات العامة فى الجيش الروسى فرع الاستخبارات العسكرية الجوية مع أن ساخاروفسكى كان فى حقيقة الأمر رئيس فرع التجسس والعمليات الخارجية السوفيتية على مستوى العالم. المثير أن الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى حرر هو الآخر عقب لقائه الأول مع الطيار الشرق أوسطى تقريرًا مطولًا حلل فيه نقاط القوة والضعف الأولية من وجهة نظره فى شخصية ضيفه المصرى. وأكد الجنرال ساخاروفسكى فى نهاية تقريره على قوة شخصية محمد حسنى السيد مبارك، ولم يلتفت الجنرال الروسى إلى ملحوظة ضابطة العمليات الروسية دانا ميشيلوفا بشأن ولاء مبارك ورفضه ترديد النشيد الوطنى السوفيتى كل صباح. لأنه عندما استدرج مبارك لسؤاله عن مدى تمكنه من اللغة الروسية مما يمكنه من ترديد النشيد الوطنى السوفيتى فى طابور الصباح ضحك مبارك، وأكد أنه وجد صعوبة لغوية فى أول أسبوع، لكنه تغلب عليها بدراسة اللغة، وبات يردد النشيد دون مشاكل. وأشار الجنرال ساخاروفسكى أنه وجد مبارك دبلوماسيًا سهل المراس، يعشق مصلحته الشخصية، خبيث لأبعد الحدود يحب التظاهر بعدم الفهم كوسيلة هادئة لاستخلاص المعلومات من الغير، بليد فى رد الفعل تمامًا مثلما كتبت عنه من قبل ضابطة العمليات الخاصة دانا ميشيلوفا. وسجل ساخاروفسكى أن أهم الثغرات فى شخصية مبارك سعيه المحموم إلى التميز المهنى والعلمى على أقرانه يسبق سعيه لجمع المال، وأن الطيار المصرى ردد رغبته للتميز أكثر من عشرين مرة خلال جلسة اللقاء الأولى معه. عقب اللقاء الأول مع الجنرال ساخاروفسكى ألحق مبارك بمجموعة تدريب جديدة من تلك المجموعات المتقدمة التى حلم منذ وصوله إلى موسكو الانضمام إليها والتدرب معها. فى المجمل نجح الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى رئيس فرع التجسس والعمليات الخارجية فى الاستخبارات السوفييتية KGB من أول لقاء فى تكوين علاقة صداقة مميزة مع الطيار المصرى. اللافت أن ساخاروفسكى لم يطرح أية شروط مقابل الصداقة، لكنه طلب من مبارك الصديق المصرى الجديد تفضيل المصالح السوفيتية عن غيرها بما لا يتعارض نهائيًا مع مصالحه ومصالح بلاده مستقبلًا فوافق مبارك دون تردد. تحقيقًا لذلك وعد الجنرال ساخاروفسكى الطيار المصرى الشاب بالاهتمام العلمى والمهنى به مؤكدًا أن الاتحاد السوفيتى سيطرح اسم مبارك عند كل مناسبة سياسية أمام القيادات المصرية المختلفة حتى يتقلد أرفع المناصب. تفاصيل أحداث الجلسة التى جمعت بين الطيار المصرى محمد حسنى السيد مبارك والجنرال الروسى أليكساندر ساخاروفسكى مختصرة لكنها شديدة الوضوح دون أية غموض. انتهت على أساس أن يفضل مبارك مستقبلًا كل ما هو فى خدمة المصالح السوفيتية فى مصر خاصة تفضيله للطائرات السوفيتية الصنع على غيرها، وفى المقابل تدفع به موسكو فى مجاله المهنى وتفضله كصديق على حساب أى شخص آخر. ربما توقع البعض تفاصيل محمومة عن علاقة تجسس غير سوية، لكن الحقيقة الرسمية التى تكشفها وثائق الأرشيف السوفيتى «عظيم السرية» دون شك تجمع على أن علاقة مبارك مع الجنرال ساخاروفسكى عندما بدأت فى مارس 1959 لم تكن نهائيًا تلك العلاقة التقليدية التى يمكن أن تكون بين أى ضابط أو ممثل رفيع لجهاز استخبارات أجنبى وبين «شخص» محتمل تجنيده لحساب أجهزة المعلومات السوفيتية. بل كانت علاقة تبادل احترام من نوع خاص عادة لا تتكون إلا بين أجهزة الاستخبارات العالمية ومشروع شخصية سياسية كبرى اختارها الاتحاد السوفيتى مبكرًا عام 1959 لتولى مناصب عليا فى القيادة والنظام المصرى مستقبلًا. المثير بشأن التفاصيل السوفيتية الرسمية عن عملية «الابن البار» الخاصة بمحاولة تجنيد مبارك الروسية مما يمنحها المصداقية أن وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. أشارت هى الأخرى إلى واقعة محددة بعينها ظهر فيها الطيار المصرى مبارك فى موسكو أثناء رصد عملاء الجهاز الأمريكى تطورات العلاقات السوفيتية - المصرية فى شهر إبريل 1959. حيث قدم تقريرًا صنف على أنه «منتهى السرية» حمل تاريخ شهر إبريل 1959 يحمل توجيه معلوماتى إلى «آلين ويلش دوليس» المدير الخامس لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 26 فبراير 1953 وحتى 29 نوفمبر 1961. أكدت معلومات ذلك التقرير أن عملاء الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تابعوا الطيار المصرى الشاب مبارك عن كثب أثناء فترة تدريبه الجوية فى موسكو وخلال الإجازات التى حصل عليها فى القاهرة بين الفترة من فبراير 1959 إلى يونيو 1961. كانت محطة وكالة الاستخبارات المركزية CIA العاملة وقتها من داخل السفارة الأمريكية فى العاصمة الروسية موسكو قد سجلت أن أحد الطيارين المصريين المتدربين فى روسيا، ويدعى «مبارك» اتصل مع الاستخبارات السوفيتية KGB وأشارت المعلومات الأمريكية فى التفاصيل الدقيقة أن الطيار المصرى تردد عدة مرات على مكتب تابع سرًا للجهاز الروسى فى الفترة من بداية مارس حتى إبريل 1959. الأغرب أن التقرير الأمريكى نفسه كشف بين صفحاته بيانات أولية عن عملية «سرية للغاية» جرت فصولها بالعكس فى نفس الفترة بالعاصمة الروسية موسكو هدفت فيها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA. تجنيد الممكن من بين طيارى النخبة المصريين الذين أرسلوا إلى الاتحاد السوفيتى للتدرب على أحدث طرازات الطائرات العسكرية السوفيتية الصنع. غير أن المعلومات المتوافرة عن تلك الخطة الأمريكية الاستخباراتية العكسية - المضادة - غير مفصلة المعالم بل يمكن وصف تفاصيلها بالشحيحة سجلت فى مصدر واحد فقط. فى الحقيقة لاتزال السرية التامة مفروضة على الكثير من أحداث عملية «الابن البار» بياناتها المحجوبة تسكن صفحات أرشيف الاستخبارات السوفيتية KGB «عظيم السرية»، خاصة ما سجل عن العمليات السرية الخارجية التى نفذها الجهاز الروسى فى مصر بشكل عام فى الفترة من عام 1958 وحتى عام 1971 ومن التفاصيل ترك مبارك موسكو مباشرة عقب إتمامه دورة اللغة الروسية المكثفة، وسافر إلى قاعدة «كانت» الجوية لحضور التدريبات الخاصة فى إطار المنحة التى حصل عليها فى الاتحاد السوفيتى. تقع قاعدة «كانت» الجوية الروسية فى محافظة «شوى» مقاطعة «ياسيك- أتا» التابعة حاليًا لجمهورية قرغيزستان وتحديدًا على بعد 20 كيلو مترًا من العاصمة القيرغيزية «بشكيك». أقيمت تلك القاعدة عام 1941 كمدرسة لتدريب وتعليم الطيارين السوفييت بعد أن نقلت بالكامل من منطقة «أوديسا» - ثالث أكبر مدينة أوكرانية حاليا تطل على البحر تأسست بتاريخ 2 سبتمبر 1794 - أثناء الحرب العالمية الثانية. للتوثيق تدرب فى قاعدة «كانت» الجوية أثناء فترة الحرب العالمية الثانية وحدها 1507 طيارين سوفييت خاض معظمهم الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية. فى عام 1956 اتخذ الاتحاد السوفيتى قرارًا رسميًا بفتح مدرسة التدريب التابعة لقاعدة «كانت» الجوية أمام طيارى قوات الدول الأجنبية الموالية للاتحاد السوفيتى لتدريبهم على طرازات الطائرات الروسية الصنع التى تنتجها موسكو وتبيعها إلى دولهم. ولهذا السبب حصل الطيار المصرى محمد حسنى السيد مبارك على أول تدريب جوى روسى عسكرى فى المدرسة الجوية التابعة لقاعدة «كانت» العسكرية فى «بشكيك» عاصمة قيرغيزستان. فى الواقع قفزت معلومات أرشيف وثائق الاستخبارات السوفيتية KGB على الأحداث، وانتهت مع حصول الطيار المصرى الشاب محمد حسنى السيد مبارك على شهادة إتمام التدريب السوفيتى بامتياز. وسجل تفوق الطيار مبارك على زملاء دفعته الجوية من جميع الجنسيات ثم عودته لبلاده فى يونيو عام 1961 حاملًا إلى قيادته الجوية فى القاهرة شهادة «ماستر» الطائرات العسكرية السوفيتية الصنع من طراز «إليوشن 2 - 28»، وهى طائرات قاذفة متوسطة الحجم. وللتوثيق سجل المهندس «سيرجى فلاديميروفيتش إليوشن» مصمم الطائرات السوفيتى الشهير الذى عاش فى موسكو بين الفترة من 30 مارس 1894 وحتى 9 فبراير 1977. فى وزارة الصناعة والطيران والدفاع السوفيتية بتاريخ 13 يناير 1933 شركة لإنتاج الطائرات العسكرية اختار لها اسم «إليوشن» لإنتاج المقاتلات القاذفة العسكرية الثقيلة والمتوسطة بأنواعها. عسكريًا سجلت أول طلعة جوية للطائرة الروسية - القاذفة المتوسطة - إليوشن 2 - 28 المعروفة لدى الدول الغربية باسم «بيجل آند ماسكوت» بتاريخ 8 يوليو 1948 . قدمتها وزارة الدفاع السوفيتية للعالم فى بداية عام 1950، علمًا أنها خرجت من الخدمة العسكرية رسميًا عام 1980 بعد أن أنتج منها 6731 طائرة. أسرار مبارك تشير إلى حصوله فى نفس البعثة التدريبية على شهادة «ماستر» الطائرة السوفييتية الصنع من طراز «توبولوف - تى يو - 16»، وهى قاذفة سوفيتية مزدوجة المحرك أقلعت لأول مرة بتاريخ 27 إبريل 1952. وقدمها الاتحاد السوفيتى للعالم فى بداية عام 1954، وخرجت من الخدمة كقاذفة عسكرية روسية متوسطة المدى عام 1993 بعد أن أنتج الاتحاد السوفيتى منها 1509 طائرات. (نهاية الحلقة)