للمرة الثانية خلال بضعة أشهر يقوم الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة بزيارة إلى ملبورن بأستراليا بتكليف من البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعد استقالة الأنبا سوريال في نوفمبر 2018. وتأتي هذه الزيارة وسط تكهنات حول متابعة الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة لشعب الكنيسة وبحث مشكلات وشكاوى الإيبارشية هناك والتي شهدت أحداثاً ساخنة خلال الفترة الماضية. كانت إيبارشية ملبورن وتوابعها، قد كشفت عن برنامج حافل لزيارة الأنبا رافائيل، إلى الولايات الأسترالية التابعة لإيبارشية ملبورن، إضافة إلى العاصمة الفيدرالية كانبرا والتى ستستمر لمدة أسبوعين فى الفترة من الخميس 9 مايو وحتى الخميس 23 مايو الجارى، حيث يشمل برنامج الزيارة إقامة قداسات في كنائس الإيبارشية ورئاسة المؤتمر الروحى للعائلات لمدة ثلاثة أيام. كما يشهد الأنبا رافائيل الاحتفال بمرور 50 عامًا على بدء اجتماع الشباب ببرج إبوؤرو ضمن احتفالات الكنيسة القبطية بيوبيلها الذهبي بأستراليا، وعقد اجتماع مع كهنة إيبارشية ملبورن. وتكتسب زيارة أسقف كنائس القاهرة هذه المرة أهمية خاصة وهي زيارة كنائس جديدة لم تشملها الزيارة الأولي والتي تحددت وقتها في 3 مهمات تشمل "دراسة أوضاع الايبارشية، ودراسة ما وراء استقالة الأنبا سوريال بشكل واقعى، وعمل توصيات من واقع فعلى". أزمة ملبورن وتعود أحداث أزمة ايبارشية ملبورن إلي الخامس من شهر نوفمبر الماضي عندما أعلن الأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا استقالته وفوّض المجمع المقدس في اختيار بديل له، بعد 19 عامًا من توليه مهام إيبارشية ملبورن. وكشف موقع "أقباط أمريكا" في تقرير له عن الأسباب الخفية لاستقالة الأنبا سوريال وهي تهديد أحد الأشخاص له بالقتل، وذكر الموقع أن المجتمع القبطى باستراليا فوجئ بأن هذا الشخص الذي كان مؤتمناً على كل شيء في الكنيسة بملبورن تحول إلى عدو شرس للأنبا سوريال واستباح كل شيء, على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك", وطوال شهور طويلة, نشر أسراراً ما كان يعرفها أحد بعضها يتعلق بالضرائب والبيزنس, واصطاد بمنشورات متلاحقة وكثيرة أعمال خاصة بالأنبا سوريال , وضخ قدراً كبيراً من المعلومات التي لا يعرفها أحد فى ملفات الضرائب والتعاملات المالية, وكذلك الشخصيات التى تعمل مع "سوريال", وأشياء كثيرة أعتبرها الأنبا بمثابة إساءات كبيرة له, بحسب وصفه فى خطاب الاستقالة. وقد أصاب ما نشره هذا الرجل الأقباط فى ملبورون بل فى استراليا بالذهول بعد تحوله من شخص مقرب جداً من الأنبا سوريال, إلى عدو شرس يفضح كل شيء على صفحته الخاصة. وأشار "أقباط أمريكا" إلي أن الأحداث بلغت ذروتها فى "بوست" وضعه هذا الرجل على صفحته , موجهاً كلامه للأنبا سوريال، إذ قال "مصيرك زى مصير الأنبا ابيفانيوس" وهو ما يعد تهديداً صريحاً له بالقتل وبعدها قرر الأنبا سوريال الاستقالة. تشكيل لجنة من جانبه قرر البابا تواضروس الثاني تشكيل لجنة من كهنة ملبورن لإدارة الإيبارشية عقب إعلان الأنبا سوريال عن استقالته المفاجئة، وعقب ذلك أصدر مجمع كهنة ملبورن بياناً في 13 نوفمبر الماضي، عبروا فيه عن شكرهم لشعب الإيبارشية ودعمهم لهم بالصلاة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها الإيبارشية عقب الاستقالة المفاجئة للأنبا سوريال, وأكدوا للشعب أنهم على اتصال مباشر بقداسة البابا تواضروس الثانى من خلال لجنة تم تشكيلها من كهنة الإيبارشية القمامصة مينا ميخائيل, وسوريال يوسف, وتادرس شاروبيم, وتوماس عبد الملك, وأبانوب عطالله, ودانيال جبرائيل, ومارك عطالله والقمص جرجس الانطونى وكيل الإيبارشية. وقد أعلن الكهنة فى بيانهم أن التركيز فى هذه المرحلة سيكون على الخدمات الكنسية لحفظ السلام الروحي للشعب خاصة الشباب والأطفال, وأن الإدارة كما هي دون تغيير وستكون فى العلن بكل أمانه ووضوح بعيداً عن الشائعات وسوف تصدر اللجنة تقارير أسبوعية لإطلاع الشعب على آخر المستجدات فى القداسات الإلهية. اختيار البابا ويأتي اختيار البابا تواضروس الثاني للأنبا رافائيل لمتابعة ايبارشية ملبورن في واحدة من المهمات الصعبة التي اعتاد أن يسندها البابا لأسقف وسط القاهرة باعتباره الأكثر ظهورًا علي الساحة القبطية نظرًا للباقته العالية وقدرته على التحاور. كما سبق وأُسند إليه مهمة أول سكرتير للمجمع في عهد البابا تواضروس ، وذلك قبل انتهاء مدته في مايو الماضي ليخلفه على كرسي السكرتارية الأنبا دانيال أسقف المعادي والنائب الباباوي. واجه الأنبا رافائيل خلال فترة انتهاء ولايته لسكرتيرية المجمع المقدس كثيراً من الشائعات مثل تقدمه بالاستقالة وخلافه مع البابا تواضروس والإطاحة به منصبه والتي قام رافائيل بنفيها بدبلوماسية متقنة وتصريحات نارية. فقال أسقف كنائس القاهرة إنه لم يستقيل من منصب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة، لأنه لا يوجد في الكهنوت المسيحي مصطلحات الاستقالة والمعاش والإجازة، لافتاً إلى انتهاء فترة ولايته الثانية في رئاسة المجمع خلال مايو الماضي. وأضاف رافائيل، في بيان له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه يخدم المسيح وكنيسته وأولاده كضرورة موضوعة عليه ولا يملك أن يستقيل من خدمته. وأضاف أنه بحسب لائحة المجمع تبلغ مدة خدمة لجنة السكرتارية; 3 سنوات قابلة للتجديد ويتم الانتخاب بالاقتراع السري فى جلسة رسمية للمجمع المقدس، مشيراً إلى أنه من المفيد كنسيًا وخدميًا أن يتم تداول مواقع العمل الإداري بالكنيسة بين الآباء من أجل تجديد حيوية الخدمة، وإعطاء فرصة للمشاركة وبث الخبرات المتعددة. وتابع رافائيل: "فى كل الأحوال أنا فى خدمة الكنيسة وبقيادة البابا تواضروس الثانى فى أى موقع أُكلف به، وأنه من أهم سمات نجاح الخدمة العمل بروح الفريق وبروح الطاعة والحب والتفاهم، وأن يعطى كل مسئول الفرصة للآخرين أن يتولوا المسئولية ولا تكون الوظائف الإدارية بالكنيسة حكرًا على شخص دون الآخرين" الثورة ضد الكهنة لا تعد هذه المرة الأولي التي يوجه خلالها أسقف كنائس القاهرة رسائل قوية إلي شعب الكنيسة، ففي مايو 2017 وجه الأنبا رافائيل رسالة قوية إلي شباب الكنيسة لمحاربة الهرطقة والانحرافات الكنسية قائلاً "اصنعوا ثورة في حال قام أي أحد من الإكليروس أو الأساقفة أو آباء الكنيسة بالتغيير في ثوابت العقيدة".. ووجه رسالة لشباب الكنيسة "يا شباب إلى من يحب الترانيم الغربية افهموا مايحفظ الكنيسة لانها مصرية حتي النخاع". وختم الأنبا رافائيل موجهاً رسالته للأقباط "إنتبهوا هناك خدعة من الشيطان حتي لا يكون للكنيسة جذر والإنسان العاقل يبني بيته على الصخر والإنسان الجاهل يبني بيته على الرمل".. وبناء على هذه المواقف وغيرها نال الأنبا رافائيل لقب "الأسقف الزاهد" عن جدارة. يذكر أن الأنباء رافائيل هو تلميذ للأنبا موسى أسقف الشباب حيث كان معاوناً له، والذي يتمتع بشعبية واسعة لدى الأقباط، ويحظى بدعم أساقفة القاهرة والوجه البحري، ويتمتع بحُب الشعب المسيحي .