استطاع ترامب أن يجعل من أعدائه نجوما بسبب تعامله معهم بأسلوب لا يليق بكونه رئيسا لأكبر دولة في العالم، الأمر الذي شجع أحدهم وهو المحامي مايكل أفيناتي إلى التفكير في الترشح ضده لمنصب الرئيس، رغم كل علامات الاستفهام المثارة حوله كونه يدافع عن إحدى الممثلات الإباحيات، فضلا عن قضايا الإفلاس والتهرب الضريبي التي تتعرض لها شركته, ففي مفاجأة غريبة أعلن مايكل أفيناتي محامي نجمة الإغراء ستورمي دانيلز المتورطة في علاقة سابقة مع ترامب، أنه يبحث الترشح للانتخابات الرئاسية 2020. ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية فإن أفيناتي أعلن ذلك أمام حشد من النشطاء الديمقراطيين في ولاية أيوا الأمريكية،مؤكدا أنه جاد في حديثه ،إلا أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بعد ، لكنه سيحدد موقفه بهذا الشأن خلال أسبوع وفقا لقوله. جدير بالذكر أن أفيناتي يمثل نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، في الدعوى التي حركتها ضد ترامب ومحاميه السابق مايكل كوهين حيث تقاضي "دانيلز" ترامب وكوهين بتهمة التشهير وتسعى لإبطال اتفاق عدم الإفصاح المتعلق بعلاقة تزعم أنها كانت مع الرئيس. كما أن أفيناتي يمثل ثلاث نساء أخريات يدعين أن ترامب وكوهين دفعا لهن أموالا حتى لا يفصحن عن علاقتهن مع الرئيس الأمريكي. وفي مايو 2018 أظهر أفيناتي سجلات تظهر دفع مبالغ مالية متعددة بعضها من شركات كبرى إلى حساب بنكي اعتاد كوهين دفع الأموال من خلاله لدانيلز ،وبعد ذلك جادل محامو كوهين بأن بعض المعاملات التي نشرها أفيناتي كانت لشخص آخر يدعى مايكل كوهين، ولكن وزارة الخزانة الأمريكية فتحت تحقيقا في كيفية حصول محامي دانيلز على معلومات حول سجلات بنك كوهين الخاصة. وكان أفيناتي قد أعلن أن كوهين دفع لدانيلز 130 ألف دولار قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية لعام 2016 ،حتى لا تثير ضجة تؤثر على موقف ترامب الانتخابي ولأنه يحب الظهور الإعلامي رفض أفيناتي اقتراح القاضي بإنهاء حملة الدعاية والظهور التليفزيوني حول هذه القضية في مقابل طلبه الانضمام إلى التحقيقات الخاصة بكوهين. وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية قد تنبهت إلى النزاع الخاص بين ترامب وأفيناتي من خلال قضية التحرش التي حركها الأخير نيابة عن موكلته ،وأجرت مقارنة بينهما ، حيث أشارت إلى أن محامي الممثلة الإباحية يتشارك عددا من الصفات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،لافتة إلى أن كلاهما متهور وذكي جدا عند التعامل مع وسائل الإعلام ، ويستمتع بمعاداة معارضيه. وقالت الصحيفة إنه مثلما قضى ترامب حياته منذ عقود متفاخرا بنفسه وتصدر أغلفة مجلات نيويورك، فإن أفيناتي قضى الشهور والأسابيع الأخيرة يتنقل ببن عدد من القنوات التليفزيونية في مانهاتن ،ليسخر من الرئيس ومحاميه مايكل كوهين. وبفضل ظهوره المتكرر استطاع أفيناتي أن يشكل الرواية الخاصة بالفضيحة المتعلقة بترامب كما أراد،وتمكن من إبقائها في طليعة الأخبار، لدرجة أنه أظهر موكلته ستورمي دانيلز في أحد أهم البرامج الأمريكية وهو برنامج 60 دقيقة على شاشة سي بي إس. وأفيناتي نفسه ظهر مرتين في برنامج 60 دقيقة، لكن في كلتا المرتين ظهر كمحامي يدافع عن حقوق المستهلكين والمتصيدين لأخطاء الشركات الكبرى. ونظرا لوجود صفات مشتركة بين الإثنين فإن محامي الممثلة الإباحية يعد خصما قويا لترامب، وقد يكون مرشحا قويا ضده إذا ترشح للرئاسة بالفعل ، ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن بريان كاباتيك رئيس منظمة رابطة المحامين في لوس أنجلوس قوله إن في الوسط القانوني بين المحامين،يعتبر أفيناتي عنيدا للغاية وعدوانيا، وقد يكون هذا محبطا لترامب، لأن أفيناتي يفهمه جيدا. بينما أكدت لويس سانشاين إحدى مؤيدي ترامب الأوفياء ، والتي عملت بالقرب منه أن أفيناتي خصم مزعج ، معتقدة أنه تمكن من فهم ترامب بالفعل. وكما يسخر ترامب من أعدائه ومعارضيه ،يهاجم أفيناتي الرئيس الأمريكي ومحاميه مايكل كوهين، موضحا أن الأخير أنشأ شركة وهمية كانت مسئولة عن دفع 130 ألف دولار لستورمي دانيلز،لإسكاتها قبل وقت قليل من حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2016. وسخر أفيناتي من كوهين على شبكة سي إن إن ،قائلا إنه دفع مبلغ كبير من المال لسيدة لم تمارس الجنس مع ترامب أبدا، وحث الأمريكيين على الاتصال بكوهين،ليدعوا أنهم كانوا على علاقة بترامب ليحصلوا في المقابل على مبلغ مالي كبير نظير صمتهم. الغريب أن ترامب في الغالب يلتزم الصمت على غير عادته أمام سخرية أفيناتي، ويترك الرد لمتحدث البيت الأبيض أو محاميه الخاص. وقبل إعلانه التفكير في الترشح للرئاسة كان أفيناتي قد بدأ يحارب ترامب، حيث كتب تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" طالب فيها بضرورة إجراء اختبار استخباراتي يشمل مستوى الذكاء لكل مرشحي الرئاسة في عام 2020 بما فيهم دونالد ترامب،وإعلان النتائج للرأي العام، مشددا على أنه من حق الأمريكيين أن يعلموا مستوى ذكاء من سيحكمهم ، منتقدا كيف يجرى هذا الاختبار للاعبي كرة القدم الأمريكية قبل إدراجهم في قائمة الاتحاد ولا يتم ذلك مع الرؤساء. كذلك كان أفيناتي بالمرصاد لترامب في كل القضايا التي أثارت ضده الرأي العام، فعندما ثار الجميع ضد الرئيس بسبب تعمده فصل الأطفال عن آبائهم على الحدود بدعوى تنظيم الهجرة غير الشرعية، استغل المحامي الفرصة وقدم مقطع فيديو إلى برنامج راشيل مادوو شو ليتم بثه في حلقة يوم 25 يونيو 2018 ،وهو مقطع فيديو التقط سرا لطفل في عهدة مسئولي الهجرة الذين فصلوه عن والدته، وكان هذا المقطع سببا في غضب الرأي العام بشكل كبير على ترامب مما اضطره إلى التراجع عن سياسته هذه ومحاولة إعادة الأطفال لأسرهم. ولد أفيناتي في 16 فبراير عام 1971 ،وهو محامي ومقاول أمريكي ،اشتهر بظهوره في وسائل الإعلام المطبوعة كمعلق على مجموعة من القضايا القانونية ومثل الأحزاب في عدد من الدعاوى القضائية التي حظيت باهتمام وسائل الإعلام الدولية ،بما في ذلك القضايا المرفوعة ضد الرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية، كذلك مثل العديد من المشاهير المدعى عليهم ، وأيضا كبار رجال الأعمال. وإلى جانب كونه محاميا فهو سائق سيارة سباق محترف ،وشارك في سباقات عدة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة وأوروبا. أمضى أفيناتي طفولته المبكرة في ولاية كلورادو ويوتا،بعدها انتقل مع عائلته إلى تشيسترفيلد بميسوري إحدى ضواحي سانت لويس،في عام 1982، حيث التحق بمدرسة باركواي الثانوية المركزية، بعد تخرجه عام 1986 التحق بجامعة سانت لويس لمدة سنة قبل أن ينتقل إلى جامعة بنسلفانيا ،حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية في عام 1996 ، بعدها التحق بكلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن ،حيث تخرج عام 2000 ، وخلال دراسته بالجامعة عمل مع البروفيسور جوناثان تورليفي القضايا الدستورية المتعلقة بقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، في عام 2003 حصل على جايزة التميز من جامعة جورج واشنطن التي تمنح لطلاب الدكتوراه في القانون،الذين يبرهنون على قدرتهم العالية في ممارسة العمل في مرحلة ما قبل المحاكمة. أثناء دراسته في الكلية أيضا عمل أفيناتي في شركة أبحاث إعلامية وسياسية،يديرها رام إيمانويل الذي عمل في وقت لاحق كرئيس أركان للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وكذلك كان عمدة شيكاغو، ومن خلال مركز الأبحاث هذا عمل أفيناتي على أكثر من 158 حملة ديمقراطية وجمهورية في 42 ولاية وبعد حصوله على الشهادة في القانون عمل أفيناتي في شركة أوميلفني أند مايرز في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وشارك في عدد من القضايا الهامة،وانضم لاحقا إلى شركة جرين برويلت أند وييلروهي أيضا شركة محاماة في لوس انجلوس،ومن خلال هذه الشركة ترافع في عدد من القضايا الهامة، من بينها قضية تشهير بقيمة 10 ملايين دولار ضد المغنية والممثلة باريس هيلتون، وكذلك دعوى قضائية ضد سرقة فكرة برنامج للمبتدئين، وضد المنتجين حينها مارك بيرنيت ودونالد ترامب. في عام 2007 قام أفيناتي بتشكيل شركته الخاصة، التي أصبح لها مكاتب في نيوبورت بيتش، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، وكاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين ظهر في برنامج 60 دقيقة الأهم في أمريكا ،مرات عديدة، ليتحدث في قضايا تعامل معها وشغلت الرأي العام. في عام 2018 خضعت شركة أفيناتي للمحاماة لحكم بغرامة مالية قيمتها 10 ملايين دولار من قبل محكمة الإفلاس بالولاياتالمتحدة، كما تخلف عن دفع ضرائب وغرامات وضرورات بقيمة 448 ألف دولار، كان من الواجب عليه شخصيا دفعها كتسوية لعملية إفلاس أخرى.