شهد لقاء البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مع وفد الأكاديمية اللاهوتية الروسية يوم الجمعة الماضية، كثيراً من المفاجآت التي أصبحت حديث الساعة داخل الساحة القبطية ومن أبرزها الكشف عن امتلاك الكنيسة الأرثوذكسية لأكبر مستشفي لعلاج الإيدز في العالم وكذلك الكشف عن أعداد الأقباط المصريين في الداخل والخارج. وأكد البابا تواضروس الثاني، ، أن عدد الأقباط في مصر 15 مليوناً، يعيشون مع 85 مليون مصري مسلم في وحدة وطنية قوية، قائلاً: "السبب أننا كلنا نعيش حول نهر النيل أطول نهر في العالم الذي يمر في 9 دول ونحن الدولة العاشرة والأخيرة حيث يصب في البحر المتوسط".. وأضاف للوفد اللاهوتي الروسي أن مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة والكتاب المقدس، والمصريون يعيشون في وحدة وطنية قوية. وأشار البابا إلى أنه يوجد 2 مليون قبطي خارج مصر يعيشون في أماكن كثيرة، لافتاً إلى أن الكنيسة لديها 3 كنائس قبطية في أبعد نقطة في جزيرة فيجي والتي تقع بعد أستراليا ببنحو 4 ساعات بالطائرة ولها كنائس قبطية في أماكن أخرى كالبرازيل وبيرو، موضحاً "نحن نؤمن أن أهم شيء هو رعاية الإنسان في كل مكان، وبعض الدول يوجد بها 2 أو 3 أفراد أقباط مثل ليتونيا واستونيا ونحن نرسل لهم على فترات متباعدة بعض الكهنة لرعايتهم، فللكنيسة ثلاثة أدور هي روحي، واجتماعي، وكرازي، ولذلك نحن نخدم في دول كثيرة في أفريقيا ولنا كنائس وأديرة ومستشفيات فعلى سبيل مثال لنا أكبر مستشفى في العالم لعلاج الإيدز في كينيا ودير القديس مرقس". واختتم البابا كلمته، بالتأكيد على أن مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة وأيضاً الكتاب المقدس، قائلاً: "في الكتاب المقدس ذكر اسم مصر والمصريين نحو 700 مرة وهذا يدعو للفخر ونفتخر أن بلادنا زارتها العائلة المقدسة وتحركت في مصر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وظلت في مصر 3 سنوات و6 أشهر و10 أيام، وهذه الزيارة كان نصفها على الأرض والآخر في نهر النيل، وسارت العائلة المقدسة في نحو 25 محطة وصار في هذه المواضع أديرة وكنائس ومزارات". وأضاف البابا: "التاريخ المسيحي القبطي يوجد به 3 أهرامات (التعليم اللاهوتي، الاستشهاد، والرهبنة) وهو ما يميز الكنيسة القبطية". يُشار إلى أن الوفد الروسي تكون من رئيس الأساقفة امفروس و7 من الرهبان و11 من الأساتذة والطلاب، وقام الوفد بجولة في الأديرة القبطية للرهبان والراهبات، وأيضا الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، ومعهد الدراسات القبطية، فضلا عن زيارة كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة. ومن جانبه ألقى رئيس الأساقفة أمفروس، كلمة خلال اللقاء، مشيراً إلى أنه لأول مرة في التاريخ الكلية الروسية الأكليريكية تزور مصر، لافتاً إلى أنه رأى في الكنيسة القبطية نظرة مختلفة للموت وان دماء الشهداء يمكن أن تكون قوة للكنيسة. وأكد وفد الأكاديمية اللاهوتية الروسية، أثناء لقاءه مع قداسة البابا تواضروس الثاني، أنه سينقل للعالم كله ما رآه في مصر. وأضاف أمفروس رئيس الأساقفة في كلمته لقداسة البابا "نحن نشكر قداستك جداً لأنك أعطيتنا الفرصة أن نزور الكنيسة القبطية وعلى الاستقبال الحافل والكرم الكبير. هذه الزيارة أعطتنا بركة كبيرة وكما قلت قداستك أنها متعة كبيرة جدا ولأول مرة في التاريخ الكلية الروسية الأكليريكية تزور مصر". وتابع رئيس الأساقفة: "وفي الأيام القليلة التي زرنا فيها مصر نحن رأينا مدى أهمية الزيارات المتبادلة وان نتقابل سويا. نحن نشكر قداستك على التعزية الرقيقة بخصوص حادث الطائرة ونحن كنا شهود على هذا الحادث وموجودين في المطار ونحن رأينا في الكنيسة القبطية نظرة مختلفة للموت وإن دماء الشهداء يمكن أن تكون قوة للكنيسة". وأضاف "اكتشاف لنا أن نرى الرهبنة في الكنيسة القبطية وكيف يعيش الرهبان والراهبات في سعادة وحب وما حركهم لهذه الزيارة من زاروا مصر قبلهم من رؤساء الأديرة والأساقفة فطلبوا من قداسة البابا كيريل أن يسمح لهم بالزيارة".