اعتبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير ان مقتل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور "خليل ابراهيم" قصاص رباني ونهاية لفصل من الاحقاد والخصومات غير المبررة بين ابناء الوطن. وقال البشير في كلمة القاها خلال احتفال لقادة واركان الجيش السوداني "ان مصرع خليل ابراهيم هو قصاص رباني لما ارتكبه من جرائم في حق الوطن والمواطنين ولاختياره طريق الحرب وترويع الامنين والابرياء ورفضه خيار السلام والمفاوضات". ورأى في مقتل ابراهيم "رسالة لأطراف تغذيهم اطماع خارجية لم تميز بين حق الوطن وحدود المعارضة ولم تفهم التغيرات على الساحة الاقليمية ومن بينها تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد وسقوط نظام القذافي وتوقيع اتفاق الدوحة لسلام دارفور وجنوح الاقليم للسلم". وأضاف البشير "ان خروج المواطنين في مختلف انحاء البلاد في مظاهرات عفوية احتفاء بانتصار القوات المسلحة السودانية هو اكبر استفتاء على موقفهم من الحركات المسلحة التي تعمل على نهب المواطنين واستهداف امنهم وسلامتهم". وكان زعيم حركة العدل والمساواة ابراهيم لقي مصرعه يوم الجمعة الماضي بصاروخ اطلق من طائرة عسكرية على سيارته اثناء معارك بين قواته والقوات الحكومية بولاية شمال (كردفان) المتاخمة لاقليم دارفور. وجاء ذلك بعدما شنت حركة العدل والمساواة هجوما عبر عدة محاور على ولاية شمال كردفان خلال الايام الماضية في عملية عسكرية معلنة تستهدف الوصول للعاصمة السودانية لاسقاط نظام الرئيس البشير. ولا تزال المعارك جارية بين القوات الحكومية وقوات الحركة في عدة مناطق بولايتي شمال كردفان وشمال دارفور. يذكر ان ابراهيم (54 عاما) كان انشق عن حكومة البشير عام 1999 بعد أن عمل قبلها وزيرا في الحكومة وقاتل بجانب القوات الحكومية في الحرب ضد الجنوب. وفي عام 2003 اعلن تشكيل حركة متمردة في اقليم دارفور باسم حركة العدل والمساواة التي يتهمها مسؤولون في الخرطوم بأنها الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي والذي تأسس عام 2000 بعد المفاصلة الشهيرة بين البشير وحليفه السابق حسن الترابي. وتمكن ابراهيم في صيف عام 2008 من تنفيذ هجوم نادر على العاصمة السودانية بعد ان قاد قواته لمسافة الف كيلومتر من الحدود السودانية الليبية ليصل الى مدينة (ام درمان). ورفض ابراهيم الانضمام لمفاوضات الدوحة التي افضت الى توقيع وثيقة سلام دارفور بحجة انه يرغب في توقيع اتفاق منفرد مع الحكومة باعتبار حركته اقوى الحركات تسليحا وتنظيما. ولجأ الى ليبيا بعد ان ان رفضت تشاد استقباله في العام الماضي بعد تحسن علاقاتها مع السودان وتمكن من الفرار من طرابلس والدخول الى دارفور مع سقوط نظام القذافي.