رصدت «الصباح» تفاصيل أحد الاجتماعات السرية التى جمعت بين محمد عبدالرحمن مسئول محافظة السويس، وعماد صديق مسئول محافظة بورسعيد، وسليم عبدالله مسئول محافظة المنوفية، ومجموعة أخرى من مسئولى المكاتب الإدارية بمحافظات الجيزةوالقاهرة والإسماعيلية، وذلك للاتفاق على آليات تنفيذ الخطة التى وضعها أعضاء التنظيم الدولى للإخوان فى اجتماعهم الأخير بلاهور. «يوم الحشر» هو الاسم الذى استقر عليه التنظيم الدولى لخطة فوضى يوم السادس من أكتوبر، حيث أعلنت الجماعة النفير العام لأعضائها، للمشاركة فى هذا اليوم، وتم الاستعانة بحشود من قسم الأخوات والأشبال، ومجموعات كبيرة من خارج التنظيم عن طريق ما يسمى ب«سماسرة الإخوان»، لجمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين لتنفيذ الخطة. وعلمت «الصباح»، أن اجتماع مسئولى المكاتب الإدارية عقد داخل شقة بمنطقة المنيل، يملكها المهندس إبراهيم عبدالعال، الذى يدير إحدى شركات نائب المرشد خيرت الشاطر، وتم خلال الاجتماع اعتماد خطة «يوم الحشر»، وتوزيع الأموال على سماسرة «التوكيلات والانتخابات»، لحشد أكبر عدد ممكن من سكان المناطق الفقيرة، للدفع بهم فى المسيرات والمظاهرات، للاستفادة من وجوههم غير المألوفة للأمن، وتم تكليف مسئولى الشعب بالمحافظات، بالاتفاق مع أسطول ضخم من الأتوبيسات لنقل الحشود إلى أماكن التجمعات. كما تم تفويض مسئولى الشعب بالاتفاق مع جميع الأحزاب والحركات الإسلامية، للمشاركة فى هذا اليوم، سواء كانت المشاركة طواعية، أو تحت تأثير وعود انتخابية أو مقابل مادى. وتم توجيه التعليمات لقسم الطلبة بالجامعات، بالتحرك فى ذات اليوم، بالتعاون مع شباب الجماعة الإسلامية وحركة حازمون لقطع الطرق الرئيسية لمنع وصول المسيرات والحشود المؤيدة للجيش. الاجتماع تطرق إلى أجزاء أخرى من الخطة، تتزامن مع الحشود فى الشارع، وهو يقع على ميليشيات الإخوان الإلكترونية، حيث تم تكليفهم بنشر الشائعات بداية من الرابع من أكتوبر، حول وجود متفجرات داخل عربات المترو، وفى المواصلات العامة، والتبليغ عن الأجسام الغريبة والسيارات المفخخة لتشتيت انتباه قوات الأمن، بالإضافة إلى الاستعانة بمجموعة من هاكرز المواقع الإليكترونية، للاستيلاء على المواقع التابعة لوزارة الداخلية، ونشر البيانات والتقارير الكاذبة حول وقوع خسائر بشرية فى صفوف قوات الشرطة والمدنيين نتيجة التعدى عليهم من قبل مجموعات مسلحة ردًا على مقتل أحد عناصرها، ولم ينس المجتمعون التشديد على تصوير جميع الأحداث، خاصة مع الأهالى أو قوات الأمن، وسرعة رفعها على مواقع التواصل الاجتماعى، لجذب التأييد الداخلى والخارجى. كما كشفت مصادر مطلعة عن وجود اتفاق مسبق مع ألتراس الوايت نايتس ومجموعة من شباب 6إبريل -جبهة أحمد ماهر-، للتحالف فى ذلك اليوم للثأر من وزارة الداخلية على حد وصف المصدر، الذى قال، استغل تنظيم الإخوان حادث الاعتداء على أحد أفراد الوايت نايتس أثناء محاولتهم اقتحام نادى الزمالك، لتكون النواة الأولى لتشكيل فريق ثنائى من الإخوان والألتراس لإعلان الحرب على الداخلية فى يوم انتصارات أكتوبر، حيث تم الاتفاق بين قيادات الألتراس والجماعة على خط سير تحرك المسيرات من محافظة الجيزة إلى القاهرة، شرط أن يرفع شباب الإخوان أعلام الألتراس، حتى لا تهتم قيادات الألتراس بمهاجمة الجيش، وهو ما قوبل بترحاب من جانب الجماعة. إضافة إلى تنظيم حركة 6إبريل جبهة ماهر، وقفات أمام دار القضاء العالى، والهتاف ضد الجيش والداخلية، بدعوى تذكير الجيش بخارطة الطريق. من جانب آخر، صرح القيادى الإخوانى المنشق محمد الشريف، حول استعدادات التنظيم قائلاً: لم تتوقف اجتماعات التنظيم السرى للإخوان منذ مطلع الشهر الماضى، للاتفاق على مجموعة من الخطوات التصعيدية لإحراج القوات المسلحة فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، حيث فتحت قنوات اتصال جديدة عن طريق موظفين من خارج تنظيم الإخوان ليتم من خلالهم نقل الأموال من الخارج إلى الداخل، إضافة إلى جمعيات المجتمع المدنى التى يعمل بعضها لصالح التنظيم، وسوف تستخدم هذه الأموال فى تنفيذ مخطط «يوم الحشر» من تأجير أتوبيسات ودفع أموال السماسرة المنوط بهم جمع الدروع البشرية لاستخدامهم وقت اللزوم. ويستكمل الشريف حديثه حول خطة «يوم الحشر»، يتم الآن تفريغ الأسواق من السلع الغذائية الأساسية، والمواد البترولية لإحداث أزمات من شأنها إلهاء الشعب عن الاحتفال بانتصارات أكتوبر، إضافة إلى الجانب المسلح باستخدام عناصر من تنظيم الجهاد والمرتزقة. وفى سياق متصل صرح السيد المليجى عضو مكتب الإرشاد السابق، حول استعدادات الجماعة قائلاً: الشائعات هى أكثر ما تستطيع الجماعة فعله فى ذكرى انتصارات أكتوبر، وشراء السلع الغذائية لتفريغ الأسواق وإحداث أزمات مفتعلة، سيكون مكلفًا على خزانة التنظيم، ولكننى لا أستبعده، فالتنظيم الآن يتآكل ذاتيًا بعد خروج مجموعات كبيرة تطالب بالتغيير، وهو مطلب كافٍ بهدم المعبد على رأس القيادات الهاربة، إضافة إلى المراجعات التى تقوم بها مجموعات من أبناء التيار الإسلامى المتشدد. بينما رأى سامح عيد عضو جماعة الإخوان المنشق أن أعضاء التنظيم ينظرون إلى الجماعة، وكأنها آلهة تقدم إليها القرابين حتى ينالوا الرضا، وأضاف قائلاً، من الصعب التكهن بما يستطيع الإخوان فعله فى ذكرى أكتوبر، ولكنهم يخططون لشىء ما؛ فقيادات التنظيم داخل مصر تعمل الآن على قدم وساق لافتعال الأزمات فى كل المناسبات من أجل نيل رضا التنظيم الدولى، الذى بدأ يتذمر من تدهور حالة التنظيم الداخلى، مما يؤدى إلى انهيار التنظيم، فحضور محمود حسين الاجتماع الذى أقيم فى لاهور بعد أن ترددت أنباء عن ضعف القيادة الداخلية، وبالتالى مطالبة التنظيم العالمى تغيير القيادات، وعلى الجانب الآخر هناك استراتيجية يعتمد عليها التنظيم الآن، وهى نشر الشائعات والأخبار الكاذبة للفت الأنظار عن المخططات الحقيقية. وحول استعدادات القوات المسلحة لمواجهة مخططات تنظيم الإخوان، أكد اللواء محمد بدر الخبير العسكرى، أن القوات المسلحة لن تسمح لأى فصيل إرهابى أن يعكر عليها صفو هذا اليوم، وسوف تتم مواجهة حشود الجماعة، والتعامل معها وفقًا للقانون، إضافة إلى حالة التناغم والتجانس بين الشرطة والجيش للتصدى لمحاولات التخريب. وإجابة عن تساؤل سيناريوهات الجيش لمواجهة الإخوان قال: الجماعة مخترقة من الأجهزة الأمنية، وجميع مخططاتها مرصودة، وبناءً عليه يتم وضع الخطة المحكمة لمحاصرة هذه الحشود لمنع وقوع الاشتباكات، إضافة إلى أن الجيش لن يسمح لوصول الحشود الإخوانية إلى القاهرة، وذلك بنشر الأكمنة من قوات الشرطة العسكرية والشرطة المدنية على الطرق المؤدية إلى القاهرة لفحص السيارات.