نشرت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر ما طالب به الدكتور محمد ملكي الرئيس السابق لجامعة طهران في رسالة مفتوحة الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي بالتنحي عن منصبه للحيلولة دون انهيار الدولة الايرانية، قائلاً ان عليه ان يقبل بان نظام ولاية الفقية لا يتجاوب وحاجات الشعب. واشار محمد ملكي الناشط السياسي واول رئيس لجامعة طهران بعد قيام الثورة عام 79 الى رسالته الاولى التي بعث بها الى خامنئي في ايار (مايو) الماضي والتي قال فيها ان تحمل الناس كاد ان ينفد. وبعد مرور 6 اشهر على تلك الرسالة والتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة يعتبر محمد ملكي في رسالته الثانية، "نهاية عمر الحكام" في ايران قريب جدا ويقول: "المستبدون غارقون في اوهامهم الواهنة والمتفسخة الخاصة بعبادة الشخص وعندما يشعرون بالصدمة والضربة النهائية على رؤوسهم، يكون الامر متأخر جدا والضربة قوية ومدمرة جدا، الى حد انهم يضيعون حتى فرصة التفوه بكلمة " آخ"". وطالب الدكتور ملكي الذي يقيم في طهران والمعروف برسائله المفتوحة الجسورة، المرشد الاعلى بان يسمح باجراء استفتاء حول ادارة ايران على طريقة ولاية الفقيه. وحمل ملكي في رسالته التي نشرها على مواقع الانترنت، اية الله علي خامنئي مسؤولية الاوضاع المتردية في ايران مؤكدا: "عليك ان تقبل بان ايران على وشك الانهيار، ولا تصغ لحاشيتك، لانهم لا يفكرون الا بمصالحهم وسيتخلون عنك في نهاية المطاف". واضاف في الرسالة: "يرى الناس حاليا في اعمالك واحاديثك سبباً لكل المشاكل. انت الذي كنت تنكر المشاكل العديدة للناس، بدل ان تقوم بحلها. وانت الذي وصفت ايران بانها اكثر البلدان حرية في العالم. انت الذي مكنت الاجانب ان يفرضوا العقوبات لتتفاقم حياة معظم الناس الى اسوأ الحالات وذلك بسبب قراراتك الخاطئة والبعيدة عن التدبير؛ وانت الذي وضعت العالم امام ايران، اثر سياساتك الخاوية؛ وانت الذي منحت الاشارة الخضراء لإزلامك كي يقوموا باعمال ارهابية في ايران وخارج ايران ليسكب الدم الايراني – صاحب الرأي الاخر – على الارض، في المدن وخارج المدن. ويجب ان تُحاسب كرئيس للجمهورية (عندما كنت رئيسا) وكمرشد اعلى، على اغتيال عشرات الالآف من الناس في الثمانينات من القرن الماضي وكذلك على استشهاد امثال هدى وهالة وندا وصبا وستار". يُذكر ان هؤلاء النساء والرجال والعشرات الاخرين قُتلوا في الاعوام الاربعة الماضية التي تلت الانتخابات الرئاسية. ويذكّر محمد ملكي في رسالته علي خامنئي بان الحشود التي تخرج لإستقباله في زياراته للمدن يأتون الى الشوارع بالمال والقوة ولا يجب ان يعتقد بان لديه مؤيدين بين الناس. واقترح ملكي على خامنئي ان يأمر مرة واحدة عندما يسافر الى المدن والمحافظات بعدم تعطيل المدارس والدوائر الحكومية وان لا يؤتى بالقرويين عنوة لإستقباله كي يتضح مدى رغبة الناس في نظام ولاية الفقيه. وتطرق المعارض الايراني في رسالته الى الخلافات الاخيرة بين رئيس الجمهورية ورئيس السلطة القضائية في ايران قائلا: "يبدو عندما يتعلق الامر بالاعتقالات والتعذيب والاعدامات، ان السلطتين القضائية والتنفيذية تعملان بعناية وبشكل متكامل، اذ تقوم وزارة الاستخبارات باعتقال المنتقدين وتحقق معهم وتصدر الاحكام، وفي النهاية ترسلهم الى القضاة في المحاكم لتنفيذ الاحكام، وهم – اي القضاة – ينفذون اوامر وزارة الاستخبارات، وتوجد صداقة وحميمية بين السلطتين؛ لكن عندما تُطرح الخلافات بينهم يتخاصمون ويفترسون بعضهم البعض". واستند الرئيس السابق لجامعة طهران محمد ملكي في نهاية رسالته الى المادة 111 من الدستور الايراني والتي تقول "تتم تنحية القائد (المرشد الاعلى) اذا وهن ولم يتمكن من القيام بمسؤولياته القانونية، او اذا فقد إحد الشروط المنصوص عليها في المادة 5 و109، او اذا ثبت بانه فاقد لبعض شروط القيادة"، مطالبا اية الله علي خامنئي بالتنحي عن منصبه. ويقول ملكي في رسالته: "لقد تأكد ان نظام ولاية الفقيه لم يتمكن من ادارة شؤون البلاد، والشعب الايراني الفهيم هو الذي يجب ان يحدد اسلوب ادارة شؤون البلاد من خلال استفتاء حر وعام تحت اشراف المؤسسات الدولية، كي يقرر مصيره بيده ويحول دون ما حدث من قتل الناس وتدمير المدن في ليبيا وسورية و.. سماحة السيد خامنئى لا تشك بان دورك سيأتي غدا وهذه الرسالة هي الرسالة الاخيرة التي اكتبها لكم". وقد اعتقل محمد ملكي المنتمي اساسا الى التيار المعروف بالقومي – الاسلامي في ايران عام 1981 بعد احتجاجه على اغلاق الجامعات الايرانية بحجة الثورة الثقافية، وقضى 5 سنوات في السجون انذاك. كما اُعتقل لمدة 6 اشهر في العام 2000 ضمن موجة الاعتقالات التي شملت مجموعة من القوى القومية – الاسلامية في ايران. ورزح في السجن عام 2009 لمدة 190 يوما. ويبلغ محمد ملكي 79 عاما ومصاب بامراض سرطان البروتستاتا والقلب وضغط الدم.