أدت الإجراءات الحاسمة التى اتخذتها وزارة الأوقاف مؤخرا ضد أقطاب التيار السلفى ابتداء من منع صعودهم على المنابر أو القنوات التلفزيونية وصولا لقانون تنظيم الفتوى العامة الذى يحظر التصدي للفتوى في الأمور العامة إلا على هيئة كبار العلماء في الأزهر أو دار الإفتاء المصرية أو مجمع البحوث الإسلامية أو الإدارة العامة للفتوى بوزارة الأوقاف، لطفو الخلافات الشخصية بين كبار قادة التيار السلفى بالقاهرة والإسكندرية على السطح والتى وصلت لحد الشتائم المتبادلة بين كل فريق. مؤخرا هاجم الشيخ محمد حسين يعقوب _فى مقالا له بعنوان "حكاية قبل النوم" _الدعوة السلفية الذراع الديني لحزب النور، منتقدا فيه موقفها وما تستند إليه من أدلة شرعية وقواعد فقهية لتبرير تنازلاتها، مشبها إياها بالديك الذى سيتحول ل"فرخة تبيض" بسبب التنازلات التى يقدموها والتى تخالف مبادئ الفكر السلفى. الهجوم الأخير من "يعقوب" على الدعوة السلفية، كشف عن انقسام التيار السلفى لجبهتين الأولى جبهة علماء القاهرة ويترأسها "يعقوب" ومعه أبو اسحاق الحوينى ومحمد حسان ومحمود المصرى وبعض علماء التيار السلفى والأخرى جبهة الاسكندرية التى يترأسها ياسر برهامى وأقطاب حزب النور. وعلى الرغم من أن كل فريق يحاول أن يظهر خلافه مع الفريق الأخر على أنه خلافا دينيا، إلا أن الصراعات الأخيرة كشفت عن الوجه الأخر لأقطاب التيار السلفي الذى يتملكهم شهوة الزعامة وحب الظهور على حساب الآخر ما ينبئ بقرب اندثار الفريقين فى القريب العاجل، خاصة أن هذا الخلاف الأخير لم يكن الأول بين أقطاب التيار السلفى فقد نشبت خلافات بين إسماعيل المقدم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية وبين ياسر برهامي حول القيادة، وكذلك بين الأخير وبين سعيد عبد العظيم وجميعهم ينتمون إلى تيار سلفي واحد. حرب الهمز واللمز بين الجبهتين أمتد ليشمل تلاميذ كل فريق، فتلاميذ "يعقوب" منهم من قالوا أن تصريحات شيخهم الأخيرة كانت تخص من يستخدم القواعد الفقهية في غير محلها وعمّن يتخذها وسيلة للتنازلات، والبعض منهم وصف الشيخ ياسر برهامي بالسامري، ومنهم من شبهه بالنصارى والحاخام، أما تلاميذ" برهامى" فعايروا "يعقوب" بأنهم صدوا هجوم الإخوان عنه عندما أصدر نشطاء تابعين لجماعة الإخوان فيديو يسخر ويتهكم منه، وعلى الطرف الأخر يقف أنصار جماعة الإخوان المسلمين شامتين فى أنصار الدعوة السلفية ومتمنين لهم مزيدا من الشتات والفرقة.