رغم اغتياله عام 1992 إلا أن المفكر فرج فودة تنبأ بما يحدث في مصر بعد ثورة 25 يناير، وذلك عبر كتاباته التى أسماها "الدائرة المفزعة" حيث أكد أنه في ظل غياب المعارضة المدنية، فإن الحكم العسكري سيؤدى إلى السلطة الدينية، ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الانقلاب العسكري، الذي يسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلة دينية جديدة، وهكذا. ولد فرج فوده كاتب ومفكر مصري. في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر. وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الإقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس ،و لديه ولدين وإبنتين، تم اغتياله على يد جماعة إرهابية آنذاك في 8 يونيو 1992 في القاهرة. كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار.. وقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين. حاول فرج فودة تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري ووقتها كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً "بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984.. أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها.. ومن أهم ملفاته "الحقيقة الغائبة" و "زواج المتعة" و "حوارات حول الشريعة" و"الطائفية إلى أين؟" و"الملعوب". وفي 8 يونيو 1992 وبينما كان يهم فرج فودة بالخروج من مكتبه بشارع أسماء فهمي بمدينة نصر بصحبة ابنه الأصغر وأحد أصدقاءه الساعة السادسة و 45 دقيقة، تم اغتياله علي يد أفراد من الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان بينهما مطلق الرصاص من بندقية آلية بقتله فيما كانا يركبان دراجة نارية، فيما أصيب ابنه أحمد وصديقه إصابات طفيفة. أصيب فرج فودة بإصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ونجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة. تبين أن الجريمة جاءت بفتوي من شيوخ جماعة الجهاد علي رأسهم الشيخ حسين الغزالي المسجون حاليا في روما، وفي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل وصف الغزالي فودة "بالمرتد" "وأنه (ويقصد فرج فودة) مرتد وجب قتله" وأفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبيره. وأثناء المحاكمة سئل قاتل فرج فودة : * لماذا اغتلت فرج فودة ؟ القاتل : لأنه كافر. ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر ؟ القاتل : أنا لم أقرأ كتبه. كيف ؟ القاتل :أنا لا أقرأ ولا أكتب. بعد ثورة 25 يناير في مصر أطلق سراح "أبو العلا محمد عبد ربه" أحد الضالعين في جريمة الاغتيال والذي أفرج عنه بعفو بعد قرار الرئيس محمد مرسي، بالإفراج عن عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية.