تستعد رئيسة الوزراء البريطانية لعقد لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وآخر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال هذا الأسبوع الذي يرجّح أن يكون حاسماً بالنسبة لملف مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي. واستبقت ماي زيارتها للبلدين بتصريح أدلى به المتحدث باسمها اليوم الاثنين، حين قال إن على الحكومة اتخاذ جميع الاستعدادات اللازمة لخيار مغادرة التكتّل من دون صفقة. أربعة أيام، تفصل عن الموعد المقرر لمغادرة بريطانيا التكتّل الأوروبي (12 أبريل)، وخلال هذه المدّة، ستواصل ماي جهودها الحثيثة من أجل الحصول على اتفاق يحمّلُ مقومات تمكّنه من نيلِ مصادقة مجلس العموم البريطاني. وكان مجلس العموم رفض ثلاث مرات حتى الآن الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه بين لندن وبروكسل. وقالت ماي في هذا الصدد: "لا أعتقد أنهم (النوّاب) سيوافقون استناداً إلى ما هو عليه الوضع اليوم". لكنّ مساحة التحرك أمام ماي ستنتهي على الأغلب يوم الأربعاء القادم، حين يجتمع المجلس الأوروبي بشكل طارئ لمناقشة تطورات أزمة بريكست، لذا تسعى ماي إلى طرق البوابتين الأهم للتكتّل؛ الألمانية والفرنسية لعلّها تعود من هناك بما يدِّعم اتفاقها على نحو يصار إلى تمريره في البرلمان، وفي حال لم تحصل على مرادها، فحسب المراقبون، فستحاول ماي إقناع الألمان والفرنسيين بقبول طلبها تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى أواخر شهر حزيران/يونيو القادم. وكانت ماي طالبت تأجيل خروج بريطانيا من التكتل إلى 30 يونيو إلا أن الاتحاد الأوروبي يصر على ضرورة أن تقدم ماي أولا خطة قابلة للتنفيذ لتأمين الاتفاق على خطتها للخروج من التكتل والتي رفضها البرلمان البريطاني . متحدث باسم الحكومة الألمانية أعلن اليوم الاثنين إن تيريزا ماي ستجتمع مع المستشارة ميركل في برلين غدا الثلاثاء لبحث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال المتحدث شتيفن زايبرت إن ترابط باقي دول الاتحاد وعددها 27 كان دائما أمرا مهما لألمانيا وإن المحادثات ستعقد من هذا المنطلق، مضيفاً أن بلاده تريد أن تظل العلاقات مع بريطانيا وثيقة وودية قدر الإمكان بعد الخروج. ومن ناحيته، قال مسئول رئاسي اليوم إن الرئيس ماكرون سيستضيف تيريزا ماي لبحث محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قصر الإليزيه غدا. ويوضح المحلل السياسي أندريه بيكتوف أن ماي ستحاول إقناع برلين وباريس من أجل دعم التمديد لبريكست حتى أواخر شهر يونيو القادم، لافتاً في هذا السياق إلى أن المستشارة ميركل تبدي مرونة بعض الشيء تجاه ملف بريكست، بيما فيه مسألة التمديد، بينما الرئيس الفرنسي، هو أكثر تطلباً، وهو أي ماكرون يرى أن هناك خيارين أمام ماي؛ إما الخروج دون اتفاق أو تمديد طويل للمادة 50 من معاهدة لشبونة. ويضيف بيكتوف أن ماكرون يجد أن الكرة الآن هي في الملعب البريطاني، وأن على لندن أن تقدم خطة بديلة تكون ذات مصداقية للخروج من الاتحاد الأوروبي قبل قمة المجلس الأوروبية المقررة الأربعاء القادم، مذكّراً بما قاله ماكرون الأسبوع الماضي بأن فرنسا منفتحة على تأجيل بريكست لفترة طويلة بناءً على شروط معينة لكن ذلك "ليس حتميا ولا تلقائيا.. أنا أكرر هذا هنا عن قناعة". ويشير بيكتوف إلى أن ميركل تؤكد على ضرورة أن يكون هناك اتفاق يضمن خروجاً منظماً لبريطانيا من التكتّل على اعتبار أن ذلك يعد من مصلحة الطرفين؛ لندن وبروكسل على حد سواء، حسب تعبيره. وعن توقعاته بما ستسفر عنه لقاءات ماي في برلين وباريس، قال بيكتوف الخبير في الشئون السياسية البريطانية والأوروبية: "لن تحدث هذه اللقاءات أي اختراق فيما يتعلق بملف بريسكت".