تزايدت، أمس، الدعوات إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة فى بريطانيا، غداة رفض البرلمان البريطانى لثالث مرة الاتفاق الذى توصلت إليه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى مع بروكسل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست». ولوحت ماى بقوة إلى أنها ستحشد البريطانيين أمام صناديق الاقتراع فى الأيام العشرة القادمة، فى حال لم يمرر البرلمان الاتفاق الذى يحترم الاستفتاء الشعبى الذى أجرى فى 2016 حول «بريكست»، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية. ونقلت الصحيفة عن وزراء (لم تسمهم) القول إن إجراء انتخابات جديدة أصبح احتمالية واضحة بالنسبة لماى، ولكنها ستحاول مرة أخرى خلال الأسبوع الحالى إقناع البرلمان بالتصديق على خطتها للخروج. وفى الوقت الذى هتف فيه الآلاف من المحتجين المؤيدين ل«بريكست» خارج البرلمان، دعا جيرمى كوربين، زعيم حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة، والقوميين الاسكتلنديين، الذين يشكلون ثالث أكبر مجموعة فى مجلس العموم البريطانى، إلى إجراء انتخابات. وكان النواب البريطانيون رفضوا للمرة الثالثة اتفاق بريكست الذى توصلت إليه ماى مع الاتحاد الأوروبى، ما يزيد من احتمالات خروج بريطانيا من التكتل «بدون اتفاق» أو تأجيل العملية برمتها لفترة طويلة. فى غضون ذلك، دعت افتتاحية صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، أمس، ماى للتنحى عن منصبها بعد التفاوض على تمديد مؤقت لعضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، مؤكدة أن «رحيلها بات ضروريا من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومن أجل حزبها ومن أجل الديمقراطية نفسها». إلى ذلك، أطلق عمدة لندن صادق خان حملة تهدف إلى دعم مواطنى الاتحاد الأوروبى ممن يرغبون فى البقاء فى العاصمة البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وكتب خان على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «نحن فى عطلة! أربعة أيام من الفاعليات فى جميع أنحاء لندن من أجل تقديم دعم هجرة مجانى بشأن إتمام تسوية إقامة سكان لندن الذين هم مواطنون من الاتحاد الأوروبى». وانطلقت حافلة حمراء اللون ذات الطابقين تجوب شوارع لندن فى حملة تحمل رسالة «نحن كلنا سكان لندن» بالعديد من اللغات الأوروبية. وفى بروكسل، دعا رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك إلى قمة أوروبية طارئة تعقد فى 10 إبريل لبحث ملف بريكست بعدما رفض البرلمان البريطانى لثالث مرة اتفاق ماى مع الاتحاد الأوروبى. ورأت المفوضية الأوروبية أن سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق فى 12 إبريل المقبل أصبح مرجحا بشدة، مؤكدة أنها مستعدة لهذا السيناريو بالكامل. وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أكد أن فرنسا هى «البلد الأكثر استعدادا» لإدارة تداعيات «بريكست» بدون اتفاق، حتى وإن توجب «تسريع الاستعدادات» والتفاوض مع لندن بشأن ملف الصيد البحرى.