"زلزال قوي يضرب مصر قريبًا".. رسالة هامة من البحوث الفلكية

تصدرت عبارة "زلزال قوي يضرب مصر قريبًا" وسائل التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، وذلك بعد زلزالي تركيا وسوريا الذين أسفرا عن خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات بكلتا البلدين.
ولحسم الجدل القائم حول حدوث زلزال مماثل في مصر، خاصةً بعد خروج العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي توقع حدوث زلزال تركيا قبل 3 أيم من وقوعه، بنبوءات جديدة تشير لحدوث زلزال قوي في مصر ولبنان قريبًا، أصدر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، رسالة هامة للمواطنين.
وقال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، "كذب المنجمون ولو صدفوا"، مشيرًا أن أن العالم الهولندي ليس بعالم زلازل ولا جيوفيزياء، ولكن يشاع أنه عالم فلك، وأن الروايات التي استخدمها عن اقتران عدد من الأجرام السماوية مع الأرض قد تكون مصادفة.
وتابع "القاضي"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى خلال برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة "صدى البلد" الفضائية، أنه حتى تاريخه وبالرجوع إلى أساتذة الفلك لم يثبت بالدليل القاطع وجود علاقة بين اقتران الأجرام السماوية وزلزال تركيا وسوريا.
وأشار إلى أنه "قد تصدف توقعات أو نبوءة ولكن ليس بالدقة"، مجددًا التأكيد على أنه لا يوجد تنبؤ بالزلازل على مستوى العالم، ولكن هناك دراسات للنشاط الزلزالي في منطقة معينة لها دورة عمرية، 20 سنة أو 30 سنة أو 50 سنة، يحدث بها نشاط زلزالي فوق المتوقط أو كبير نسبيًا.
لا توجد مؤشرات لحدوث زلزال قوي في مصر خلال الأسابيع المقبلة
وأكد جاد القاضي أنه طبقًا للبيانات التي يتم تسجيلها بشكل يومي في شبكة الزلازل القومية، لا يوجد مؤشر لحدوث زلزال مدمر على الأقل في الأسابيع المقبلة، على حد قوله.
وأوضح أنه عادةً ما يكون هناك مقدمات للزلازل الكبيرة، عبارة عن زلازل صغيرة تشبه التوابع التي تحدث بعد الزلزال.
وشدد على أن المعهد بتابع عن كثب جميع الأماكن التي يوجد بها نشاط زلزالي، مضيفًا: "وقمنا بتكثيف عدد محطات رصد الزلازل، وهناك مراقبة مستمرة للأوضاع".
أسباب زيادة الزلازل في هذه الفترة
وفي سياق متصل، أوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أسباب تكرار الزلازل في الفترة الراهنة.
وقال: "طبقًا للإحصائيات والبيانات الموجودة لدينا فإن الزلازل في معدلها الطبيعي، ولكن نتيجة وقوع الزلزال القوي في تركيا أصبح لدى الناس شغف بمتابعة الزلازل وتوابعها، فضلًا عن نشر أخبار ملتهبة عن الزلازل في مختلف الدول بالوقت الحالي".
وأضاف أن الزلازل في معدلها الطبيعي، ولا يوجد فيها سوى استثناءات بسيطة تحدث من حين لآخر، سواء زلزال تركيا قبل أيام، أو زلزال إندونيسيا الذي وقت قبل أسابيع.
ولفت إلى أن حدوث الهزات الأرضية في أماكن متفرقة من العالم خلال الفترة الحالية هي هزات ليس لها علاقة ببعضها، وليس لها أي علاقة باقتراب يوم القيامة.
لم يتم رصد نشاط زلزالي غير عادي في مصر
ومن جانبه، قال أيضًا شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد، إنه لم يتم رصد أي نشاط زلزالي غير عادي في مصر، "وإلا كنا هنبقى أول ناس تبلغ المسؤولين بوجود أمر غير طبيعي يحدث في مصر" على حد تعبيره.
وذكر "الهادي"، في مداخلة لبرنامج "حضرة المواطن" على فضائية "الحدث اليوم"، أن المعهد يضم بين جنباته عدد من علماء الفلك والشمس والقمر والزلازل والجغرافيين والجيوفيزياء، وتوصلوا بعد اجتماع شامل، إلى أن كلام العالم الهولندي أقرب للتنجيم منه للعلم.
وقال أيضًا أنه لا يمكن التنبؤ بالزلزال، ولكن توقع حدوثه في منطقة ما خلال عدد سنوات معين "جائز"؛ بسبب النشاط الزلزالي في تلك المنطقة.
وأكمل: "ما حدث في تركيا هو خروج مفاجئ للطاقة في مكان معين لن يعقبه زلازل قوية أخرى بأمر الله".
حقائق لطمأنة الناس
وأوضح رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بعض الحقائق عن الأرض لطمأنة الناس.
وقال: "الأرض تدور حول نفسها بسرعة 1670 كيلو متر/ساعة، وتدور الأرض حول الشمس بسرعة 107 آلاف كيلو متر/ساعة، بينما تدور الشمس حول المجرة بسرعة 250 كيلومتر/ثانية"، مشيرًا إلى أن هذا يعني أن الأرض تجري بسرعة مهولة لا يمكن لأي أثر خارجي أن يلحق بها.
ونوه شريف الهادي إلى دراسة حديثة أجرتها عالمة أمريكية من هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، توصلت إلى أنه لا يوجد دليل على أن معدلات الزلازل الكبيرة تتأثر بموقع الأرض بالنسبة للقمر أو القمر بالنسبة للشمس.
وهو ما ينفي مزاعم العالم الهولندي حول وجود علاقة بين اصطفاف الأجسام السماوية بطريقة معينة، بالزلازل.