قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2018 ، 1ديسمبر 2018 : نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لليوم العالمي للإيدز، وهو حدث سنوي تحتفي به البلدان حول العالم للدعوة إلى اتخاذ إجراءات أكثر اتساقاً للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، وتوفير العلاج المنقِذ للحياة الذي يحتاج إليه المتعايشون مع الفيروس على نحوٍ يحترم حقوقهم الإنسانية ويحفظ كرامتهم. وبمناسبة الاحتفال هذا العام، نُقيِّم التزاماتنا العالمية بتحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى وضع نهاية لوباء الإيدز باعتباره مشكلة صحية عامة بحلول عام 2030، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة. لذا، يُمثِّل هذا اليوم فرصة لاستعراض التقدم الذي أحرزته البلدان، وتوسيع نطاق الإجراءات المطلوبة لتحقيق الغايات العالمية. وعلى الرغم من العمل المحمود الذي تقوم به الدول الأعضاء لمكافحة الوباء، لا زلنا نواجه عوائق وتحديات في سبيل توفير العلاج المنقذ للحياة والخدمات ذات الصلة. وبينما يتناقص العدد السنوي للإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في أقاليم المنظمة الأخرى، ارتفع في السنوات الأخيرة عدد هذه الإصابات في إقليم شرق المتوسط. فقد ازدادت الأعداد المُقدَّرة للإصابات الجديدة بنسبة 28%، إذ ارتفعت من 29 000 إصابة في عام 2010 إلى 36 000 إصابة في عام 2017، ما يجعلها أعلى معدل للزيادة على مستوى أقاليم المنظمة. وبالرغم من توافر العلاج المنقذ للحياة بمضادات الفيروسات القهقرية، لا يزال معدل الوفيات بين المتعايشين مع الفيروس في الإقليم آخذًا في التزايد. وتشير التقديرات إلى أن هناك 350 000 شخص مصاب بالفيروس في الإقليم، يدرك ثلثهم فقط أنهم مصابون، في حين يحصل 18% فقط منهم على علاج منقذ للحياة. وعلى الرغم من تضاعف عدد الحاصلين على العلاج في السنوات القليلة الأخيرة، يسجل إقليم شرق المتوسط - من بين أقاليم المنظمة كافة - أدنى معدل لتشخيص المصابين بالفيروس وربطهم ببرامج للرعاية والعلاج. وستواصل الإصابات الجديدة بالفيروس الزيادة بشكل كبير إذا ظلت معدلات تنفيذ التدخلات عند مستوياتها الحالية. فمن الضروري تطبيق نُهُوج مبتكرة وحزم متكاملة وشاملة لخدمات الوقاية والاختبار والعلاج من أجل الحدّ من تزايد أعداد الإصابات الجديدة، والوصول إلى الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس وتزويدهم بهذه الخدمات. واليوم توجد بين أيدينا وسائل أكثر من ذي قبل للوقاية من العدوى بالفيروس، سواءً من خلال وسائل الوقاية التقليدية، أو أدوية العلاج الوقائي بمضادات الفيروسات القهقرية، أو تدخلات الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، أو العلاجات التي تكبت الفيروس لدى المتعايشين معه وتحدّ بشكل كبير من احتمال انتقاله إلى الآخرين مستقبلاً. وضمان حصول الجميع على الخدمات التي يحتاجون إليها يتطلب التزامًا سياسيًا قويًا بإزالة المعوقات التي تحول دون حصول هؤلاء الأشخاص على تلك الخدمات، كما يتطلب نُهُوجًا وتدخلات مصممة خصيصاً بما يتواءم مع احتياجات الفئات الأكثر تضررًا. ومع اتساع رقعة انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الإقليم، لا يسعنا الانتظار على التوسُّع في توفير حزم أشمل لخدمات الوقاية والاختبار والعلاج. وبينما نتقدَّم نحو بلوغ هدف التغطية الصحية الشاملة، تسنح الفرَص لتعزيز استجابتنا لفيروس نقص المناعة البشرية ووضع نهاية لوباء الإيدز، خاصةً في مجالات ضمان الحماية من المخاطر المالية، وتوفير فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة، وتوفير الرعاية والعلاج المأمونين والفعّالين، لقد حان وقت العمل. وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز، ندعو الدول الأعضاء، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية للعمل نحو تحقيق الصحة للجميع، وتعزيز حصول الجميع على الخدمات، بهدف إيقاف تزايد الإصابات الجديدة بالفيروس، والحدّ من عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه تمامًا وتدبيره علاجيًا.