انطلاق لقاء الجمعة بحضور 400 طفل في أوقاف القليوبية    القوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    مذكرة تفاهم بين مصر وجامبيا للتعاون في إدارة الأنهار المشتركة والتحلية    انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول لجهاز حماية المنافسة الأحد المقبل    مصر وروسيا تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار    أمانة حماة الوطن بالقاهرة تكلف عاطف عجلان برئاسة لجنة السياحة    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    زيلينسكي في باريس: أوروبا لم تعد قارة للسلام    "الدفاع الروسية": القوات الأوكرانية تقصف لوجانسك ب 5 صواريخ أمريكية    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    ميسي: ريال مدريد أفضل فريق في العالم حاليا.. ولكن    مفاجأة في قائمة منتخب إسبانيا النهائية لبطولة يورو 2024    الداخلية تضبط 323 قضية مخدرات و201 قطعة سلاح ناري وتنفيذ 84093 حكما قضائيا متنوعا خلال 24 ساعة    نسب إشغال متوسطة فى أول جمعة من يونيو على شواطئ الإسكندرية    أمن القاهرة ينقل سيدة مريضة غير قادرة على الحركة للمستشفى لتلقي العلاج    الأردن: بدء تفويج الحجاج لمكة المكرمة    فور اعتمادها.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة المنوفية 2024 نهاية العام    حلا شيحة تثير الجدل بسبب صورتها مع أحمد سعد    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    خطيب المسجد النبوي: العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل أيام العام وتعرضوا فيها لنفحات الله    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة    المفتي يوضح حكم الحج بالتقسيط    عيد الأضحى- فئات ممنوعة من تناول الممبار    بروتوكول تعاون لاستقطاب وافدين من أوروبا والخليج للعلاج بمستشفيات «الرعاية الصحية»    إعلان حالة الطوارئ بصحة الوادي الجديد تزامنًا مع الموجة الحارة (صور)    بعد تسجيل أول حالة وفاة به.. ماذا نعرف عن «H5N2» المتحور من إنفلونزا الطيور؟    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    بمناسبة عيد الأضحى.. زيارة استثنائية لجميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    تفاصيل موعد جنازة وعزاء المخرج المسرحي محمد لبيب    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    ‬أبطال المشروع الأولمبي بجنوب سيناء يحصدون مراكز متقدمة في بطولة الجمهورية للملاكمة    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 7-6-2024 في الدقهلية    أيام البركة والخير.. أفضل الاعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة 1445    أحكام الأضحية.. أقيم مع ابنتي في بيت زوجها فهل تجزئ عنا أُضْحِيَّة واحدة؟    شحاتة يتقدم لمنظمة العمل الدولية بأوراق تصديق مصر على اتفاقية العمل البحري    أكسيوس: فشل اجتماع القاهرة لإعادة فتح معبر رفح    استبعاد كوبارسي وجارسيا ويورينتي من قائمة اسبانيا في اليورو    سعر الدولار يرتفع في 9 بنوك مصرية خلال أسبوع    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    «أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    اليوم.. سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام في برنامج بالخط العريض    تموين الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع استعدادا لعيد الأضحى    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى مرور 6 أعوام على دخولها مصر
دولة الألتراس ترفض الانقسام
نشر في الوفد يوم 06 - 05 - 2013

«الكورة لما جينا كانت كدب وخداع.. كانت مغيبة للعقول.. كانت للسلطة قناع بيحاولوا يجملوها وتبقى هم للبلاد.. وناسيين المدرج اللى مليينه الآلاف» كلمات رددها الآلاف من مشجعين الألتراس فى مدرجات الدرجة الثالثة أو كما يطلقون عليها «الكورفا»,
عبروا بها عن حالة الغضب التى تحملها نفوسهم من النظام السابق وما ألحقه بهم من أذى فقط لأنهم كانوا يطلبون الحرية, وبعد اندلاع ثورة 25 يناير التى كان الألتراس أحد دعائمها وكان شبابها المحرك الرئيسى لها، عرف الجميع قوة الألتراس وقدرتهم التنظيمية العالية التى جعلت لهم كلمة مؤثرة فى الشارع السياسى, لتصبح كلمة ألتراس التى تمت عامها السادس على التوالى فى مصر عنصراً أساسياً فى أى حدث فى مصر الثورة وقوة لا يستهان بها فى الشارع السياسى.
بدأت مجموعات الألتراس فى مصر نشاطها الفعلى فى مطلع عام 2007 بعد تأسيس «الوايت نايتس» التابع لنادى الزمالك وتلاه «الألتراس الأهلاوى», إسوة بالمجموعات العالمية التى تجاوزت أكثر من 50 عاماً على تأسيسها, ولكن دخول الظاهرة إلى مصر اختلف كثيراً عن المعتاد فى كافة البلدان, فالألتراس فى جميع دول العالم هو مجرد صرخة للمشجعين الكرويين لمؤازرة كيان رياضى والدفاع عنه، أما فى مصر فالألتراس خلق متنفساً جديداً لجيل من الشباب أحاطت به الأزمات من كل جانب ولا يجد أى فرحة إلا من خلال مباريات كرة القدم.
ولكن الفكرة لم تقتصر على التشجيع الرياضى للأندية وإلا هان الأمر وظل الألتراس مجرد مجموعات تعطى الشكل المعتاد لجماهير كرة القدم, فالظاهرة كما تحوى المميزات التى تتمثل فى تفريغ طاقات الشباب فى عمل الكرنفالات والاحتفالات, إلا أنها جاءت بعيوبها أيضاً التى نقلت إلى الشباب ثقافة العنف والتعصب الأعمى للفريق ضد الآخرين، بل ووصل الأمر إلى التعصب لصالح المجموعة ضد أى شىء حتى الوطن.
الخطوة الأولى
فى العام الأول للألتراس قامت المجموعات على أنقاض الروابط التشجيعية التقليدية وتجمع العشرات من المؤسسين لبدء الخطوة الأولى ونشر عقلية وثقافة الألتراس بين المشجع التقليدى الذى اعتاد على مشاهدة المباراة والعودة إلى منزله وكأن شىء لم يكن, أما فرد الألتراس فهو محب للنادى بدرجة فائقة للعادة, وقد يدفعه حب النادى إلى التضحية بكل غالٍ لديه, ويستقر فى عقليته الفكر الثورى والساخط على المجتمع التقليدى، وفى ظل نظام احتراف القضاء على كل صوت يخرج من الحناجر حتى ولو كانت بالهتاف للكرة, كان الصدام بين الألتراس والدولة.
فى كافة دول العالم الشرطة هى العدو الأول للألتراس, لأنهم يرونها الجهاز الذى يفسد عليهم المتعة داخل المدرجات, من خلال مصادرة أدوات التشجيع وتجريم إشعال الشماريخ وحرمانهم من تنفيذ الدخلات بدعوى الخوف من أن تحوى رسائل تهدد الأمن العام, ويتفق جميع أبناء الألتراس فى جميع دول العالم على معاداة أجهزة الأمن حتى إنهم توحدوا على شعارات الكراهية لهم وتغنوا بالهتاف ضدهم.
والوضع فى مصر لم يختلف كثيراً عن غيره من باقى البلدان ,حيث بدأت حملات أجهزة الأمن على شباب الألتراس فى أعوامه الأولى وباتت تطاردهم فى كل الاستادات وتحظر أعلامهم وشعاراتهم للقضاء على الظاهرة قبل أن تتفشى, حتى وصل الأمر إلى أن أصبح قيادات الألتراس ضيوفاً على مقار أمن الدولة لترهيبهم ومفاوضاتهم على أفكار الدخلات, ومع ذلك ظلت شوكة الألتراس تقوى وتزداد أعدادها وساعدهم فى ذلك استغلال شبكة الإنترنت من خلال عمل مواقع سرية للتواصل مع بعضهم البعض ونشر أفكارهم بين الأوساط الشبابية, وعمل اجتماعات أسبوعية منتظمة للأفراد فى الحدائق العامة والمقاهى الكبرى بعد تأمينها لجمع الاشتراكات والاتفاق على خطط العمل ورسم الدخلات ولضمان الولاء للقيادات.
ومع ظهور الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى للتظاهر فى 25 يناير ضد تجاوزات الشرطة, أصدرت مجموعتا التراس أهلاوى و«الوايت نايتس» قبل اندلاع الثورة ببضعة أيام بياناً أكدا فيه عدم مشاركتهما بشكل رسمى فى المظاهرات مع السماح للأعضاء بالتعبير عن رأيهم بشكل منفرد, وأكدت أن الألتراس مجموعات رياضية تهتم بتشجيع فريقها فقط.
الثورة في الميدان
ولكن مع اندلاع شرارة الثورة وبدأت الأحداث فى الاشتعال فوجئ الجميع وأولهم الشرطة بتواجد الألتراس فى الصفوف الأمامية للمتظاهرين وقادوا المسيرات التى جابت شوارع مصر وظهرت قوتهم الفعلية فى مواجهة الأمن المركزى التى اعتادوا عليها فى الاستادات الرياضية وكانت أسلحتهم هى الشماريخ والألعاب النارية و«البارشوتات» التى كانت تطلق فى وجه الشرطة, ولعل أكثر المشاهد التى يفتخر بها شباب الألتراس فى نضالهم مشهد دخولهم ميدان التحرير بعد أن تقهقرت أمامهم كافة التشكيلات والحواجز الأمنية واستطاعوا اقتحام ميدان التحرير, وبعدها لم يركن أفراد الألتراس بل تحملوا على عاتقهم مسئولية تأمين مداخل ميدان التحرير وحماية المتظاهرين فى موقعة الجمل وبعد سقوط النظام أضاءت الشماريخ ميدان التحرير احتفالا بنجاح الثورة وسقوط النظام.
وبنجاح الثورة بدأ الألتراس يتنفس نسمات الحرية والنصر الذى قدم الألتراس له شهداء من مختلف المجموعات. وشعروا بقوتهم وازدادت لديهم الرغبة فى الانتقام من عدوهم اللدود والذى مازلوا يتهمونه حتى الآن بقتل زملائهم فى أحداث الثورة ومعارك شارع محمد محمود وأضاف عليها مجزرة بورسعيد.
ولم يكتف الألتراس بالوقوف موقف الند بالند للشرطة فى الميادين و حروب الشوارع , ومع العودة للمدرجات التى تعتبر موطن إبداعاتهم, قاموا وعلى طريقتهم بتأليف الأغانى التى تهاجم الشرطة وتذكرهم بهزيمتهم فى الثورة كما تفننوا فى السخرية منهم ومن تدنى المستوى التعليمى لضباط الشرطة ووصولهم الى مناصب بالواسطة وكسروا كافة الحواجز بينهم وبين رجال الأمن الأمر الذى استفز قيادات الداخلية, كما احترف أعضاء الألتراس الأهلاوى إهانة أفراد المؤسسة العسكرية فى آخر مبارياتهم الأفريقية وقاموا بعمل دخلة ثلاثية الأبعاد سخرت من رجال الشرطة والقوات المسلحة وجماهير المصرى البورسعيدى وتشبيههم بالذئاب والضباع تحت عنوان «لن ننسى ولن نسامح».
الألتراس.. والإخوان
لم تكن مذبحة بورسعيد والتى راح ضحيتها 72 شهيداً من الألتراس الأهلاوى مجرد أزمة بينهم وبين الجرين إيجيلز البورسعيدى, ولكنها تحولت إلى ثأر بين بلدين وثأر بين المجموعتين والدولة, فهذه المذبحة يمكن اعتبارها نقطة التحول الأهم فى تاريخ الألتراس المصرى حيث تغيرت كافة الأعراف والعقائد المرتبطة بعقلية الألتراس نظراً لهول الكارثة, حيث بدأ أعضاء الألتراس بالنظر للكارثة وتصويرها للشعب بمساعدة وسائل الإعلام على أنها حادث مدبر من المجلس العسكرى, وبدأوا بالحشد ضده فى كل المناسبات، وكانت أولى خطواتهم هى الاعتصام أمام مجلس الوزراء لكسب تعاطف القوى السياسية ضد المجلس العسكرى آنذاك,وزار اعتصامهم العديد من القوى السياسية عدا تيار الإخوان المسلمين الذى نأى بنفسه عن الدخول فى هذا الصراع مع الألتراس وفضل التوازن بين الألتراس والمجلس العسكرى.
وفى أعقاب أزمة بورسعيد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً يحمل كلاً من وزارة الداخلية ومشجعى الألتراس مسئولية هذه الكارثة واعتبرته مؤامرة لتعطيل نقل السلطة إلى الإدارة المدنية المنتخبة، وأضاف البيان «إن شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم الألتراس بالكراهية والعداء تجاه بعضهم البعض والتعصب الذميم فى تشجيع أنديتهم واختلاط البلطجية بهم هى أحد أسباب هذه الكارثة», وأثار هذا البيان غضب الألتراس التى كانت فى حالة حداد على شهدائها, وزاد من غضبهم خروج النائب الإخوانى د. أكرم الشاعر بتصريحات تتهم الألتراس الأهلاوى بالمشاركة فى هذه الأحداث وأنهم هم من بدأوا العنف والسباب ضد الجماهير البورسعيدية.
وخرج أفراد الألتراس فى وسائل الإعلام يحذرون من تحويل القضية الى عداء جماهيرى وأنها لن تخرج عن كونها مؤامرة مدبرة ضد الألتراس عقاباً لهم على المشاركة فى الثورة وبدأوا فى الرد على اتهامات الإخوان لهم وشهد اعتصام الألتراس الأهلاوى رفضاً واضحاً لتواجد الإخوان المسلمين وظهر ذلك من خلال رفضهم لاستقبال مرشح الإخوان للرئاسة آنذاء المهندس خيرت الشاطر فى مقر الاعتصام بينما استقبلوا ثلاثة من المرشحين وهم د.عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى وخالد على, وذلك بسبب وجود تقارب بين فكرهم وفكر الألتراس، بينما جاء رفضهم لاستقبال الشاطر نتيجة شعورهم بنية الجماعة فى تحجيم دور الحركات الشبابية وخاصة الألتراس تمهيداً للقضاء عليهم فور وصولهم للحكم.
التحول السياسى للألتراس
شهدت الفترة الأخيرة تواجد العديد من المجموعات السياسية التى تحمل ثقافة الألتراس كجماعة «التراس ثورجى» وحركة «بلاك بلوك» والتى تسير على نهج مجموعات الهوليجانز التى تدخل فى طيات الألتراس, والحقيقة أن هذه الحركات من الأصل قامت على عاتق شباب الألتراس الذين خرجوا يبحثوا عن الثورة التى ضاعت منهم, وبعد قرارات وزير الرياضة بإجراء المباريات الكروية دون جماهير, انطلق أعضاء الألتراس فى الأحزاب والحركات السياسية ليبحثون لهم عن مكان جديد يطلقون فيه صرخات الحرية, والملاحظ أن أغلب شباب الألتراس انضم إلى جماعات تشبه فكر الألتراس كحركة 6 أبريل والبلاك بلوك وابتعدوا عن التيار الإسلامى إلا عدد قليل منهم, مما ينبئ بتحدٍ جديد من النظام الحالى لمحاولة القضاء على الفكرة.
وقال محمد مجدى أحد أعضاء الألتراس الأهلاوى إن عقلية الألتراس ترفض وبشدة أن يكون لديهم توجهات أو أهداف سياسية معلنة ,فهم مجرد أفراد تجمعوا على حب نادٍ يدافعون عنه ويهتفون باسمه، وما يرجونه هو الحرية داخل المدرجات دون وصاية من أحد, فهكذا تشكلت أفكار الألتراس فى كل دول العالم واتفقوا على ذلك كمبدأ يحكمهم فى هذا الأمر ولكن اختلف الأمر كثيراً فى مصر, فبالرغم من وجود بعد الألتراسات العالمية التى تتبنى اتجاهات سياسية معلنة إلا أن هذا الجانب منبوذ فى عالم الألتراس، بينما يتمثل الجانب المثالى فى الألتراس فى المجموعات التى تنأى عن المشاركة بشكل صريح فى الحياة السياسية ولكنها أيضاً ترفض أن تكون مغيبة عن واقعها وتؤمن بالأهداف التحررية والمشاركة فى حرية المجتمع.
واستكمل مجدى منذ ظهور الألتراس فى مصر وهم مجبرون على الدخول فى السياسة، فما بين نظام قمعى فرضه مبارك على كل الحركات الشبابية وحرب شعواء شنها المجلس العسكرى عليهم , انتظر الألتراس أن يواجهوا النظام الجديد المتمثل فى التيار الإسلامى المسيطر على مقاليد حكم مصر الآن,ولكن التيار الإسلامى المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية تعلم من أخطاء من سبقوه ووجد أن الدخول فى صراعات مع الألتراس لن يجدى بشىء وبدأ الإسلاميون فى الدخول وسط الألتراس بشتى الطرق ومحاولة ترويضهم واجتذابهم لصفوف التيار الإسلامى، ومن هنا تغيرت الخريطة السياسية الجديدة للألتراس.
ويقول أحمد جودة أحد أعضاء «الوايت نايتس» الزملكاوى عندما وجدت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تتمكن من السيطرة على الألتراس كانت أولى خطوات الإسلاميين للسيطرة على الألتراس وأخونة أفرادها, بواسطة المرشح الرئاسى السابق حازم أبو إسماعيل الذى استطاع أن يجذب الكثير من الألتراس الزملكاوى إلى صفوفه أثناء مشاركته لهم فى النزول إلى الميدان مما جذب عدداً كبيراً من شباب الألتراس, كما كانت الخطوة الأهم هى اجتذاب أحد قيادات «الوايت نايتس» التى تتمتع بشعبية كبيرة داخل المجموعة إلى تيار الشيخ أبو إسماعيل أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية، واستطاع هذا الشاب من خلال كتاباته ودعواته على الفيس بوك أن يروج للشيخ داخل المجموعة ويحشد أفرادها للمشاركة فى حملة دعم أبو إسماعيل, والنزول إلى ميدان التحرير والمحكمة الدستورية وميدان العباسية أثناء أزمة جنسية والدة الشيخ حازم والتى عصفت به خارج سباق الانتخابات الرئاسية.
وأضاف بعد وصول الدكتور محمد مرسى إلى كرسى الحكم تحول موقف هذه الشريحة إلى تأييد التيار الإسلامى بصفة عامة وانقسم «الوايت نايتس» إلى فريقين, فريق يؤيد التيار الإسلامى ويشارك فى كافة وقفاته ونشاطاته والفريق الآخر والأكبر مازال محافظاً على التيار الحر الذى يعارض أى نظام باغ دون الانحياز لأى طرف, ولكن الشىء الذى مازال مشتركاً بينهما هو الروح الثورية والنضالية التى تدفعهم للمشاركة فى أى حدث.
واستكمل بالرغم من قدرة التيار الإسلامى على قسم المجموعة إلى صفين إلا أن الصف الثورى والمعارض للإسلاميين مازال هو الأقوى داخل الجروب وقريباً سوف يستعيد هذا التيار المجموعة مرة أخرى من أحضان الإسلاميين, وذلك لأن أغلبية القيادات مازالت تتحلى بالروح الثورية وترفض هذه الانقسام الذى لم يحدث فى تاريخ المجموعة وسوف يستمر ذلك الاتجاه حتى تتحقق أهداف الثورة التى ضحينا من أجلها وقدمنا الشهداء.
ويقول محمد الراعى عضو مؤسس بالوايت نايتس إن المجموعة لم تكن فى يوم ما منحازة لطرف بعينه ولم تجبرنا فى يوم على الانضمام لتيار سياسى معين وكل ما يقال عن سيطرة التيار الإسلامى على الألتراس مجرد شائعات بهدف تشويه المجموعة, أما عن انتماء البعض لحركة أحرار فهو أمر طبيعى إذ إن هذه الحركة تضم فى طياتها أيضاً أعضاء من الألتراس الأهلاوى و«اليلو دراجونز» الإسمعلاوى ويجب الفصل بينها وبين كيان «الوايت نايتس», حيث أن المجموعة لا علاقة لها بأى انتماء سياسى يخص أعضائها, أما عن المشاركة فى المظاهرات فهذه حرية شخصية ولكل فرد فى المجموعة الحق فى التعبير عن آرائه بصفة فردية ولكن الشئ الذى نتأكد منه أنه لن يقف اثنان من الألتراس فى وجه بعضهما فى أى مكان.
أما الألتراس الأهلاوى فهو رافض من البداية أى محاولة لمحاولات الإسلاميين للسيطرة على قياداته وهو ما أكده أحد قيادات الألتراس الأهلاوى - رفض ذكر اسمه - إذ حاول أحد رجال الإخوان التسلل داخل المجموعة من خلال أحد قياداتها والتمكن منها, ولكن الألتراس الأهلاوى يختلف عن الجميع لكونه يحمل قضية هامة وهى القصاص من أجل شهدائه , حيث لم يكف أعضاء الألتراس الأهلاوى عن الهتاف ورسم الجرافيتى فى الشوارع تحت شعار إما «القصاص أو الفوضى» وهو ما أكدوه فى مسيرتهم ووقفاتهم الاحتجاجية كافة, حتى بعد صدور الحكم فى القضية بإعدام 21 متهماً من جماهير المصرى واثنين من قيادات الداخلية, فالأمر لا يقتصر على جماهير المصرى المنفذة والداخلية التى أشرفت ولكننا لن نتراجع عن محاكمة المجلس العسكرى الذى دبر للحادث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.