"النصر القومية" تم وضع حجر الأساس لها عام 1913 تحتوى على مكتبة من عام 1889 تضم مخطوطات وصور أثرية وبها كتب لبعض المستشرقين ومفكرى الحملة الفرنسية الجيش الانجليزى جعل منها معسكرا ومستشفى ميدانى أثناء الحرب العالمية الثانية متحف المدرسة يحوي تمثال فرعونى للملك خفرع وخرائط سير الطيران الحربي الإنجليزي حجر أساس المدرسة تم إحضاره من كاتدرائية بلندن.. وأبناء محمد صبحى وصبرى عبدالمنعم يتلقون التعليم بها كل شىء هنا يدل على العلم.. مائة عام بالتمام والكمال مرت على إنشاء مدارس "النصر القومية" بمنطقة مصر الجديدة أحد أهم المدارس على مر تاريخ المصري.. بمجرد الوهلة الأولى منذ أن تطأ قدمك أبوابها تشعر أنه لامكان إلا للعلم.. أبناءها حقا هم علماء المستقبل.. النظر إليهم للمرة الأولى يوحى إليك بأن أحدهم سيكون طبيبا والآخر مهندسا وثالثا ربما يجلس على ماهو حلم يسعى إليه الكثير.. وجوههم تصحبك إلى عالم من الخيال بأن هناك منهم سيسير على خطى نجيب محفوظ أو أحمد زويل أومجدى يعقوب , وأن هناك البعض الآخر سيكون له نصيب فى "كعكة" عالم السياسة.. "الموجز" قام بجولة داخل المدرسة احتفالا بمرور 100 عام على إنشاءها.. كان فى استقبالنا محمد يوسف مسئول العلاقات العامة للمدرسة.. التقينا خلالها جميلة أبو الفتوح مدير عام المدارس التى استقبلتنا بترحاب شديد مؤكدة أن المدرسة احتفلت بعيدها المئوي بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم, بجانب حمدى عبد العظيم رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية. مشيرة إلى أن الاحتفال جاء علي مستوي عالي من الرقي والتميز وخاصة بعد تقديم طلاب المدرسة لعروض فنية رائعة, لافتة إلى أن مدارس النصر تسعي باستمرار لتطوير التعليم التكنولوجى حيث تم إدخال "الآي باد " لطلاب الصف الأول الإعدادى كبداية لمنظومة التطوير التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم, كما تم عمل الدواليب داخل الفصول بداية من الصف الرابع الابتدائي لتخفيف الحمل علي الطلاب من حمل الشنط المدرسية خصوصا أن كل شكاوى أولياء الأمور تكون من هذه النقطة تحديدا, بالإضافة إلي الآي باد للصف الأول الإعدادى ليتيح لهم التواصل المستمر مع المدرسة والمدرس طوال الوقت وهذه كانت أهم الأشياء التى تم تطويرها إلي جانب أعمال الصيانة والتجديد من نجارة وسباكة وكهرباء وتطوير الأجهزة الإلكترونية. وأكدت أن "نظار المدارس" جمعيهم وجهة مشرفة ويتعاملوا مع أولياء الأمور بصورة محترمة لأن المدرسة لديها قاعدة بأن دائما ولي الأمر علي حق حتى لو كان مخطأ وإذا حدثت أى مشكلة "الناظر" يقوم بحلها وإذا لم يستطع يتم رفعها لها شخصيا لأن دور المدرسة هو تقديم خدمة تعليمية وتربوية جيدة للطلاب والاستماع لملاحظات أولياء الأمور. وواصلت حديثها: المدارس لم تتأثر بأحداث الثورة لأنها مستقرة والمشاكل الموجودة لم تتغير قبل أو بعد الثورة ونسعى دائما للتطوير.. أثناء الجولة التى رافقنا خلالها محمد حسن مدرس التربية الفنية وسامية عبد الحميد عضو مجلس الأمناء التقينا أيضا بماري أنطونيت مديرة المكتبة التى أكدت أن المكتبة من عمر المدرسة مئة عام وتحوى موسوعات كثيرة من أهمها موسوعة من 1889 وعلي الرغم من احتفال المدرسة بالعيد المئوي ولكن يوجد أجزاء بالمدرسة أقدم من هذا التاريخ. وأشارت إلى أن المكتبة بها صور قديمة للمدرسة وكتب ومخطوطات تعتبر من الأثريات نفضل الاحتفاظ بها لأنها جزء من قيمتها وتعتبر نادرة جدا و حتى الأثاث بالمكتبة قديم ومحتفظ برونقه وطابع المكتبة الإنجليزى حتى الآن. وأضافت علي الرغم من رغبة المدرسة بالاحتفاظ بعراقة الأشياء القديمة للمكتبة إلا أنها تضيف كتب حديثة تخص المناهج وطرق التدريس. و أكدت "ماري" أن سيدة إنجليزية زارت المدرسة مؤخرا وشاهدت المكتبة والكتب الموجودة بها وركزت علي الكتب القديمة وأشادت بها. وتابعت حديثها: المكتبة تحوي ساعة قديمة ومدفأة ترجعان إلى وقت افتتاح المدرسة , لافتة إلى أنه منذ بداية عملها كمدير للمكتبة وكان لها بعض الملاحظات علي المكتبة أخبرت بها المدير العام للمدارس جميلة أبو الفتوح وتم معالجتها. وأكد محمد حسن أستاذ التربية الفنية بالمدرسة أنه تم وضع حجر أساس بناء المدرسة عام 1913 وتم الافتتاح عام 1916 ومن ضمن الافتتاح كان افتتاح المكتبة وبها مجموعة من الكتب الموجودة حتى الآن التى تخص بعض المستشرقين ويوجد كتب باللغة الإنجليزية ولكنها مهتمة بالشرق ومجموعة كتب عن العمارة الإسلامية والمساجد المصرية وكتاب وصف مصر بالصور ,ويوجد بالمدرسة مخازن مكتظة بالكتب الأثرية أيضا مشيرا إلى أن 95 % من كتب المكتبة لفنانين ومفكري الحملة الفرنسية. وأكد أن جميلة أبو الفتوح مدير عام المدارس تهتم جدا بالمكتبة التى تعتبر عشقها لأن بها عبق تاريخى وبها كتب تعتبر تراث لا أحد يعرف قيمتها إلا أشخاص بعينهم. وأضاف أنه يوجد شخصيات مشهورة درس أبنائهم بمدارس النصر مثل أبناء محمد صبحى و صبري عبد المنعم إلي جانب بعض الإنجليز الذين درسوا بالمدرسة ولذلك يحرص أحفادهم بين الحين والآخر للتعرف على المدرسة التى درس بها أجدادهم, لافتا إلى أن الفضل في الحفاظ علي المكتبة برونقها وجمالها يرجع إلي إدارة المدرسة التى تولي اهتمام دائم بها . وبعد الانتهاء من جولتنا بالمكتبة توجهنا إلي المتحف الملحق بالمكتبة, وهناك شاهدنا لوحات فنية لطلاب المدرسة موضوع عليها أسماء الطلاب تعكس وجود موهبة حقيقية داخل راسمى اللوحات. وأوضح , محمد حسن أستاذ التربية الفنية أن فكرة عمل متحف بالمدرسة تم تنفيذها سنة 2007 ولكنه لم يكن تم التجهيز الحديث الذى عليه الآن, وأضاف أن المتحف يحوي الأدوات التى كان يستخدمها أعضاء هيئة التدريس الإنجليز ويوجد أعمال خزفية للطلاب الإنجليز ,ولوحة فنية بالزيت لأول مدرس تربية فنية بالمدرسة ,والطبق الخاص بأول مدير عام بالمدرسة بالإضافة إلي تمثال فرعونى للملك خفرع يبلغ ارتفاعه 60 سم من مقتنيات المدرسة, وبعض أدوات النجارة التى كان يستخدمها الأساتذة الأوائل المختصين بهذا المجال إلي جانب بعض الأعمال التى تستخدم فى الحفر علي الخشب ترجع لعام 1917 كما يضم صورة مكتوب عليها بخط اليد لمعلمة إنجليزية من أعضاء هيئة التدريس يرجع تاريخها لعام 1921. و أشار إلى أنه يوجد صور للمدرسة من الداخل والخارج بالإضافة لصور حيه لأعضاء هيئة التدريس والطلاب ترجع لعام 1916 وبعض الكؤوس التى حصلت عليها المدرسة بجانب بعض الخرائط التاريخية, كما يوجد خرائط مدون عليها خط سير الطيران الحربي الإنجليزى أثناء الحرب العالمية الثانية, ويحوي المتحف صندوق مقتنيات مكسو بجلد الثعبان, مؤكدا أن مقتنيات المتحف قد تم تأميمها ويتضح ذلك من آثار الشمع الأحمر علي الصندوق إلي جانب أول جرس للمدرسة وأول بروجيكتور "شاشة عرض"للمدرسة وساعة أثرية والجريدة الرسمية للجمهورية العربية المتحدة"مصر وسوريا "بجميع أعدادها وأول رسم كروكى للمدرسة ومجموعة من بنادق النشان وتمثال لأول مدير عام للمدرسة ,وجهاز ارسال واستقبال ترك من الجيش الانجليزى الذي كان يوجد له معسكر داخل المدرسة لأن المدرسة أغلقت فترة وتم عملها كمستشفي ميدانى للجيش الانجليزى وآلة كاتبة إنجليزية الصنع . كما شاهدنا أيضا صور تاريخية لطلاب المدرسة الإنجليز أثناء قيامهم بأعمال الزراعة والبناء إلي جانب صور لهم في سباق "درجات وجري" مما يعكس أن المدرسة كانت مهتمة بكافة الأنشطة وممارسة الرياضة.. جدير بالذكر أن مدارس النصر تتبع المعاهد القومية التي يرجع تاريخها إلي تفكير الحكومات الأجنبية "الإنجليزية – الفرنسية "في إنشاء عدة مدارس للجاليات الأجنبية بمصر خاصة في مدينتى القاهرة والإسكندرية, فتم انشاء مدارس عديدة ومنها النصر وليسه الحرية وفي أعقاب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 تم وضع المدارس التى يمتلكها أفراد وجاليات انجليزية وفرنسية تحت الحراسة المصرية ثم تم ضمها تحت لواء هيئة المعاهد القومية التى تحولت إلي جمعية تعاونية تعليمية تضم 39 مؤسسة تعليمية في القاهرة والجيزة والإسكندرية وبور سعيد والمنيا, أما مدارس النصر فكانت تسمي بالمدرسة القومية التى تم افتتاحها عام 1916 بعد ثلاث سنوات من وضع حجر أساس بنائها الذى تم إحضاره من كاتدرائية بلندن.. وتقدر مساحتها بحوالي 22 فدان.. بدأت المدرسة منذ افتتاحها بتعليم الطلاب الإنجليز في عام 1922 ثم تم السماح لطلاب الجنسيات الأخرى الالتحاق بها من قبرص وفلسطين ومصر, أغلقت المدرسة أثناء الحرب العالمية الثانية وتم عملها معسكر للضباط والجنود الإنجليز وتتابعت الأحداث حتى تم افتتاحها مرة أخري.