الانتحار في الإسلام

للمرة الثالثة خلال ساعات قليلة، ينتحر أحد الشباب بسبب معاناته من حالة نفسية سيئة، وذلك بعد إقدام شابين آخرين على الانتحار ليل أمس الإثنين، حيث قفز أحدهما من أعلى برج القاهرة، والآخر من أعلى كوبري بالمنصورة.
أما الشاب الثالث، والذي يبلغ من العمر بضعة وثلاثون عامًا، ويعيش في منطقة المعصرة بحلوان، انهى حياته بطلق ناري، صباح اليوم الثلاثاء 21 يونيو 2022.
وذكرت تقارير إعلامية، أن الشاب المتوفى كان يعاني من أزمة نفسية دفعته للانتحار مُستخدمًا لذلك سلاح ناري "طبنجة".
وكان ورد إلى الجهات الأمنية بلاغًا من الأهالي يُفيد بالعثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري، في دائرة قسم شرطة المعصرة.
وعليه، انتقل رجال الشرطة إلى محل البلاغ، وتبين العثور على جثة الشاب، وبجواره سلاح ناري، وتم نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وجار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والاستماع إلى شهادة أسرة المتوفى وجيرانه للوقوف على ملابسات الحادث. كما تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وخيُم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول عدد من الحوادث، أبرزها مقتل فتاة المنصورة "نيرة أشرف"، الطالبة بجامعة المنصورة، على يد زميلها.
وخبر آخر عن انتحار شاب قفزًا من أعلى برج القاهرة، وتباشر النيابة العامة التحقيق العاجل في تلك الواقعة بأمر من النائب العام.
فيما أقدم شاب ثالث على الانتحار بإلقاء نفسه من داخل سيارته من أعلى كوبري المنصورة، وكتب قبل انتحاره، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، بأنه "على حافة الانتحار"، وأوصى بألا يسير والده في جنازته.
الانتحار في الإسلام
وحول حكم الانتحار في الدين الإسلام وعقوبة المنتحر، قال الداعية الإسلامي مصطفى حسني، إن الانتحار هو أكبر مخاطرة لدخول النار، لأن الأحاديث التي تتحدث عنه مخيفة؛ منها حديث: (عاجلني عبدي بنفسه، قد حرمت عليه الجنة)، وحديث (من تردى من شاهق فهو في النار خالدًا مخلد فيها)، و(من ضرب نفسه بحديدة فهو في النار يضرب نفسه بالحديدة خالدًا مخلدًا فيها).
هل يغفر الله للمنتحر؟
وأشار "حسني" إلى أن كلمة "خالد" في الأحاديث المُشار إليها أعلام تعنى أن المنتحر يقضي مدة طويلة في النار، لكنه سيخرج منها إذا كان موحدًا بالله ومؤمنًا به وبرسوله، ولكن الكلمة جاءت للمبالغة في عدد السنوات التي سيقضيها المنتحر في النار.
وأكد أن الانتحار ليس كفرًا بالله، إنما كفر بنعمة الإيجاد، أي بنعمة أن الله أوجد الإنسان في الدنيا، منوهًا بأن العلماء قالوا "لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه"، أي أن المؤمن يدخل في الإيمان بأركانه الستة وهي الإيمان الله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الأخر والقدر، والمنتحر لم يكفر بالستة أركان، لكنه كفر بنعمة الوجود في الدنيا.

DMCA
PROTECTED