وصل القاهرة مساء أمس نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى ابو مرزوق عائداً من لبنان بعد زيارة "سرية" هدفها اللقاء بوفد إيراني وقيادات من حزب الله. وذكرت صحيفة القدس المحلية أن أبو مرزوق إلتقى وفداً عالي المستوى من إيران، لمناقشة آخر المستجدات والعلاقات التي شابها التوتر بين الحركة وإيران في الأونة الأخيرة نتيجة إفتراق المواقف حول الأوضاع في سوريا. إذ رفضت الحركة الإصطفاف إلى جانب النظام السوري المدعوم من إيران، وآثرت الوقوف على الحياد منذ بداية الأزمة السورية تطبيقاً لسياستها بعدم التدخل في الأوضاع الداخلية لأي بلد كان، وهو الموقف الذي ترجمته في بيانها الشهير في 24 إبريل 2011، حيث قالت أنها مع تطلعات الشعوب العربية في نيل حرياتها كاملةً، وقدرت في الوقت نفسه وقوف النظام السوري بجانب القضية الفلسطينية وحركات المقاومة، ثم تتالت المواقف من قبل "حماس" بطلبها اللجوء للحل السياسي وإستبعاد الحل الأمني. ورأت "حماس" منذ بداية الأزمة أن الحل الأمني سيلحق الدمار بسوريا الأرض والشعب والدولة، كما يقول المصدر الذي أضاف أن: "هذا الموقف لم يعجب النظام السوري في حينه، وضغط على قيادات الحركة للوقوف معه صراحة في قمع الإحتجاجات الشعبية السلمية، وحينها رفضت الحركة ذلك وآثرت الخروج الهادئ من سوريا، لكن الضغوط إستمرت عليها في جوانب وفي أماكن أخرى، مثل تقليص الدعم الإيراني الذي كان يأتيها، وصولاً إلى قطع هذا الدعم بالكامل، ثم إنتقل الخلاف الصامت بين الجانبين إلى التضييق المباشر على تواجد الحركة في الساحة اللبنانية، في ظل هذه الأجواء تأتي زيارة أبو مرزوق إلى لبنان ولقائه بالوفد الإيراني وبقيادات رفيعة في حزب الله اللبناني حيث جرى البحث في الاوضاع والمستجدات على الساحتين اللبنانيةوالفلسطينية خصوصا الوضع الأمني في مدينة صيدا ومخيماتها ولنزع فتيل التوتر بين قواعد حركة "حماس" في لبنان، وقواعد حزب الله. وكشفت مصادر متطابقة أن اللقاء بين أبو مرزوق وقيادات حزب الله، يأتي في إطار التواصل على مستويات عليا لنزع فتيل الأزمة شديدة التوتر بين قواعد الحركتين، المصادر ذاتها أكدت على متانة العلاقات في المستويات العليا لكلا الجانبين، لتفهم كل طرف للظروف الموضوعية التى أحاطت بكليهما، لكن هذا لم يترجم ميدانياً، يقول المصدر، وهناك خشية حقيقية عند كلا الجانبين من خروج الأمور عن السيطرة، في المخيمات الفلسطينية خصوصاً المخيمات القريبة من العاصمة بيروت ومن معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، مثل مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة فضلاً عن مخيمات صيدا وصور في الجنوب اللبناني. وتأتى زيارة أبو مرزوق إلى لبنان في ظل التوتر الحالي بين قوات الجيش اللبناني وأنصار الشيخ السلفي أحمد الأسير، وإنعكاسات هذا التوتر على المخيمات الفلسطينية في لبنان . وأكد المصدر بأن أبو مرزوق أكد لجميع الأطراف التي التقاها أن الفلسطينيين في لبنان ليسوا طرفا في النزاعات الداخلية، وشدد أبو مرزوق على أن "حماس" لن تنجر إلى أية محاور إقليمية أو عربية ضد محاور إقليمية أو عربية أخرى وإنما سيبقى محورها فلسطين وبندقيتها متوجهة نحو العدو الصهيوني". وأكد أبو مرزوق لجميع الأطراف التي إلتقاها أن "الشعب الفلسطيني في لبنان لن يكون إلا عامل استقرار في لبنان". ودعا أبو مرزوق بحسب المصدر "الجميع إلى وأد الفتنة وتحريم الاقتتال المذهبي وعدم الاحتكام إلى السلاح في حل النزاعات الداخلية".