حكم تصدق الزوجة من مال الزوج دون علمه.. الأزهر يوضح

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن حكم تصدق الزوجة من مال الزوج بدون علمه، مشيرةً إلى أن الأمر يختلف حسب مقدار المال الذي تتصدق به الزوجة.
فأشار المركز، في منشور عبر صفحته الرسمة على "فيسبوك"، إلى أن إخراج صدقة من مال الغير بوجه عام يشترط فيه إذن صاحب المال ورضاه.
حكم التصدق دون علم الزوج
وفي حالة الزوجة التي تخرج صدقة من مال زوجها، فإن هذا الأمر يتوقف على قيمة المال، بحسب المركز الذي أوضح أنه لا يجوز للزوجة أن تتصدَّق بالثمين من مال زوجها إلا بإذنه، أما الشيء اليسير الزهيد عادة وتعلم من حال زوجها رضاه عن تصرفها فيه؛ فلا حرج على الزوجة في التصدق به دون علمه أو إذنه؛ لأنه يدخل ضمن المأذون لها بالتصرُف فيه، ويحصُل به الأجر إن شاء الله تعالى.
واستشهد مركز الفتوى في ذلك بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لاَ يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا". [صحيح البخاري]
كما استدل على ذلك بقول الإمام الصنعاني رحمه الله عن حديث الرسولصلى الله عليه وسلم: "فيه دليل على ‌جواز ‌تصدق ‌المرأة ‌من ‌بيت ‌زوجها، والمراد إنفاقها من الطعام الذي لها فيه تصرف بصنعته للزوج ومن يتعلق به، بشرط أن يكون ذلك بغير إضرار، وأن لا يخل بنفقتهم".
كذلك أشار إلى حديث أسماء بنت أبي بكر؛ أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ! لَيْسَ لِي شَيْءٌ ‌إِلَّا ‌مَا ‌أَدْخَلَ ‌عَلَيَّ ‌الزُّبَيْرُ. فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ".
وعليه؛ أكد مركز الفتوى أنه لا حرج على الزوجة في التصدق باليسير من مال الزوج الذي تطيب به نفسه في العادة ويحصُل به الأجر، مضيفة أنه في حال عُلم من حاله أنه لا يرضى به لا يجوز لها التصدق دون إذنه.

تم نسخ الرابط