لم يكن يعلم أن الكلمة قد تواجه بالرصاص ويصبح العقل في مواجهة القوة الغاشمة ... لم يكن يعلم أن المطالبة بفصل الدين عن الدولة سيؤدي إلي وفاته عن طريق بيان من جبهة علماء الأزهر بتكفيره ووجوب قتلة . وبسبب الجهل والغدر تم اغتيال الكاتب والمفكر المصري فرج فودة . ولد في20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار المصريتين. أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين،واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين. حاول فرج فودة تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل " وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري ووقتها كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه،وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور " بياناً " بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله. استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984 أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها تم اغتياله في القاهرة في 8 يونيو1992 حين كان يهم بالخروج من مكتبه بشارع أسماء فهمي بمدينة نصر أحدي ضواحي القاهرة بصحبة ابنه الأصغر وأحد أصدقاءه الساعة السادسة و 45 دقيقة،علي يد أفراد من منظمة تستخدم العنف السياسي عرفت باسم الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان بينهما مطلق الرصاص من بندقية آلية بقتله فيما كانا يركبان دراجة نارية،فيما أصيب ابنه أحمد وصديقه إصابات طفيفة . أصيب فرج فودة بإصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، و تم القبض على الجناة. تبين أن الجريمة جاءت بفتوي من شيوخ جماعة الجهاد علي رأسهم الشيخ حسين الغزالي المسجون حاليا في روما، وفي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل وصف الغزالي فودة "بالمرتد " "وأنه مرتد وجب قتله" وأفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها،وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة،ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبيره !!أثناء المحاكمة سئل قاتل فرج فودة : لماذا اغتلت فرج فودة ؟ القاتل : لأنه كافر. ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر ؟ القاتل : أنا لم أقرأ كتبه. كيف ؟ القاتل :أنا لا أقرأ ولا أكتب !! بعد ثورة 25 يناير أطلق سراح "أبو العلا محمد عبد ربه " أحد الضالعين في جريمة الاغتيال والذي أفرج عنه بعفو بعد قرارالرئيس محمد مرسي، بالإفراج عن عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية. ومن مولفاته الحقيقة الغائبة و زواج المتعة وحوارات حول الشريعة والطائفية إلى أين؟ و حوار حول العلمانية.