يمر 22 عاما على ذكرى وفاة الكاتب والمفكر المصري صاحب الحقيقة الغائبة الذى تنبأ بحلم حكم الخلافة الذي كان يراود جماعة الإخوان المسلمين الذين أرادوا أن يحكموا البلاد باسم الإسلام وليس باسم السياسة وتم اغتياله على يد جماعات المتأسلمين التكفيرية الإرهابية في 8 يونيو 1992 بالقاهرة. المناظرة التي حسمت أمر اغتياله التي تمت في معرض الكتاب مع الشيخ الهضيبي والشيخ الغزالي في ندوة بعنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة العلمانية». وقد أفتى الشيخ عمر عبد الرحمن بتكفير فرج فودة ووجوب قتله ومعه عدد آخر من المشايخ الذين كفروه واتهموه بالصهيونية والشيوعية وبالتمويل من الخارج، وأصدر صفوت عبدالغني أحد أمراء الجماعة الإسلامية أمرا بقتلة فتم اغتياله وهو في طريق خروجه من الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر وهي التي اغتيل أمامها. ومن العجب أنهم حين كانوا يحققون مع عبدالشافي أحمد قاتل فرج فودة تم توجيه السؤال له لم قتلته؟ قال لأنه كافر وحين سألوه كيف عرفت أنه كافر هل قرأت كتبه قال لا فأنا لا أقرأ ولا أكتب، أي أن القاتل كان أميا. أصر فرج فودة على فكرة مدنية الدولة في مقابل جماعات إسلامية تملك الشارع وتتحدث عن الدولة الدينية وكان يرى أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين. كان فرج فودة ينشر مقالاته فى جريدة الأحرار ومجلة أكتوبر وأنتج العديد من الكتب التي تؤكد فكرة العلمانية والتي أثارت جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء. وثانى نبوءة للمفكر فرج فودة من خلال كتابته أنه تنبأ بتقسيم السودان وهو ما حدث بالفعل. ومن أقرب التنبؤات التي حدثت بالفعل من إحدى كتابات الراحل فرج فودة التي تنبأ فيها عن ما أسماه ب «الدائرة المفزعة» حيث تبدأ الدائرة المفرغة في دورتها المفزعة.. ففي غياب المعارضة المدنية، سوف يؤدي الحكم العسكري إلى السلطة الدينية، ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الانقلاب العسكري، الذي يُسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلة دينية جديدة. وهكذا وأحيانا يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري، كما حدث ويحدث في السودان. فرج فودة كان يحمل درجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، ولكنه كان منخرطا في الحياة السياسية والفكرية في مصر منذ الثمانينيات وانضم إلى حزب الوفد الجديد باعتباره الحزب المعبر عن الليبرالية، ولكنه انفصل عنه عام 1984 حين تحالف الوفد مع الإخوان وأعلن أنه حزب إسلامي. حاول فرج فودة تأسيس حزب باسم «حزب المستقبل» وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى المصري ووقتها كانت ما سميت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، وأصدرت تلك الجبهة في 1992 بجريدة النور بياناً بكفر الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله.