يتفق الكثيرون مع رأي جيروم فالكى الأمين العام للإتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا " بأن الفيفا يمتلك تاريخا عريضا من الإنجازات تتضاءل أمامه بعض الاتهامات بالفساد التي لم يتمكن أحد من إثباتها بالدليل القاطع خاصة فيما يتعلق بفوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2022 على حساب الولاياتالمتحدة . و يؤكد جيروم فالكى أن مشجعي كرة القدم حول العالم يرون الفيفا منظمة ناجحة خاصة فيما يتعلق بتنظيم بطولات كأس العالم الذي أصبح يجذب اهتمام المليارات حول العالم في وقت لا يرى فيه معظم الصحفيين سوى مرتع للفساد و المفسدين من دون تقديم أي دليل يثبت ذلك بما فيها الاتهامات التي " لا أساس لها من الصحة " الموجهة للفيفا بالفساد فيما يتعلق فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 . و يطالب فالكى من يتهمون الفيفا بالفساد بالنظر إلى مدى النجاح الذي حققه خلال السنوات الأخيرة في تحويل كرة القدم إلى صناعة رائجة بالمليارات أصبحت تمثل مجالا للرزق لمئات الملايين من البشر حول العالم سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر . كما يطالب فالكى الذين يتهمون الفيفا بالفساد بدون وجه حق بالنظر إلى الجهود التي يبذلها للنهوض بكرة القدم حول العالم لا سيما فيما يتعلق بإنفاق ما يقرب من مليار يورو على النهوض بكرة القدم في الدول الفقيرة خلال السنوات الأربع ( 2010 _ 2014 ) . و يتفق المحلل الكروي الفرنسي جون فلوراك مع رأي جيروم فالكى فهو يرى أن فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم للعام 2020 على حساب الولاياتالمتحدة هو أمر مقبول جدا فقطر أصبحت تلعب دورا مهما في النهوض بكرة القدم حول العالم و لا أدل على ذلك من جهودها الرامية في الوقت الحالي للنهوض بمستوى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الشهير للارتقاء بقامته إلى قامة عمالقة كرة القدم بعد أن اشتراه جهاز قطر للاستثمار في منتصف عام 2011 . كما يرى فلوراك أن منطقة الخليج العربي هي الأحق بصفة عامة بتنظيم كأس العالم للعام 2022 و ليست الولاياتالمتحدة ليس فقط لأن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى في الولاياتالمتحدة و لا حتى اللعبة الشعبية الثانية و ربما ليست اللعبة الشعبية الثالثة و لكن لأن الولاياتالمتحدة حظيت بشرف تنظيم كأس العالم عام 1994 في حين أن منطقة الخليج لم تحظى بهذا الشرف من قبل . و من جانبه يرى المحلل الإنجليزي بيتر ريجان أن الفيفا تمكن من قيادة كرة القدم العالمية بحنكة و حرفنة كبيرة فقد تمكن من التغلب على الخلافات الدينية و العرقية و العقائدية حول العالم بإجبار جميع الدول و الأندية حول العالم على الخضوع لقوانينه التي تحظر على لاعبي كرة القدم إظهار أي انتماءات سياسية أو دينية أو عرقية و هو إنجاز بكل المقاييس في وقت حاول فيه البعض استغلال كرة القدم في أمور سياسية و دينية . و يرى ريجان أن الفيفا نجح فيما فشلت فيه الأممالمتحدة فهو يخضع الجميع لقوانينه و يستبعد المخالف عن الأسرة الكروية في وقت فشلت فيه منظمة الأممالمتحدة في إخضاع المجتمع الدولي لقوانينها رغم ما ترتكز عليه هذه القوانين من قيم نبيلة . وتتفق صحيفة الأهرام المصرية مع هذا الرأي حيث وصفت الفيفا بأنه يمتلك كل مواصفات الدولة العظمى فلا تستطيع أي حكومة أو دولة مهما علت شأنها من التدخل في شئونها . و على الرغم من أن مجلة " فرانس فوتبول " الفرنسية هي التي تزعمت الاتهامات التي وجهت للفيفا بالفساد فيما يتعلق بفوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 إلا أنها لم تستطع أن تغفل مساهمات الفيفا في النهوض بكرة القدم حول العالم لا سيما برنامج " جول " الذي أطلقه الفيفا عام 1999 و الذي يتولى تمويل المشروعات الخاصة بتحويل كرة القدم من الهواية إلى الاحتراف الكامل . كما أبرزت المجلة الفرنسية الشهيرة التي تتولى اختيار أحسن لاعب في العالم بالتعاون مع الفيفا إنجازات هذا الأخير فيما يتعلق بالنهوض" ببرنامج المساعدات المالية " الذي يقدم مساعدات مالية للإتحادات الكروية الأهلية و القارية للنهوض بكرة القدم . و يستند جوزيف سيب بلاتر رئيس الفيفا على الإنجازات الاقتصادية ليبرر مدى نجاح الفيفا في تحويل كرة القدم إلى صناعة رائجة تمثل مصدر رزق للعديد من البشر حول العالم
. و يؤكد بلاتر أن تزايد شعبية كرة القدم و تعزيز مكانتها كزعيمة للرياضات في العالم يرجع إلى نجاح الفيفا في تنظيم البطولات الدولية لا سيما بطولات كأس العالم التي تمثل نسبة 88 في المائة من عائدات الفيفا . و يطالب بلاتر الذين ينتقدون الفيفا بالنظر للمكاسب
التي تحققها الدول التي تنظم كأس العالم فجنوب إفريقيا حققت مكاسب من المونديال الأخير للعام 2010 زادت عن 5 مليارات دولار في حين كانت ألمانيا قد حققت من مونديال 2006 ما يقرب من 3 مليارات دولار . كما يتوقف بلاتر كثيرا عند النهوض الكبير الذي تشهده البنية التحتية الرياضية للدول التي تتولى تنظيم كأس العالم خاصة عندما تنظم في قارة نامية كإفريقيا أو أمريكا الجنوبية . كما يتوقع بلاتر أن يرتقي كأس العالم بالبنية التحتية الرياضية لمنطقة غنية مثل منطقة الخليج العربي عندما تتولى قطر تنظيم مونديال 2022 . يشار إلى أن قطر أعلنت أنها مستعدة لإنفاق ما يقرب من 100 مليار دولار حتى يخرج مونديال 2022 في صورة رائعة . و يتوقع الفيفا أن تتعاظم عائدات البرازيل من مونديال 2014 لتقترب من 7 مليارات دولار فضلا عن الفوائد الهائلة التي ستعود على البرازيل في مجال النهوض ببنيتها التحتية الكروية التي تعاني كثيرا من المشاكل . يشار إلى أن الفيفا الذي تأسس عام 1904 في باريس قبل أن ينتقل إلى مقره الدائم بمدينة زيوريخ بسويسرا رفع ميزانيته من 500 فرنك سويسري فقط في بداية القرن العشرين إلى حجم أعمال بلغ في نهاية كأس العالم 2010 إلى 3 مليارات دولار و أرباح قدرت بنحو إلى 2ر1 مليار دولار .