ما لم ينشر عن ثورة النسوان فى تل أبيب

ثورة عارمة قام بها آلاف الاسرائيليات احتجاجا على العنف الذى يمارس ضدهن بصفة يومية داخل تل أبيب.
ومؤخرا خرجت النساء الإسرائيليات عن صمتهن فيما يتعرضوون له من عنف وإهانة وجرائم قتل بشعة من أفراد داخل عائلاتهن أو من خارجها، وقاموا بتنظيم إضراب عام تحت اسم "يوم الغضب"، وشارك في ذلك الإضراب الضخم 300 منظمة ومؤسسة وشركة في جميع إنحاء البلاد.
وأعلنت أكثر من 300 مؤسسة إسرائيلية، بما في ذلك الكنيست واتحاد العاملين في المجال الاجتماعي، واتحاد عمال الهستدروت، ومنظمة المرأة الصهيونية الدولية، ومنظمة نساء عاملات، أنهم يدعمون احتجاجات النساء على العنف ضد المرأة في إسرائيل، كما أشارت العديد من الشركات والسلطات المحلية، إلى أنها سمحت للموظفات بالتخلف عن العمل في ذلك اليوم دون قطعن أجرهن.
ونشرت مجلة "VESTI.CO.IL" العبرية، صوراً من داخل الإحتاجاجات التي وقعت في الأسبوع الماضي، ونقلت عن منظمي هذا اليوم الاحتجاجي، قولهم "إن حادثة العنف الأخيرة التي أدت إلى وفاة اثنين من الفتيات القاصرات جعلتنا نتخذ هذا الإجراء، دون تردد، كما أنها ذكرى النساء 24 اللواتي قُتلن على يد شريكهم، أو فرد من عائلتهم أو شخص يعرفوه في السنة الأخيرة".
وتجمع المتظاهرون في مفرق "عزرائيلي" في تل أبيب، وعند المفرق بين جادة روكاح وشارع نامير في شمال المدينة.
وتمكن المتظاهرون من شل الحركة في تل أبيب والقدس، وأغلق مئات الأشخاص حركة المرور في التقاطعات المركزية في شوارع تل أبيب، وقام عشرات المتظاهرين بمنع دخول القدس، وتشكلت اختناقات مرورية عملاقة في المدن.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه تم عرض موسيقى وأعمال فنية في "روتشيلد" في تل أبيب، وانطلقت مسيرة دعم لطالبي اللجوء من حديقة "لفينسكي" نحو ساحة رابين، وتم وضع 200 زوج من الأحذية النسائية ملونة باللون الأحمر، احتجاجًا على العنف في ساحة "هابيما" في مركز تل أبيب.
وقدم حزب المعسكر الصهيوني المعارض، قرار حجب ثقة يدين فشل الحكومة مواجهة العنف، وقاطع أعضاء الائتلاف المباحثات والتصويت، ويحتاج قرار حجب ثقة 61 صوتًا للمصادقة عليه.
وخلال المباحثات، رفع عدة ناشطون في المدرج المطل على قاعة الكنيست لافتات واحتجوا بصوت عال على تقاعس الحكومة، وأمر رئيس الكنيست يولي ادلشتين، بإخراج امرأة من القاعة.
وقال المنظمون للاحتجاجات: "نحن نضرب لأنه على صانعي القرار الإدراك بأن هناك حاجة للأفعال، وليس الكلمات الفارغة، نحن نطالب بتحويل ميزانية 250 مليون شيكل التي تم التعهد بها قبل عام ونصف، لخطة طوارئ لمنع العنف ضد النساء، وضرورة وجود برامج تثقيفية وتأهيلية أخرى لمواجهة العنف الأسري"، حسبما نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال مفوض الخدمة المدنية دانييل هيرشكوفيتس، إنه يمكن لأي شخص المشاركة بالإضراب بدون عقاب من أصحاب العمل وهو ما حدث بالفعل.
وبحسب أوامر هيرشكوفيتس، تم السماح للموظفات المشاركات بالإضراب، ولكن يحق لأصحاب الأعمال خصم ساعات العمل من أيام العطل المستحقة، وطلب أيضًا من الوزارات الحكومية إجراء ورش عمل لرفع الوعي حول العنف الأسري.
وأعلنت بلدية تل أبيب، أنها سمحت لموظفاتها الإناث أخد عطلة مدفوعة للمشاركة في الإضراب، وبعد وقت قصير، أصدرت بلديات مثل القدس، حيفا، بئر السبع، رمات غان، موديعين، وريشون لتسيون، إعلانات مشابهة.
وأعلنت جامعة "بار إيلان" في تل أبيب، أنه يجري تقديم حلقات دراسية خاصة حول العنف الأسري بدلًا من الدروس الاعتيادية، بينما نادت جامعة "بن جوريون" في بئر السبع إلى مظاهرة في الحرم الجامعي ضد العنف الأسري.
وكان رؤساء الجامعات قد أعلنوا دعمهم لمكافحة العنف ضد النساء، وكتب رئيس مجلس الرؤساء ورئيس جامعة تل أبيب، البروفيسور يوسيف كلبتر، إلى رئيس اتحاد الطلاب، رام شيفاع، "أن كل جامعة تعمل وفق ما تراه مناسبًا، ووفقًا لقراراتها الداخلية بالتعاون مع الطالبات والموظفات، بشأن تنفيذ الاحتجاجات".
ونادى المنظمون إلى الإضراب الأسبوع الماضي، في أعقاب مقتل مراهقتين، اللتان رفع مقتلهما عدد النساء اللواتي قتلن في حوادث عنف أسري في العام الأخير إلى 24، وهو أعلى عدد منذ سنوات، وبادرت مجموعة تدعى "انا امرأة، وأعلن عن اضرابي"، إلى الاضراب، و"ائتلاف العلم الأحمر" المؤلف من عشرات المجموعات النسائية.
وفي 26 نوفمبر الماضي، عُثر على جثمان يارا أيوب، في بلدة الجش الجليلية، بعد ستة أيام من فقدها بحسب الشرطة، وكشفت السلطات أن المشتبه به الرئيسي في عملية القتل هو رجل يبلغ 28 عامًا من القرية، وقد اعتقلت الشرطة عدة اشخاص آخرين يشتبه بضلوعهم في الجريمة.
وقد حظرت إحدى المحاكم نشر العديد من تفاصيل التحقيق، بما يشمل هوية المشتبه بهم، خشية من عرقلة التحقيق نتيجة نشرها.
وأعلنت السلطات أيضًا، أنه تم العثور على سيلفانا تسيجاي، التي تبلغ من العمر 13 عامًا، بعد قتلها في منزلها بتل أبيب، على يد والدها الذي تفادى الشرطة لأيام قبل اعتقاله، وتشتبه الشرطة بأنه تم الإعتداء جنسيًا على الضحية أيضًا.
وأفادت تقارير بأن تسيجاي، كانت معروفة لدى سلطات الرعاية الاجتماعية كضحية عنف أسري، وورد أنها اتصلت بالشرطة للاشتكاء.
وخلال زيارة إلى ملجأ نساء في 25 نوفمبر الماضى، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزوجته سارة، "إنهما مضطربان من العنف الأسري".
وقال نتنياهو لاحقًا لوزراء، إنه تفاجأ من معرفة أن لا شيء تقريبًا يحدث للمعتدين الأسريين، مضيفًا: "أن التصعيد الحاد بالعنف ضد النساء في إسرائيل في السنوات الأخيرة، ظاهرة جنائية ويجب إنفاذ اشد للقانون".
ويذكر أن نتنياهو، صوت ضد اقتراح في الكنيست لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية في العنف ضد النساء، لأن مشرعون من المعارضة اقترحوه.
وقدمت المعارضة اقتراحا الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة تحقيق في العنف ضد النساء بعد فشل الحكومة بتقديم خطة للتعامل مع المشكلة، كما تعهدت قبل بضعة أسابيع.
وكان هناك عدة مظاهرات ضد تقاعس الحكومة منذ عمليات القتل، بما يشمل مظاهرة صبغ فيها ناشطون نوافير عامة بلون الدم، بما يشمل نافورة أمام منزل نتنياهو.