نائب حاكم الشارقة ورئيس مجلس القضاء في زيارة رسمية إلى العاصمة الجديدة    محافظ الوادي الجديد يتفقد تقدم أعمال إنشاء مدرسة المتفوقين STEM    محافظ الوادي الجديد يعتمد النزول بسن القبول بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة الرسمية الدولية    أهم القرارات الحكومية اليوم في العدد 182 بجريدة الوقائع المصرية    أسعار سبائك الذهب اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025.. بكام سبيكة 2.5 جرام؟    نص القرار الجمهورى بالتجديد ل"حسن عبد الله" محافظًا للبنك المركزى    ملك الأردن يجدد رفض بلاده ل "رؤية إسرائيل الكبرى"    الخارجية الفلسطينية تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي التعسفي بحق الدبلوماسيين الأستراليين    موقف محمد هاني من مباراة بيراميدز بعد عقوبات رابطة الأندية    برشلونة يرفض ضم نجم إنتر ميلان    تعديل موعد انطلاق بطولة أفريقيا لأندية كرة اليد بالمغرب    حلم الطب.. دموع طالب متفوق    إحالة أوراق المتهم بقتل شقيقته فى سوهاج إلى المفتى    هاني أحمد زويل أول ضيوف "هذا الرجل أبي" على شاشة التليفزيون المصري    يتضمن 20 أغنية.. التفاصيل الكاملة لألبوم هيفاء وهبي الجديد    أسامة السعيد: الموقف المصرى تجاه القضة الفلسطينية راسخ ورفض للتهجير    «أحمديات»: غياب ضمير العشرة    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد دار إيواء المستقبل (صور)    كشف ملابسات قيام سائق "توك توك" بالسير عكس الإتجاه بالإسكندرية    إصلاحات شاملة لطريق مصر - أسوان الزراعي الشرقي في إسنا    تمكين الشباب.. رئيس جامعة بنها يشهد فعاليات المبادرة الرئاسية «كن مستعدا»    «بيطري قناة السويس» تُطلق برامج دراسات عليا جديدة وتفتح باب التسجيل    تووليت وكايروكي يحيون ختام مهرجان العلمين الجديدة (أسعار التذاكر والشروط)    تعرف على الفيلم الأضعف في شباك تذاكر السينما الأحد (تفاصيل)    الأعلى للإعلام: انطلاق الدورة التدريبية رقم 61 للصحفيين الأفارقة من 18 دولة    رئيس الوزراء يشارك في قمة «تيكاد 9» باليابان    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    الرقابة المالية: 3.5 مليون مستفيد من تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حتى يونيو 2025    هل يتم تعديل مواعيد العمل الرسمية من 5 فجرًا إلى 12 ظهرًا ؟.. اقتراح جديد في البرلمان    تحذير رسمي.. عبوات «مجهولة» من «Mounjaro 30» للتخسيس تهدد صحة المستهلكين (تفاصيل)    حبس المتهمين بالتخلص من جثة صديقهم أثناء التنقيب عن الآثار في الشرقية    هام وعاجل من التعليم قبل بدء الدراسة: توجيهات للمديريات    "العدل": على دول العالم دعم الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم    الليلة.. عروض فنية متنوعة ضمن ملتقى السمسمية بالإسماعيلية    نسف للمنازل وقصف إسرائيلي لا يتوقف لليوم الثامن على حي الزيتون    الصحة العالمية تقدم أهم النصائح لحمايتك والاحتفاظ ببرودة جسمك في الحر    "بعد أزمته الأخيرة مع الأهلي".. 10 معلومات عن الحكم محمد معروف (صور)    "كان واقف على الباب".. مصرع شاب سقط من قطار الصعيد بسوهاج    الشيخ خالد الجندي: مخالفة قواعد المرور معصية شرعًا و"العمامة" شرف الأمة    اليوم.. الأهلي يتسلم الدفعة الأولى من قيمة صفقة وسام أبو علي    الديهي يكشف تفاصيل اختراقه ل"جروب الإخوان السري" فيديو    موقع واللا الإسرائيلي: كاتس سينظر خطة لمشاركة 80 ألف جندي في احتلال غزة    الرئيس السيسي يوجه بتعزيز الموارد الدولارية وتمكين القطاع الخاص لجذب الاستثمارات ودعم النمو الاقتصادي    رضا عبدالعال: خوان ألفينا سيعوض زيزو في الزمالك.. وبنتايج مستواه ضعيف    أيمن الرمادي ينتقد دونجا ويطالب بإبعاده عن التشكيل الأساسي للزمالك    في يومها الثالث.. انتظام امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة بالغربية    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم الاثنين    أسعار البيض اليوم الإثنين 18 أغسطس في عدد من المزارع المحلية    «متحدث الصحة» ينفي سرقة الأعضاء: «مجرد أساطير بلا أساس علمي»    مدرب نانت: مصطفى محمد يستحق اللعب بجدارة    انطلاق امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء (صور)    قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا من محافظة بيت لحم    وزارة التعليم: قبول تحويل الطلاب من المعاهد الأزهرية بشرط مناظرة السن    إصابة 14 شخصا فى تصادم ميكروباص وربع نقل على طريق أسوان الصحراوى    الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار أستراليا منع عضو بالكنيست من دخول أراضيها 3 سنوات    استقرار أسعار النفط مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالأسماء .. مليارديرات صفقة القرن
نشر في الموجز يوم 24 - 12 - 2018

تحت شعار المقولة الإنجليزية الشهيرة " المال يتحدث" استغل عدد من رجال الأعمال اليهود الأمريكيين ثرواتهم الضخمة في الضغط على الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب، كما كان الحال مع الإدارات السابقة، لدفعها نحو إبرام صفقة سياسية تحت ما يسمى ب " صفقة القرن" شريطة أن تخدم المصالح الإسرائيلية، وبالفعل تؤكد كل المؤشرات استجابة الرئيس الأمريكي لهذه الضغوط ، حيث يسير وفق ما يخطط هؤلاء رجال الاعمال باعتبارهم أكبر الممولين لحملته الرئاسية والحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، وبين هؤلاء من أقحم نفسه ليكون وسيطا للصفقة السياسية المحتملة ، ومن بينهم من اكتفى بالضغط من وراء الستار.
رونالد لودر
يعد رونالد لودر من أهم رجال الأعمال اليهود الذين يقدمون الدعم لإسرائيل، الأمر الذي دعمه ليكون رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، ومن خلال هذا المنصب يمارس ضغطا كبيرا على الإدارة الأمريكية من أجل إبرام ما يسمى بصفقة القرن ، ولكن شريطة ان تخدم مصالح إسرائيل، كما يبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف.
ومؤخرا كشف التليفزيون الإسرائيلي عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوفد رجل الأعمال الأمريكي اليهودي المقرب منه ،إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ، بهدف اقناع الأخير بالعودة مجددا إلى مائدة المفاوضات ،من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين، بعد أن توقفت عملية السلام تماما في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس.
ووفقا للتليفزيون الاسرائيلي فإن لودر التقي كل من أبو مازن وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، واللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية ، حيث أبلغهم بوساطته لاعادة العلاقات مع الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ودراسة صفقة القرن من جديد ، زاعما بأن الرئيس الأمريكي يخبيء للفلسطينيين مفاجآت طيبة لا يتخيلونها وستعجبهم جدا.
لكن من جانبها زعمت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن هذا اللقاء تم بدون علم الحكومة الإسرائيلية أو حتى فريق المفاوضات الأمريكي ، وعلى رأسهم صهر ترامب جاريد كوشنر ، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات.
ويبدو أن خطوة لودر لم تأت بمبادرة من الرئيس الأمريكي ولكن بطلب من رجل الاعمال اليهودي ،الذي يرغب في التوصل لاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين ، لإنهاء الصراع، حيث ذكر موقع واللا الإخباري الإسرائيلي، منذ أسابيع، إن لودر بصفته رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، مارس ضغوطا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد صفقة تاريخية مع الفلسطينيين تخدم مصالح إسرائيل.
ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة جويش أنسايدر الأمريكية، تقريرا حول الدور الذي يقوم به رونالد لودر، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأشار التقرير إلى أن الرئيس الفلسطيني تعامل مع لودر في أكثر من مناسبة للتفاوض مع الإدارة الأمريكية، ما أثار غضب الجالية اليهودية في أمريكا.
وكان لودر، حسب الصحيفة، نقل إلى ترامب رسالة من عباس تؤكد استعداد الفلسطينيين لإبرام أي صفقة مع إسرائيل بموافقة ودعم ترامب مما شجع الرئيس الأمريكى للحديث مع أبو مازن.
وهذه ليست هذه المرة الألى التي يسعى فيها لودر ليكون وسيطا بين نتنياهو والدول العربية ، حرصا منه على مصلحة الكيان الصهيوني، ومصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي الذي يعد صديقه المقرب، حيث إن لودر قام بدور الوسيط والمبعوث السري في السنوات الأولى لعهد نتنياهو ،حيث ذهب برسالة إلى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد يطلعه خلالها على خطة إسرائيلية للسلام بين البلدين يتم بموجبها الاتفاق على وضع للجولان يرضي الطرفين.
ونظرا لقربه الشديد من بنيامين نتنياهو استدعت الشرطة الإسرائيلية لودر لأخذ إفادته في إطار التحريات في شبهات مالية تتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي.
وذكرت إذاعة صوت إسرائيل حينها إنه توجه طاقم خاص من الشرطة الإسرائيلية إلى نيويورك لأخذ إفادة مفصلة من لودر، على أن يتعهد رجل الاعمال الأمريكي بالعودة لإسرائيل للرد على أسئلة المحققين في قضية فساد نتنياهو.
وبالفعل تم ايقاف لودر من قبل الشرطة الإسرائيلية لدى وصوله للمشاركة في جنازة الرئيس السابق شيمون بيريز، حيث طلب منه الإدلاء بافادته حول عدد من الشبهات التي تورط فيها مع نتنياهو لكنه رفض القيام بذلك وفقا لمصادر إعلامية إسرائيلية.
ووفقا للمعلومات التي تم تسريبها فإن التحقيق مع لودر جاء على إثر ورود اسمه في أكثر من ملف يتعلق بتمويل حملات انتخابية لنتنياهو، وكذلك رحلات له ولأسرته إلى الولايات المتحدة ، عندما كان نتنياهو وزيرا للمالية.
يذكر أن رونالد ستيفن لودر ولد في 26 فبراير عام 1944 ، وهو رجل أعمال أمريكي، ورئيس متحف الفن الحديث في نيويورك، ومنذ عام 2007 رئيس المؤتمر اليهودي العالمي.
ينحدر رونالد لودر من عائلة تجارية،فهو الابن الثاني لجوزيف لودر وإيستي لودر، درس في مدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا، ثم غادر بعدها الولايات المتحدة لمواصلة الدراسة في جامعات باريس في فرنسا، وبروكسل في بلجيكا.
بعد انتهاء دراسته أصبح مسئولا على إدارة أعمال شركة العائلة، وحاليا تقدر ثروته بحوالي 2,7 مليار دولار أمريكي، وصنفته مجلة فوربس الأمريكية في المرتبة 224 لقائمة أغنياء العالم. على الصعيد السياسي فإن لودر مع الحزب الجمهوري الأمريكي ومن المقربين لحزب الليكود الإسرائيلي.
ويقوم لودر بإدخال مبالغ ضخمة إلى إسرائيل على شكل حزم مساعدات للمستشفيات والجمعيات الخيرية .. في عام 1986 أصبح سفيرا لأمريكيا في النمسا بطلب من الرئيس الراحل رونالد ريجان.، كما أسس عام 1987 مؤسسة رونالد ستيفن لودر التي تمول التعليم اليهودي حالياً في 16 دولة, كما تمول أيضاً منذ عام 1998 مكتب رابطة مكافحة التشهير في أوروبا الذي يقع مقره في فيينا، النمسا, بجانب مساعدة مدرسة يهودية في كولونيا بألمانيا وأيضا أسس عام 1994 مركز شركة الإعلام الأوروبية.
حصل لودر على عدد من الجوائز منها جائزة فالنبرج راؤول في برلين، لإسهامه في إحياء الحياة اليهودية في أوروبا الوسطى والشرقية, وأيضا حصل على ميدالية الخدمة من الرئيس ألكسندر كواسنيفسكي لجهوده في إعادة بناء البلديات اليهودية في بولونيا.
كما تم منحه الوسام الذهبي الكبير للخدمات لجمهورية النمسا .
حاييم زافان
رغم انتمائه للحزب الديمقراطي ،إلا أن رجل الاعمال اليهودي المصري الأصل حاييم زافان، يدعم ويؤيد فكر ترامب فيما يتعلق بصفقة القرن وسياساته حيال إسرائيل، ويسعى أيضا إلى اقناع أعضاء الحزب الديمقراطي لدعم خطوات ترامب بهذا الشأن.
وكان حايم زافان وهو من أهم قادة اليهود في الكونجرس الامريكي في الولايات المتحدة الامريكية قد التقى مع طاقم الرئيس ترامب مؤخرا واستمر اللقاء حوالي ساعتين تناقش الحضور فيه حول القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الاوسط.
وأشار التلفزيون الاسرائيلي إلى أن زافان التقى أيضا مع نيكي هايلي المندوبة المستقيلة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة وجاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، وتحدثوا عن القضية الفلسطينية، واللافت في الامر أن ممثلي الحزب الديمقراطي المنافس لترامب بدأوا يميلون لأفكار ترامب حول القضية الفلسطينية وهذه صدمة كبيرة حتى لقادة تل أبيب، لكن يبدو أن زافان وراء هذا الأمر.
وضمن الحديث الذي دار وتم تسريبه للاعلام الاسرائيلي حينها إن نيكي هاجمت الدول العربية، وقالت إن الدول العربية تقوم بإحراق علمنا وتتباكى على الفلسطينيين وتقولون إنهم اخوانكم، ما دام أن الفلسطينيين إخوانكم تفضلوا انتم وادفعوا الاموال للاونروا، نحن ندفع الاموال وانتم تهاجمون اسرائيل، من يهاجم اسرائيل يدفع هو الاموال للاونروا،
بينما قال زافان الديمقراطي الذي من المفترض ان يكون ضد ترامب، ان الرئيس الامريكي يفكر خارج الصندوق، وضحك وقال تعالوا لنجرب التفكير خارج الصندوق في إشارة تأييد لما يفعله ترامب تجاه القضية الفلسطينين
يذكر أن زافان ولد عام 1944 في الإسكندرية بمصر ،لعائلة يهودية مصرية ، وفي عام 1956 هاجرت عائلته إلى إسرائيل ،مثل غالبية الجالية اليهودية في مصر، حيث تم إرساله إلى مدرسة داخلية للشباب، لكنه طرد منه كونه مثيرا للشغب والمشاكل بعدها التحق بمدرسة ليلية .
وكثيرا ما يؤكد زافان أن اهتمامه الأكبر هو حماية إسرائيل، مشيرا إلى أن سبيله في ذلك هو الضغط والتأثير على الإدارة الأمريكية من خلال ثلاثة طرق هي ،التبرع للأحزاب السياسية، وإنشاء مراكز أبحاث ومراقبة وسائل الإعلام.
لم يكن زافان مهتما في بداية الأمر بالشأن السياسي، لكنه اقتحم هذا المجال في منتصف التسعينيات عندما شعر أن الدعم لإسرائيل بدأ يقل في الولايات المتحدة.
وصف ترامب بأنه خطر على أمريكا، لكنه حاليا يتوافق معه بشكل واضح فيما يتعلق بسياسته حيال إسرائيل، كما يدعم خطته المسماة بصفقة القرن
شيلدون أديلسون
لم يخف على أحد أن شيلدون إديلسون رجل الأعمال الأمريكي اليهودي من أكبر داعمي الحزب الجمهوري وترامب، وخصص جزء كبيرا من أمواله لدعمهما، ولاسيما لسياستهما فيما يتعلق بإسرائيل، وتردد بقوة أنه قام بتمويل بناء ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس.
يعد الملياردير الأمريكي أحد أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري، وساهم بشكل كبير في تمويل حملة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمبلغ 30 مليون دولار وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أشارت إلى التأثير الكبير لشيلدون على سياسات ترامب بشأن إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبخصوص تمويل نقل السفارة، نقلت أسوشيتد برس عن أربع مصادر في البيت الأبيض قولهم، إن إديلسون اقترح منذ البداية المساهمة في تمويل السفارة التي تعتزم الإدارة الأمريكية إقامتها في القدس وشجع بقوة الرئيس الأمريكي على إحداث هذا التغير الجذري في السياسة الأمريكية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن إديلسون اشترط على المرشح ترامب عام 2016، في لقاء لهما تم بهدف التأكد من جدية الأخير في تنفيذ ما يطلبه منه تصفية القضية الفلسطينية من خلال إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها ومن ثم شطب ملف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من أجندة عملية السلام.
وأشارت المصادر إلى أنه عندما أجل الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام الأول من فترته الرئاسية ذهب إليه إديلسون في البيت الابيض في الاسبوع الثاني من ديسمبر عام 2017 محذرا إياه إن لم يف بوعده بالاعتراف بالقدس مقابل الدعم المالي الهائل الذي قدمه له ، فإنه يملك تسجيلا للمقابلة التي اجراها معه في صيف عام 2016 , فما كان من الاخير إلا أن استجاب لضغوط اديلسون بعد تلك المقابلة الشهيرة بنحو اسبوعين وكان ما كان في نفس شهر ديسمبر 2017 ضاربا عرض الحائط بمواقف الادارات الامريكية المتعاقبة وقواعد القانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وحتى بدون الالتفات لنصائح مستشاريه وآراء حلفاء الولايات المتحدة المقربين وبدون ادنى مراعاة للقيم والمبادئ والاخلاق.
وعلى مدار تاريخه لم يخف أديلسون أبدا مواقفه المتطرفة فهو معارض شديد لإقامة دولة فلسطينية، وعبر عن ذلك في العديد من المرات، كان أشهرها في عام 2008 حين هاجمت هيئات يمولها إديلسون الحكومة الإسرائيلية في فترة المفاوضات التي قام بها رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع السلطة الفلسطينية وقتها ، تحت عنوان "أولمرت يخون إسرائيل", وبحسب صحيفة "نيو يوركر" الأمريكية، وصف إديلسون سلام فياض، رئيس حكومة السلطة الفلسطينية السابق، ب "الإرهابي".
وإديلسون أيضا صديق مقرب لنتنياهو ، الأمر الذي جعله بين الجهات التي حاولت التنسيق لزيارة ترامب لتل أبيب قبل الانتخابات، وهذه الصداقة تجعل من رجل الاعمال اليهودي أحد المؤثرين في قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا ،لاسيما وأنه أنفق الكثير من الأموال لدعم حملته الانتخابية الأخيرة.
ويستثمر إديلسون أموال باهظة في إسرائيل، وليس من أجل المصالح السياسية لنتنياهو فقط. بل إنه يمول بشكل ثابت الرحلات الجوية لأعضاء الكونجرس الجمهوريين إلى إسرائيل، حيث يلتقون هناك بكبار مسئولي الحكومة الإسرائيلية, كما يعد المساهم الأكبر في مشروع "تجليت"، (Birthright Israel) الذي يهدف إلى إرسال شبان يهود من جميع أنحاء العالم في رحلات إلى إسرائيل، بهدف أن يهاجروا إليها في المستقبَل.
ولكن الأهم هو أن إديلسون معروف في إسرائيل باعتباره مالك صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي أصبحت خلال سنوات قليلة منذ صدورها عام 2007 الصحيفة الأكثر قراءة في إسرائيل ،و هناك من يعتقد أن هدف الصحيفة الوحيد كان نشر الدعاية لصالح بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى انتخابه من جديد عام 2009، وتعزيز حكمه منذ ذلك الحين.
بينما ادعى إديلسون نفسه في العديد من الفرص أنّه أسس "إسرائيل اليوم" كي يكسر احتكار صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي كانت الأكثر قراءة في إسرائيل، وكانت معادية لنتنياهو، الأمر الذي دفع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، المليونير نوني موزيس، إلى وصف إديلسون ب "الدكتاتور".
ويصنف شيلدون أديلسون بشكل دائم في أعلى قوائم أغنياء العالم، حيث تم تقدير ثروته عام 2008 ب 26 مليار دولار.
وهو معروف في الولايات المتحدة باعتباره الداعم الاقتصادي الأكبر للحزب الجمهوري. لقد ساهم مساهمة فعالة في حملات جورج دبليو بوش الرئاسية بين عامي 2001-2009، وكان إديلسون ضيفا دائما في البيت الأبيض في عهد بوش.
في انتخابات عام 2012، قيل إن إديلسون أنفق 98 مليون دولار، أكثر من أي أمريكي آخر في أي وقت مضى، على مرشحين مختلفين في انتخابات الرئاسة والكونجرس الأمريكي, خُصص منها مبلغ 30 مليون منها لحملة ميت رومني وحده، ولكن دون فائدة حيث هزم رومني من قبل الرئيس السابق باراك أوباما.
يذكر أن إديلسون ولد عام 1933 في حي دورشيستر في بوسطن، وهى إحدى المناطق الأكثر فقرا في الولايات المتحدة, عمل والده لكسب الرزق كسائق سيارة أجرة، وكانت والدته خياطة كان كلاهما يهوديان فقيران من أوروبا الشرقية، حيث كانت والدته من أوكرانيا، ووالده من ليتوانيا.
ولكن روح المبادرة المتطورة لديه جعلت إديلسون تجسيدا للحلم الأمريكي حيث اقترض 200 دولار من عمه في سن الثانية عشرة ليفتتح كشكا للصحف، وحتى بلوغه الثلاثينيات من عمره أصبح مليونيرا بواسطة مشاريع تجارية مختلفة، وإن كان قد فقد في عدة مرات جميع ثروته وهكذا استمرت حياته التجارية بين مدّ وجزر، ولكن استمر بشجاعة كبيرة في التجارة، وافتتاح وإغلاق المحلات التجارية، ولم يدع الفشل يردعه.
كانت مدينة لاس فيجاس هي التي حولت إديلسون إلى ما هو عليه اليوم، وهي مدينة القمار في الولايات المتحدة، حيث اشترى عام 1988 فندق ساندس في لاس فيجاس مقابل 128 مليون دولار ،وبعد مرور نحو ثماني سنوات، بعد استثمار مليار ونصف المليار دولار، بنى إديلسون الفندق "البندقي"، الأكثر تكلفة وربحية في تاريخ المدينة.
في السنوات التالية أصبح أديلسون إمبراطورا للكازينوهات ، وانتشرت استثماراته في هذا المجال في العالم كله, يعمل إديلسون أيضا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويقع أحد الكازينوهات الأكثر ربحية له في جزيرة ماكاو في الصين.
ساهمت الثروة التي تدفقت إلى جيب إديلسون في العقد الأخير من صناعة القمار في زيادة حجم الإمبراطورية المالية فقد افتتح عام 2007 نسخة جديدة من الفندق البندقي في ماكاو، حيث بنى هناك الكازينو الأكبر في العالم.
ثروة إديلسون جعلته، باعتباره أحد أثرياء الولايات المتحدة، صديقا مقربا لدى كبار السياسيين في كل العالم وفي عام 1996، كان أحد المساهمين الرئيسيين في حملة بنيامين نتنياهو، الذي انتخب رئيسا للحكومة.
وبسبب دعمه المستمر أصبح كل باب في إسرائيل مفتوح أمام إديلسون، إلى درجة أن مقر الكنيست، قد استضاف زفافه بزوجته الثانية الإسرائيلية مريم عام 1991 ليكون إديلسون هو الوحيد الذي تحول البرلمان الإسرائيلي من أجله إلى قاعة أفراح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.