تتصاعد حدة التوتر فى مضيق هرمز الممر المائي الاستراتيجي على خلفية الأزمة بين طهران وواشنطن ودول أوروبية أخري فى ضوء انسحاب إيران من الاتفاق النووي وارتفاع لهجة التصعيد الإيرانية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم. دفعت هذه التوترات بمخاوف تحدق بأمن الممر المائى هرمز؛ ما دفع عدة دول أوروبية قواتها للخليج لتأمين الممر المائى بدأت بإرسال القوات الأمريكية حاملة الطائرات إبراهام لينكولن فى مايو الماضى. وتتكون لينكولن البحرية من حاملة طائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن"، وسفينة "يو أس أس ليتي غولف"، وسفينة "يو أس أس باينبريدج"، وسفينة "يو أس أس نيتز" ، وتبعتها القوات البريطانية قوات للخليج فى محاولة لردع أي هجوم إيراني محتمل بعد تأكيد الرئيس الإيراني روحاني أن بلاده ستواجه بكل قوة أي محاولة لانتهاك قوانين الملاحة وأمن المضيق هرمز. وتواصل الحشد العسكري فى مضيق هرمز حيث قررت لندن إرسال قوات إضافية إلى قاعدتها فى البحرين مع وصول المدمرة البحرية HMS DUNCANإلى مياة الخليج، وكوريا الجنوبية تؤكد بدورها عزمها المشاركة فى حماية المضيق. واحتجزت إيران السفينة، ستينا إمبيرو البريطانية بعد أسبوعين من مشاركة قوات بريطانية في احتجاز الناقلة الإيرانية، غريس 1، قبالة أراضيها في منطقة جبل طارق بسبب مزاعم بأنها تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا. وكانت طهران أعلنت قبل أيام أن الحرس الثوري احتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، واقتادها إلى ميناء بندر عباس، بذريعة أنها ارتبكت حادثا مع زروق صيد إيراني. وفى ظل تهافت قوات فى منطقة الخليج، قالت فرنسا إنها غير مستعدة لإرسال قوات عسكرية إضافية إلى منطقة الخليج، لكنها ستشارك المعلومات وتنسق تعاون سفنها المنتشرة حاليًا وقال الجيش الأمريكي إنه يراقب حاليا منطقة المضيق، ويعمل على فكرة إرسال "قوات بحريًة متعددة الجنسيات" لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط. وقررت الهند نشر سفينيتن حربيتين في منطقة الخليج إلى جانب زيادة الرقابة الجوية وذلك لطمأنة السفن التي ترفع علم الهند وتعمل في الخليج". واشتدت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي الذي وقع عام 2015. كل هذه التحركات إلى الخليج تثير التساؤلات حول ماهية الهدف من وراء الحشود العسكرية فى منطقة الخليج ومتى تنتهى أزمة الناقلات، إزاء ذلك، قال خبير التقديرات الجيوسياسية الدكتور جهاد عودة المحلل الإستراتيجى، إن أزمة النلاقات فى منطقة الخليج بدأت ولم تنتهى ، لافتاً إلى أنها استراتيجية تم التوافق عليها وليس كأزمة عابرة تنتهى فى أيام .