الاعتقال واستخدام العنف مع 250 فردا خلال أكبر مظاهرة تشهدها إسرائيل مؤخرا لطالبى السكن وفرص العمل وإنهاء الغلاء لم تمنع باقى المتظاهرين من الاستمرار. فى مصر كان مجلس الشعب هدفا يتوجه إليه الثوار كورقة ضغط لإسقاط مبارك، والآن يحدث هذا فى إسرائيل. صباح أمس قام آلاف الإسرائيليين بالتظاهر أمام الكنيست، وسد الشارع المؤدى للبرلمان بطريقة غريبة وهى بناء جدار وسط الطريق، السيارة التى حملت مئات الطوبات لبنائه، حاولت الشرطة منعها لكن قوة الاحتجاجات وغضب المتظاهرين أجهضت المحاولة. «جدار التجاهل».. هكذا سماه المحتجون الذين قاموا مساء أول من أمس ببناء مخيم كبير لهم فى حديقة الورود المواجهة للكنيست، سمى الجدار هكذا سخرية من تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته لمطالب المواطنين. «اخرجوا من البرلمان يا نواب، إسرائيل انهارت» كانت صرخاتهم أمس بحديقة الورود، لشرطة لم تصمت، انتقامها تمثل فى الاعتداء على المتظاهرين واعتقال عديد منهم. «الشرطة والبلدية إيد واحدة» نعم فهذا ما حدث على بعد عدة كيلومترات من البرلمان، بالتحديد فى حديقة لفينسكى جنوب تل أبيب، مؤخرا نصب المتظاهرون بعض الخيام لتضاف إلى غيرها من المخيمات بأنحاء إسرائيل، رجال بلدية تل أبيب استغلوا قلة أعداد المعتصمين هناك، وهجموا عليهم فى الخامسة فجرا، مدمرين الخيام وسارقين ما احتوته من مكبرات صوت وغيره. «أعيدوا لنا ممتلكاتنا يا لصوص» صرخ معتصمو لفينسكى خلال تعدى رجال البلدية عليهم. المتظاهرون عبروا عن غضبهم من نتنياهو قائلين: «نحن فى صدمة تامة من تلك الوقاحة، جاؤوا ليخلوا مخيمنا لأننا الأضعف عددا بمخيمات إسرائيل، هل كانوا يستطيعون أن يفعلوا هذا بالمعتصمين الآخرين فى ميادين تل أبيب»، البلدية من جانبها بررت ما فعلت بأسباب تدعو للسخرية وهى «وجود لاجئين سودانيين داخل المخيم!».