تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل عبد الفتاح القصري، حيث يعد واحدًا من أهم الفنانين الذين قدموا الأدوار الكوميدية فى السينما المصرية. وعلى الرغم من أن الفنان عبد الفتاح القصري كان من عائلة ميسورة الحال، حيث كان والده يعمل فى مجال بيع الذهب، وأصر على أن يدرس " القصرى " الفرنسية فى إحدى المدارس ، وليس كما اشيع من انه أُمي وليس متعلم، ومن فرط حبه بالتمثيل التحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني ثم بفرقة إسماعيل ياسين، مما جعل والده يحرمه من الميراث بعد دخول مجال الفن. وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه. وبعد رحيل والده، سارع القصري وأغلق المحل، وتفرع للتمثيل وبدأ يلتحق بعدد من فرق الهواة، ثم فرقة عبدالرحمن رشدي وبعدها فرقة جورج أبيض أحب "القصري" وتزوج ثلاث مرات، وكانت زوجته الأخيرة تصغره بعشرين عام تقريبا، وتعرض لصدمتين مدويتن في حياته، الأولى كانت في صيف 1962 حينما وقف القصري على خشبة المسرح، يؤدي مشهداً أمام إسماعيل يس، وعندما هم بالخروج أظلمت الدنيا أمامه واكتشف الفنان الراحل أنه فقد بصره، وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية فزاد ضحكهم وتصفيقهم، لكن الفنان الراحل إسماعيل يس أدرك المأساة التي حلت بصاحبه وأوقف المسرحية، وقام بنقل القصري للمستشفى، حيث تبين أن ارتفاع نسبة السكر وراء فقدانه البصر. عقب إصابته بالعمى، تعرض الفنان الراحل لصدمة أخرى فقد أجبرته زوجته الشابة على تطليقها بل أجبرته على أن يكون شاهداً على زواجها من شاب يعمل صبي بقال ظل القصري يرعاه لمده 15 عاماً، ويعتبره بمثابة ابنه، وأقامت مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل وتركته حبيساً في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصيب بتصلب في الشرايين وفقدان للذاكرة، مما اضطر شقيقته إلى أن تأخذه بشقتها في حي الشرابية شمال القاهرة وتقوم برعايته. وفي 8 مارس من العام 1964 اشتدت نوبة السكر على الفنان الراحل وأصيب بغيبوبة وتم نقله إلى مستشفى المبرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد، هم "شقيقته بهية والفنانة نجوى سالم وجيرانه قدري المنجد وسعيد عسكري الشرطة وآخر حلاق وصديقة الترزي".