حذر أطباء أمراض الباطنة والسكر وأطباء أمراض العيون من إهمال متابعة المصريين للأطباء المتخصصون لضبط مستويات السكر بالدم وكذلك إهمال مرضي السكر لإجراء فحص دوري ومتابعة مستويات النظر لدي أطباء العيون، مؤكدين خطورة تبعات مرض السكر علي العيون، حيث قال الدكتور عباس عرابي أستاذ الغدد الصماء بجامعة الزقازيق أن تقديرات الاتحاد الدولي لمرض السكر تشير إلي أن أعداد المصابين بالسكر في العالم تصل إلى 366 مليون حالة، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الأعداد لتبلغ 552 مليون بحلول عام 2030."، موضحا أن مصر تحتل المركز التاسع على مستوى العالم في ظل انتشار مرض السكر بنسبة 16.6%، ويكمن التهديد الحقيقي للمرض في مضاعفاته المخيفة، وعلى رأسها العجز البصري." ولفت الدكتور عباس عرابي إلي أن هناك 6 دول من أكبر 10 دول انتشارا لمرض السكر تقع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مثل دولة الكويت والإمارات وقطر ولبنان والسعودية والبحرين، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلي معدلات انتشار مرض السكر حيث تمثل نسبة 11% من النسب العالمية، ويعود ذلك لأسباب منها، النمو الاقتصادي وزيادة معدلات متوسط أعمار السكان وحياة الرفاهية في دول الخليج وقلة الجهد البدني وارتفاع معدلات السمنة والتدخين وطقوس الصيام للمسلمين والمسيحيين، لافتا إلي أن هناك مضاعفات يتعرض لها مريض السكر نتيجة عدم ضبط وجبات الطعام أثناء شهر رمضان لذلك علي المرضي أن يتابعوا باستمرار مستويات السكر ونمط حياتهم مع الأطباء المختصين. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد على هامش الاجتماع السنوي الرابع للمنتدى العربي لمرض السكر في القاهرة ، بالتعاون مع شركة نوفارتس مصر للأدوية، حيث ناقش الخبراء الأعباء المتزايدة لمرض السكر في المنطقة وخاصة العجز البصري الناتج عن الإصابة وخطورة التعرض للعمى باعتباره واحداً من أهم مضاعفات السكر التي تصيب العين. وقالت الدكتورة إيمان رشدي أستاذ الغدد الصماء بجامعة القاهرة أن مرض السكر يؤثر سلبيا على الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة مما يؤدي إلى الإضرار بشبكية العين بالإضافة إلى أضرار أخرى جسيمة على المدى الطويل"، وأوضحت أن مضاعفات المرض عادة ما تظهر بعد أعوام من الإصابة بالسكر إذا لم يتم السيطرة عليه لافتة إلي ضرورة اهتمام المصريين الذين يجدون تاريخ وراثي لمرض السكر بالعائلة بإجراء تحاليل وفحص دوري للسكر لأن الابن أو الحفيد لمريض السكر هو الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وقالت أن مرضي السكر عليهم أن يجروا فحوصات ومتابعات قبل شهر رمضان لأن المصريين سيمرون بفترة صيام طويلة هذا العام وقد يتعرض المرضي لقصور في وظائف الكلي ناصحة بمتابعة مريض السكر مع الطبيب المختص لمعرفة مدي وجوب حالته للصيام أو الإفطار فضلا عن الفحص الدوري لقاع العين تجنبا لتأثير السكر علي الشبكية. وقال الدكتور على عبد الرحيم، أستاذ الغدد الصماء بجامعة الإسكندرية إن مرض السكر هو المسبب الرئيسي للعمى المكتسب على مستوى العالم، ويعتبر اعتلال الشبكية السكري من المشاكل الأساسية التي يسببها مرض السكر، وتشير التقديرات أن هذا المرض هو المسئول عن 5% من حالات العمى في جميع أنحاء العالم، مصيباً حوالي 2 مليون مريض،" وأضاف: "بعد مرور 20 عاماً على الإصابة بالسكر، سيعاني معظم مرضى النوع الأول، وحوالي 60% من المصابين بالنوع الثاني، من اعتلال الشبكية السكري." ومن جانبه، أوضح الدكتور شريف إمبابي، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس أن اعتلال الشبكية السكري هو المسئول الأول عن أي ضرر بالشبكية ينتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم، وإذا ترك المرض دون علاج، سيعاني معظم المصابين باعتلال الشبكية السكري من العجز البصري، مشيرا إلي أن حوالي 50% منهم معرضون لخطر الإصابة بفقدان البصر." لافتا إلي أن الدراسات أكدت أن السيطرة على مرض السكر منذ بداية ظهوره، تقلل من خطر الإصابة بمضاعفات السكر وتأثيره في العيون بنسبة 38%، ويبذل أخصائي علاج السكر جهوداً كبيرة لتنبيه المرضى بأهمية إجراء فحوصات سنوية للتأكد من سلامة العيون، بغض النظر عما يشعر به مريض السكر من سلامة نظره ووضوح الرؤية أمامه." كما أوضح د/ إمبابي قائلاً أن العجز البصري الناتج عن اعتلال الشبكية السكري من الممكن علاجه الآن، ففي أغسطس 2012، اعتمدت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية عقار "رانيبيزوماب" لعلاج اعتلال الشبكية السكري. ويعتبر أول عقار معتمد لعلاج هذا المرض في العالم. ويتم حقن العين بعقار "رانيبيزوماب" عدة مرات على مدار ثلاث سنوات حتى تتحسن الحالة ويسترد المريض نظره مرة أخرى." وصرح الدكتور صلاح الشرقاوي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة نوفارتس للأدوية قائلاً: "يمثل تواجد شركة نوفارتس اليوم برهاناً واضحاً على التزام الشركة الدائم نحو المرضى، خاصة مرضى العيون. ونحن في شركة نوفارتس، نؤمن بأن الاكتشاف المبكر لمضاعفات العين التي تصيب مرضى السكر، يعد واحداً من أفضل وسائل حماية المرضى، إذ يعمل ذلك على الحد من الأعباء النفسية والمادية للمريض،" وأضاف: "ويعد التزامنا بصحة العيون مهمة مستمرة بدأت منذ اشتراكنا في حملة وزارة الصحة لمكافحة العمى في 2012، والتي هدفت إلى توفير العلاجات اللازمة لمرضى العجز البصري." وأكد د/ صلاح الشرقاوي أهمية تضافر الجهود لاحتواء التحديات الصحية الناتجة عن مرض السكر في مصر، خاصة في ظل ارتفاع معدلات انتشار المرض."