أعلن الدكتورسعيد بن فايز السعيد أمين عام جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة عن الأعمال الفائزة والشخصيات المكرمة للدورة السادسة للجائزة في فروعها الستة. وتم منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات ل"المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر" التابع لجامعة الدول العربية؛ الذي أُنشئ عام 1990م في دمشق، وتميز بترجمته للمؤلفات الموسوعية والمرجعية سعياً منه لتعريب التعليم العالي والجامعي،مما كان له أثرٌ واضحٌ في إثراء المكتبة العربية بأعمالٍ مترجمةٍ ذاتِ قيمةٍ علميةٍ كبيرة ، تجاوز عَدَدُها المئة والثلاثين عملاً. وحجبت الجائزة في مجال "العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى"، وذلك لعدم استيفاء الأعمال المتقدمة للمعايير العلمية للجائزة. ومنحت الجائزة في مجال "العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" مناصفةً بين كل من الدكتورة ريم محمد عابد أبو رأس الطويرقي عن ترجمتها لكتاب "كيف تعمل الأشياء : فيزياء الحياة اليومية" من اللغة الإنجليزية ؛ لمؤلفه لويسبلومفيلد ، ويتناول الكتابُ موضوعاتٍ فيزيائيةً بطريقةٍ جديدةٍ ومثيرةٍ ومحفزةٍ على الإبداع ، وتَسدُّ الفجوةَ بين الفيزياء كعلم والأثر الذي يُحدثه في العالمِ الذي نعيشه والتطور التقني الذي نشهده. ويعد العمل مرجعاً علمياً للطلبة والمعلمين وكتاباً تعليمياً لغير المختصين، وترجمته إلى العربية يساعد في تفعيل الاهتمام بالعلوم والتقنية في العالم العربي عند كل مكونات المجتمع. كما تم منح الدكتورعبد الناصر صلاح إبراهيم والدكتورعلي عبدالله السلامة عن ترجمتهما لكتاب "بكتيريولوجيا البشر (نظرة بيئية)" من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه مايكل ويلسون ، ويقدم الكتاب دراسةً وافيةً عن التجمعات الميكروبية المستوطنة للبشر، ومدى تأثيرها على نمو وتطور وفيسيولوجيا الإنسان، ويعد الكتاب مرجعاً تخصصياً في موضوعه يندر مثيله باللغة العربية، ولذلك فإن ترجمته تعتبر إضافةً متميزةً للمكتبة العربية ، وخطوةً على طريق تعريب العلوم الطبيعية وتوفير مراجع علمية للطالب الجامعي . ومنحت الجائزة في مجال "العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" مناصفةً بين كل من الدكتورة سلوى سليمان نقلي عن ترجمتها لكتاب "مقدمة في النقد الشعري المعرفي" من اللغة الإنجليزية ؛ لمؤلفه بيتر ستوكويل ، ويَتضمَّنُ العمل دراسةَ نظرياتٍ حديثةٍ للنقدِ الشعريِّ وفقاً للنظريةِ العرفانية. ويُعدُ العملُ الأصلُ أحد المراجع الرئيسية في تخصصه في كثيرٍ من الجامعاتِ العالمية، وبالرغم من صعوبة العمل التي تبرز في إشكالية نقل المصطلح وإيجاد المقابل المناسب له في اللغة العربية إِلاَّ أن المترجمة وُفّقت في نقل المعاني والعبارات بشكلٍ دقيقٍ واضحٍ ومحافظٍ على روح العمل الأصل وقيمته ، كما أَنّ الإضافاتِ والشروحاتِ التي قامت بها المترجمةُ كانتْ مميزةً وأَثْرَتْ العمل المترجم. وكما منحت الجائزة إلى الأستاذة رشا سعد زكي عن ترجمتها لكتاب " الاقتصاد التطبيقي طمن اللغة الإنجليزية ؛ لمؤلفه توماس سويل ، حيث يناقش الكتاب السياسات الاقتصادية ، ليس من منظور آثارها قريبة المدى فحسب ، بل أيضاً من منظور آثارها على المدى البعيد ، مستعرضاً تجارب وشواهد اقتصادية من ثقافاتٍ مختلفةٍ وفي حقبٍ زمنيةٍ متعددة ، كما اهتمّت المترجمة بنقل المصطلحات وتوحيدها ، وشرح بعض المفاهيم غير المألوفة وتبسيطها . ومنحت الجائزة في مجال "العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى" للدكتورة سيسيليا مارتيني عن ترجمتها لكتاب "(الفارابي) كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون الإلهي وأرسطو طاليس" إلى اللغة الإيطالية، وتعد هذه الترجمة الأولى من نوعها لهذا العمل الفلسفي والفكري المهم والثمين، والذي أسهم مع مثيلاته من الأعمال في اشتهار الفكر العربي والإسلامي وارتقائه إلى درجة العالمية ، وأثرتها المترجمة بإضافاتٍ مميزةٍ تنوعت بين التحقيق والتحليل والتعليق والشرح. ومنحت الجائزة في مجال "جهود الأفراد" مناصفةً بين كل من البروفيسور: جواو بابتستا دي ميدييروس فاخنيس الحاصلُ على درجةِ الدكتوراه في الآداب من جامعة لشبونة عام 2000م ، ويعمل أستاذاً للغة العربية بجامعة ريو ديجانيرو. ويعد من أبرز المؤلفين البرازيليين والباحثين الذين اهتموا في نقل الثقافةِ والفكر العربي إلى اللغة البرتغالية، حيثُ شاركَ في وضعِ القاموسِ العربي باللغةِ البرتغالية ، وأَعدَّ المناهجَ لتدريس اللغة العربية ، ونَشرَ العديدَ من الدراساتِ العلميةِ عن الثقافةِ العربيةِ والإسلامية. وأسهمت جهود البروفيسور جواو بابتستا دي ميدييروس فاخنيس العلمية بالتعريف بجزءٍ مهمٍ من الثقافةِ العربيةِ في الدولِ الناطقةِ باللغةِ البرتغالية، وكان لهُ دورٌ بارزٌ في مدِّ جسور التواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافة البرتغالية. والبروفيسور لويس ميقيل كانيادا الحاصلُ على شهادةِ الدكتوراه في الترجمة من جامعة ملقا، وشهادةِ الليسانس في الدراسات العربية من جامعة غرناطة، ويعمل مديراً لمدرسةِ طليطلة للمترجمين (جامعة كاستيا - لامنتشا) ، وعملَ أستاذاً للترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية في مدرسة الملك فهد للترجمة في طنجة ، وفي جامعة القديس يوسف في لبنان ، وفي جامعة بغداد ، وفي جامعة تطوان المغربية . كما أشرفَ على عددٍ من البرامجِ والدوراتِ التدريبيةِ التي اهتمَّت بالترجمةِ من اللغةِ العربيةِ إلى اللغةِ الإسبانيةِ ، ونَظَّمَ اثنيْ عشرَ مؤتمراً دولياً حولَ موضوع الترجمة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط . وترجمَ البروفيسور لويس ميقيل كانيادا لعددٍ من أَبرزِ المفكرينَ والمبدعينَ العرب من أَمثالِ أبي العلاء المعري، وجبرا إبراهيم جبرا ، وبدر شاكر السياب ، ومحمد بنيس ، ومريد البرغوثي وغيرهم ، وله منشوراتٌ علميةٌ منها : تعليم اللغة العربية ، وترجمة الأدب المعاصر قبل وبعد نجيبمحفوظ ، ودراساتٌ متعلقة بالتاريخِ وتدريس الترجمة وتحليلها. وكان لجهودِ البروفيسور لويس ميقيل كانيادا في مجالِ الترجمةِ والبحث العلميِّ أثرٌ كبيرٌ في التعريفِ بالفكرِ والثقافةِ العربيةِ للناطقين باللغةِ الإسبانية ، وأَسهمتْ دراساتُهُ وأعمالُهُ العلميةُ في تعزيزِ التواصل الحضاري ونقلِ المعرفةِ بين الثقافاتِ الإنسانية. وكان الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية السعودية، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة قد ألقى كلمة فى بداية حفل تسليم الجوائز قال فيها: إن "حركة الترجمة والنقل ظلت مرتبطة بالإنسان على اختلاف المراحل التي مرَّ بها، وكانت دائمًا عنوانًا للتفاعل الإنساني والحضاري بين الشعوب والجماعات على صعيد الفكر والثقافة ؛ إذ تتيح لكل شعب، وأمّة وجماعة الاطلاع على ما أبدعه الآخرون في ميادين العلوم والآداب والفنون، وبذلك تثري الثقافة العالمية ، ويصبح الرواد في كل مجال من مجالات المعرفة أوفر تجربةً وأوسع خبرةً وأقدر عطاءً".