علمت "الموجز" أن الأجواء داخل أروقة وزارة الخارجية قد اشتعلت منذ أن تسربت أخبار تؤكد أن الرئيس محمد مرسي يستعد لإصدار قرارات بتعيين عددا من قيادات جماعة الإخوان في مناصب دبلوماسية وفي مقدمتهم الدكتور عصام العريان الذي رشحته دوائر الاخوان لتولي منصب سفير مصر في تركيا.. وأكدت مصادر مطلعة بالوزارة للموجز أنه في حالة تنفيذ هذا فسوف تثبت الأيام أن هناك خطة إخوانية محكمة تستهدف إقصاء بعض القيادات من الوزارة واستبدالهم بالإخوانيين للسيطرة علي الملف الخارجي ضمانا للترويج الأمثل للجماعة الإخوانية.. "الموجز" رصدت آراء الدبلوماسيين حول شرعية هذه التعيينات أم أنها تخالف نصوص القانون. فمن جانبهم أكد الدبلوماسيون أنه يجوز لرئيس الجمهورية وفقاً لقانون السلك الدبلوماسي والقنصلي لعام 1982 أن يقوم بتعيين من يراه مناسباً في السلك الدبلوماسي حتي ولو كان سياسيا خارج نطاق السلك الدبلوماسي وذلك بما لا يتجاوز نسبة 10% من الحركة الدبلوماسية. إلا أن الدبلوماسيين اعترضوا علي الأشخاص الذين سيتم تعيينهم وخاصة بعدما أدركوا أن بعضهم من التيار الإسلامي كالدكتور عصام العريان. ومن جانبه أشار السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أنه من حق أي رئيس دولة أن يعين سفيرا في الحركة الدبلوماسية وليس من الضرورة أن يكون من أبناء السلك الدبلوماسي سواء كان سياسيا أو لا ينتمي إلي العمل السياسي ولكن يجب أن يكون شخصية بارزة في المجتمع، ومن الطبيعي تعيين سفراء من خارج الكادر الدبلوماسي ولكن ليس علي حساب السفراء الجيدين الموجودين بالوزارة، ولكن كقاعدة عامة في أي سلك دبلوماسي ولأسباب منصوصة في كل دول العالم وهي إمكانية تعيين سفراء من خارج الكادر الدبلوماسي الخاص بوزارة الخارجية حتي ولو كان سياسيا وذلك لمدة معينة في منصب مهم بالخارج يتولي فيها تمثيل مصر. أما بالنسبة لترشيح شخص معين فأجاب بأنه لا يستطيع أن يتكلم عن أحد إلا إذا كان بشكل رسمي ليكون علي دراية بشخصيته ومناصبه العلمية وهل هو مؤهل للمنصب أم لا. وأما السفير سيد قاسم سفير مصر الأسبق في الرياض، ومستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي فقال إنه يؤيد قرار الرئيس بتعيين سياسي في السلك الدبلوماسي ومن حقه ذلك ما دام لا يتعارض مع باقي الدبلوماسيين، ففي الولاياتالمتحدة يتم تغيير السفراء بسياسيين جدد لا يشترط أن يكونوا أعضاء في السلك الدبلوماسي بأي إدارة أمريكية جديدة، وأشار إلي أن هذا القرار قد يعوق عدداً من الدبلوماسيين المؤهلين لهذه المناصب مما سيدخلهم في منافسات شرسة. وأضاف قائلا: "بالرغم من أن الرئيس من حقه اختيار من يشاء في السلك الدبلوماسي فإنه يجب مراعاة العديد من الدبلوماسيين المؤهلين لهذه المناصب ووضعهم في الاعتبار فإذا لم يجد الشخص المناسب بينهم فمن حقه اللجوء للخارج حتي لا تحدث بلبلة داخل الوسط الدبلوماسي". وأوضح أنه من الضروري إمداد السلك الدبلوماسي برجل يتمتع بالموهبة الدبلوماسية وهذه الموهبة لا تكتسب بل تولد مع الإنسان وتصقل بالعلم والاطلاع والممارسة، وكذلك تعتمد علي مبدأ الكفاءة والإعداد لاختيار رجال السلك الدبلوماسي فهذا أمر مهم إلي جانب الاهتمام بالمستوي اللغوي والثقافي للدبلوماسيين وكذلك تحسين مستواهم الاجتماعي ليستطيعوا الاندماج في مجتمع الدولة التي سيوفدون إليها، وهذا لا ينطبق علي الدبلوماسيين فقط بل يمكن أن يتم إيجاده لدي أي شخصية عامة بارزة تكون مؤهلة لمثل هذه المناصب. وفي نفس السياق أشارت السفيرة هاجر الاسلامبولي مدير العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية إلي أنه من حق الرئيس اختيار من يشاء في السلك الدبلوماسي ولكن عليه أن يكون في نطاقات معينة، ولكنها أعربت عن رفضها لترشيح الدكتور عصام العريان للمنصب الدبلوماسي، مبررة موقفها بأنه ليس عيبا في شخصه ولكن المنصب يأتي تحت معايير استراتيجية معينة يجب أن يتميز بها الشخص المقبل علي هذا المنصب.