مرت ذكرى ال21 على اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة في سكوت, وقد تم تنفيذ عملية الاغتيال على يد جماعة إرهابية في 8 يونيو 1992 في القاهرة. كانت كتاباته تثير جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت منها طالب بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين، وكانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 ''بجريدة النور'' بياناً ''بكفر'' الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله. واظهرت التحقيقات ان قتل فودة جاء نتيجة فتوى من شيوخ الجهاد وعلى راسهم الشيخ حسين الغزالى الذى وصفه ''بالمرتد'', وتم الاغتيال على يد ابو العلا محمد عبد ربه والذى تم الافراج هنة بعد ثورة 25 يناير بعفو من الرئيس مرسى. في ذكراه تحدث إلينا الكاتب يحيى قلاش فقال ''مين هيحتفل بذكرى فرج فودة وجزء كبير من قتلته يحكمون البلد الآن؟, وكثير من هذه الأفكار المتطرفة التى كانت سائةه فى ذلك الوقت ساعدت مجموعة من الشباب بأفكارهم الهدامة على حمل السلاح وقتل الفكر والثقافة''. وأضاف ''جزء كبير من أفكار قاتلي فودة ساعدت أيضا على زرع التطرف، وأصدق مثال على صدق كلامى ''الدستور'' الذى تم وضعه للحد من الحريات وساعد على التمييز بين المواطنين.. فودة يحاول جاهدا جعل أفكارة تنتصر وتسود على هذه الأفكار المتطرفة, وللأسف الشديد أن هؤلاء القتلة والمتطرفين يتكلمون الآن عن القانون بوضع الدستور والشريعة, وربما يكون فودة حاضر بيننا الآن فى ذكراه، وأعتقد أن هناك كثير من الناس الآن آمنت بأن مستقبل مصر لا يتم إلا بالتنوير. من جانبه قال الكاتب يوسف القعيد، إننا فى حالة مؤسفة بمرور 20 سنة على مقتل واغتيال المفكر فرج فودة، ونحن منشغلين بالمشاكل والمصائب التى تواجهنا من الحكم الإخوانى, ولو كان موجودا بيننا الآن لقتل نفسه ألف مرة, وجريمته الحقيقية إنه اجتهد وفكر وكانت النتيجة رميه بالرصاص, هل يعقل أن نواجه فكرا بالرصاص؟, أتمنى أن أرى المواجهة بالمثل ''الفكر بالفكر''. واستنكرت سهير حواس، نائب رئيس جهاز التنيسق الحضارى، ما حدث لفودة أنا ضده ولا أؤيد هذه المواجهات, لأن لدى قناعه عامة أن التعدى على إنسان من أجل فكرة تعدى على حريته وإنسانيته لأنه يمتلك فكر وعقل, ومن الناحية السياسية أرى أن فودة كان له توجهات ضد تيار دينى معين أدت إلى اغتياله واغتيال حرية الفكر.