توصلت بعثة مصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، إلى اكتشاف مدينة كاملة تحت الرمال في منطقة الحفائر بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون بمحافظة الأقصر، يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام. ووفقًا للصفحة الرسمية للدكتور زاهي حواس، على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن البعثة أطلقت على المدينة المُكتشفة اسم المدينة الذهبية، والتي كانت تُسمى قديمًا ب"صعود آتون"، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدامها من قبل توت عنخ آمون منذ 3000 عام. وأشار "حواس"، إلى أن العمل في هذه المنطقة بدأ، في سبتمبر 2020، للبحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ آمون، لأنه كان قد تم العثور على معبدي كلٍ من "حورمحب" و"آي" من قبل. وقال إن المدينة المُكتشفة هي أكبر مدينة على الأطلاق في مصر، كما أنها أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر. ولفت زاهي حواس، إلى أن المدينة مُقسمة إلى شوارع، وجدرانها شبه متكاملة ويصل ارتفاع بعضها إلى 3 أمتار، وتحتوي على غرف مليئة بأدوات الحياة اليومية. وعُثر في المدينة على عدد من الخواتم والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن الذي حمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث، كما تضمن الجزء الجنوبي منها مخبز ومنطقة طهي، وأماكن أخرى لإعداد الطعام تحتوي على الأفران وأواني التخزين الفخارية. أما المنطقة الثانية فكانت تمثل الحي الإداري والسكني للمدينة، حيث تضمنت وحدات أكبر ذات تنظيم جيد، وهذه المنطقة مسيجة بجدار متعرج، مع نقطة دخول واحدة فقط تؤدي إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية. وبحسب تصريح الدمتورة بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز، فإن المدينة الذهبية هي ثاني أهم اكتشاف أثري بعد مقبرة الملك توت عنخ آمون. ولا يزال العمل جار لاكتشاف المزيد من المناطق بالمدينة، وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر لم تمسها يد مليئة بالكنوز.
