خصصت صحيفة "المونيتور" المعنية بكشف الأسرار السياسية في الشرق الأوسط مساحة كبيرة للكشف عن سر عودة التقارب بين المملكة العربية السعودية ولبنان بعد فترات طويلة من تأرجح علاقة البلدين بين غياب المملكة عن المشهد اللبناني ثم العودة اليه مرة أخرى وفقا للمجريات السياسية التي تمر بها المنطقة متمسكة في كل هذه الفترات بعائلة الحريري السنية التي تعتبر مدخلها الرئيسي للدولة العربية شديدة الانقسامات الطائفية، لتعود هذه المرة متخذة الأزمة السورية كطريق لسد جبهات نارية مفتوحة عليها عقب المخاوف المتزايدة في ظل معلومات باتت مؤكدة عن سعي أطراف صاعدة في المنطقة للإطاحة بأول مملكة عربية وهي الأردن، مما جعل الرياض تسرع من خطواتها للقضاء على أمال وصول ثورات الربيع العربي الى الممالك العربية، وذلك وفقا لصحيفة الاثنين المصرية . وقالت الصحيفة إن الممكلة العربية تحاول أن تكون جبهة بالشراكة مع لبنان لمرحة ما بعد سقوط الأسد لكي تسيطر على الجبهة الأخرى التي تقودها قطر وتركيا والإخوان المسلمين، الذين من المقرر أن يرثوا نظام الرئيس السوري عقب الإطاحة به.
وأضافت الصحيفة: في الوقت الذي تفضل فيه الدوحة وأنقرة صعود الاخوان المسلمين، فإن المملكة العربية تعارض هذا التوجه بكل قوة، وفي الواقع ستبذل الرياض جهودا دبلوماسية مضنية لعدم التأسيس لأي نظام إخواني ثان بأي دولة عربية. ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن السعودي قولهم إن الرياض تتبنى وجهة نظر أن حكم الاخوان المسلمين في سوريا سيقود الى حكم إخواني يطيح بالسلطة في الأردن، وسيحول الربيع العربي من ثورات تطيح بالأنظمة العسكرية الديكتاتورية الى ثورات تسعى للإطاحة بالعائلات المالكة، في الوطن العربي. بالإضافة الى ذلك فإن الرياض- وبحسب الصحيفة- قلقة بشدة من أن سقوط الأردن في يد الاخوان المسلمين سيترك المملكة العربية "نصف محاطة" بالأنظمة الاخوانية كما تساورها المخاوف من إحكام الاخوان لقبضتهم على سوريا وبعض الممالك العربية بصورة أكبر من ذلك. ووفقا للمصادر، فإن الرياض بدأت التحرك على ثلاث محاور مختلفة، حيث يهدف الاول الى الإطاحة بسيطرة الاخوان على سوريا أما المحور الثاني فهو اقتراح بديل للنظام السوري ويتكون من السلفيين وبعض العناصر المنشقة عن الجيش السوري، وهناك بعض المعلومات الدبلوماسية التي تشير الى حقيقة أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري تم إبلاغه من نظرائه السعوديين خلال زيارته الأخيرة للسعودية "أن خبرة الإخوان المسلمين، كما يظهر الآن في مصر، أثبتت فشلها وأن الرياض تعارض التأسيسي لنظام إخواني جديد في سوريا. أما المحور الثالث فيتمثل في عودة السعودية الى المشهد اللبناني مرة أخرى وفقا للمعتقد السعودي بأن المملكة بحاجة الى جميع أوراق الضغط التي تثق بها لكي تستخدمها كبديل في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا ما يبرر الأماني السعودية لترث الدور السوري المعروف في لبنان منذ القدم، وبهدف إحداث نوع من التقارب مع المعارضة السورية بعيدا عن الاخوان المسلمين. كما كشفت الصحيفة عن معلومات قالت إنها مؤكدة عن قيام باريس والدوحة بتدريب حوالي 2000 مسلح إخواني في الأردن، في الوقت الذي ترعى فيه تركيا تشكيل جبهات إخوانية في شمال سوريا وقالت الصحيفة إن السعودية بدأت تنجح في مساعيها خاصة بعد نجاحها في إقناع الفرقاء اللبنانيين بتولي تمام سلام ليكون رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة ومعروف عن رئيس الوزراء الجديد أنه نجل صعب سلام الذي خدم لأكثر من مرة في منصب رئيس الوزراء في أول جمهورية لبنانية ومن المعروف عنه دعمه الشديد للملكة الهعربية السعودية وذلك من أسباب إقناع الفرقاء اللبنانيين بتولي سلام لرئاسة الحكومة الجديدة، وذلك في إشارة من الصحيفة الى تكوين السعودية لجبهة سنية لبنانية لمواجهة تحالف "الاخوان قطر تركيا"، حيث بدأت الجبهتان السباق على خلافة الأسد وذلك في حال سقوط نظامه.