يمتلك علاقات قوية فى معظم بلدان العالم.. وأمريكا تجد فيه الرجل المناسب لحماية أمن إسرائيل الشيخة موزة ترفض الاستسلام وتسعى لتولى نجلها " تميم" إدارة البلاد خلفا لوالده والإطاحة ب " حمد" من منصبه لايمكن الحديث عن الحكم فى دولة قطر دون التطرق إلى هذه الواقعة التاريخية عندما قام أمير قطر الحالى حمد بن خليفة بالانقلاب على والده وتولى الحكم بدلا منه عندما كان الأب فى فرنسا لتلقى العلاج هناك .. التاريخ ربما يعيد نفسه وتشهد الأيام المقبلة انقلابا ناعما بنفس الطريقة على الأمير الحالى ليشرب من نفس الكأس التى سقى منها والده.. لكن الخلاف الوحيد ان صاحب الانقلاب هذه المرة لن يكن أحد ابناء الأمير ولكن من ابن عمه , والذى يشغل منصب رئيس وزراء قطر بجانب عمله وزيرا للخارجية " حمد بن جاسم".. خصوصا بعد ورود عدة تقارير عن مساعى أمريكية حثيثة لتجليس الرجل على عرش قطر بدلا من " حمد بن خليفة" خصوصا ان الأخير يعانى من أمراض بالكلي ،إضافة إلى كبر سنه ،الأمر الذي يثير الحديث حول خليفته المنتظر, وطرح السؤال داخل قطر نفسها عمن سيكون ولي العهد هل الأمير الشاب " تميم" ابن الزوجة المفضلة للأمير الحالي الشيخة موزة ،أم سيكون لرئيس الوزراء صاحب النفوذ الواسع داخليا وخارجيا. من اللافت أن حمد بن جاسم نشط مؤخرا على الصعيد الدولي بشكل دفع بعض المحللين للحديث عن أنه ينوي القيام بانقلاب على أمير قطر , حيث رأس "حمد" الوفد العربي للولايات المتحدة لعرض مبادرة الجامعة العربية لإنهاء الأزمة الفلسطينية ،ودافع بقوة عن حل الدولتين وفقا لحدود 1967 مع تبادل طفيف للأراضي وهو الأمر الذي وجدته بعض الدول الغربية تنازل في الموقف العربي ورحبت به كثيرا بينما عارضته الكثير من الفصائل الفلسطينية. وعلى جانب آخر رأي المحللون أن زيارة رئيس الوزراء القطري المرتقبة لإيران التي ستتم خلال أيام تؤكد أنه ينوي طلب شيئا ما من النظام الإيراني ،فقد يطلب مساعدته سياسيا واستخباراتيا للإطاحة بأمير قطر الحالي ونجله ولي العهد. وفي نفس السياق رأي كاتب صحيفة فاينينشال تايمز "سيمون كير", أن الظهور المتزايد مؤخرا لولي العهد القطري يؤكد الشائعات التي تقول إن هناك خلاف ينه وبين رئيس الوزراء, ولفت الكاتب إلى أن قطر تسعى إلى توسيع نفوذها الدولي عبر حمد بن جاسم ،إلا ان الشيخة موزر صاحبة النفوذ الواسع ترغب في تحقيق طموحاتها السياسية عن طريق ابنها" تميم "من خلال إزاحة رئيس الوزراء ليحل محله ابنها ولي العهد , وبعد أن كان رئيس الوزراء هو مهندس المساعي القطرية للقيام بدور إقليمي أكبر ،حيث يتولى أيضا مهام وزارة الخارجية ،إلا أنه يتم حاليا تكليف "تميم" نجل العاهل القطرى بمهام دبلوماسية أكبر. ويرى الكاتب أن هذا الأمر يندرج تحت مساعي "موزة" لتوطيد الحكم في يد ابنها حيث أن مسألة ميراث الحكم من الأمور الشائكة حتى الآن في قطر ،لافتا إلى الدور البارز الذي يلعبه ولي العهد في العديد من المؤسسات القطرية مثل المجالس العليا للتعليم والصحة والاقتصاد ،والتي منحته العديد من الأنصار داخل عدد من الأجهزة الحيوية في قطر, كما يحتل "تميم" دورا بارزا في الجيش القطري إضافة إلى أنه يدير الأمن الداخلي للبلاد نيابة عن والده. كما كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن وجود خلاف بين أمير قطر حمد بن خليفة والرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تسليح الجماعات المتطرفة السلفية للقتال في سوريا في مواجهة جيش بشار الأسد , وأن الاجتماع الأخير بينهما شهد خلافا حول دعم قطر لنظام محمد مرسي والإخوان المسلمين في مصر والذي وصل بحسب تقرير معهد واشنطن إلى 8 مليار دولار وهو الأمر الذي تحفظت عليه عدد من دول الخليج التي رأت أن وجود الجماعة في الحكم بمصر يمثل تهديدا لأمنها القومي ،كما أن قطر بهذا السخاء تجعل تعهدات واشنطن الإضافية بتقديم بضع مئات الملايين من الدولارات صغيرة بشكل محرج, وعلاوة على ذلك يبدو أن الأموال القطرية تقدم دون شروط مثل إصلاح نظام الإعانات المصري، مما يقوض مطالب صندوق النقد الدولي، الذي لا يزال يحاول التفاوض على مساعدات محتملة تصل قيمتها عدة مليارات. وبحسب تقرير المعهد فإنه من هنا يمكن القول بان الاتفاق الذي عقده الأمير الحالي لقطر مع الولاياتالمتحدة والذي سمح بموجبه بإنشاء اكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة على الأراضي القطرية ،في مقابل دفاع الولاياتالمتحدة عن حكمه وعن تولى ولي عهده من بعده السلطة ومواجهة تحركات بعض أفراد العائلة الأميرية للإطاحة به وبولي عهده أصبح مهددا بالانهيار حيث لم يعد النظام القطري الحالي يحقق المصالح الأمريكية ولم تتردد واشنطن في التعامل مع حمد بن جاسم إذا ضمن لها تحقيق مصالحها لاسيما أن علاقاته بالمسئولين الإسرائيليين والأمريكيين جيدة وهو أكثر ما يهمها فيمن يتولى السلطة بقطر. وتابع التقرير: في حين أن "تميم" يحاول الاعتماد على علاقاته داخل مؤسسات الدولة لتوطيد وجوده بالحكم ،فإن جاسم يعتمد على ثروته الضخمة التي تتداخل بشكل كبير مع الاستثمارات القطرية بشكل يصعب الفصل بينهم ،ويستحيل معها الحد من نفوذ رئيس الوزراء القوي. ووفقا لمجلة فوربس الاقتصادية يعد حمد بن جاسم واحدا من أغنى أغنياء المنطقة ،حيث يمتلك محفظة عقارية شخصية ذات فروع في العالم تضم أغلى شقة في لندن في مبنى "وان هايد بارك"، فضلا عن منازل وفنادق أخرى في مناطق مختلفة من العاصمة البريطانية، وفي قطر، وتمتد ممتلكاته من فندق فورسيزنز الفاخر إلى الخطوط القطرية السريعة النمو, كما يرأس ويدير الهيئة الاستثمار القطرية، لكنه كثيرا ما يستثمر أمواله الخاصة في صفقات الهيئة نفسها, فصفقة الاستثمار في باركليز ضمت أيضا جزءا من أمواله الخاصة, كما يرأس شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري ومشروع اللؤلؤة ،وهو عبارة عن سلسلة من الجزر الاصطناعية تشكل مدينة متكاملة تقع على الجانب الشمالي لشاطئ مدينة الدوحةالقطرية ويضم العديد من الأبراج السكنية والمجمعات التجارية وشاطئ خلاب بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة، وينقسم المشروع إلى عشر مناطق تتخذ كل منها طابعا خاصا . ويرى "حمد" أن استثماراته هي التي رفعته إلى هذه المكانة المرموقة إضافة إلى سياسته الخارجية ودعمه لقناة الجزيرة , ولم يخف علاقاته مع الإسرائيليين ويصف البعض منهم بالأصدقاء , حيث سعى لتعزيز علاقاته معهم منذ فترة التسعينيات ومع ذلك فهو يدعم أيضا حركة حماس ويتمتع قياداتها بهبات سخية منه. ويقود "حمد" نشاط قطر الحالي نحو الاستثمار في باكستان وشرقي أفريقيا لإبرام صفقات استثمارية في أراض زراعية لضمان توفير إمدادات غذائية وسط ازدياد معدلات التضخم الغذائي, كما يعمل على تقويض العملية الديمقراطية بقطر على الرغم من أنه كان في السابق من أكثر المنادين بتطبيقها ، حيث يخشى تنامي التيار الإسلامي كما حدث في بعض الدول أو تنامي المطالب الإصلاحية مثلما يحدث في الكويت. يذكر أن حمد بن جاسم من مواليد 30 أغسطس عام 1959 ،تم تعيينه رئيسا للوزراء في 3 أبريل عام 2007 بعد استقالة الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثان , وقبل ذلك شعل عدة مناصب هامة من بينها رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية القطرية وهيئة الاستثمار الخارجي ،وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري ومشروع اللؤلؤة, كما شغل منصب مدير مكتب وزير الشئون البلدية والزراعة في الفترة مابين عامي 1982 و 1989 ،إلى أن تولى شئون الوزارة في 18 يوليو 1989 , وفي 14 مايو 1990 كلف بتولي مسئولية وزارة الكهرباء والماء بالإنابة لمدة عامين إلى جانب مهمته كوزير الشئون البلدية والزراعة , وتولي أيضا منصب وزير الخارجية منذ عام 1995 واحتفظ بهذا المنصب حتى الآن رغم تعيينه نائبا لرئيس الوزراء عام 2003 ثم رئيسا للوزراء , بجانب شغله منصب رئيس الوزراء, أما عن حياته الاجتماعية فهو متزوج من جواهر بنت فهد بن محمد آل ثان و نور بنت عبد العزيز بن عبد الله السبيعي وله 11 ابن وابنة.