اعتاد الإرهاب الأسود خلال السنوات الماضية أن يفسد فرحة الأقباط بذكرى ميلاد السيد المسيح، وتعكير صفو احتفالاتهم من خلال شن عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت الكنائس والأقباط علي مستوي الجمهورية خلال تلك الفترة من كل عام ما أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين. ورغم الحزن الذي خيّم علي كثير من الأسر المسيحية التي فقدت أحد أفرادها أو أقاربها في هذه الحوادث، إلا أن الأقباط يدركون تماماً أن جهات الخارجية تسعى لاستغلال تلك الحوادث لتفتيت الوحدة الوطنية من ناحية وإثارة الأقباط ضد القيادة السياسية وإحراجها من ناحية أخري وهذا ما ظهر مؤخراً في تقدم عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بمشروع قانون لحماية الأقباط في مصر. وترصد "الموجز" أبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت الكنائس والأقباط خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد في السنوات الأخيرة: - كنيسة مارمينا بحلوان يعد حادث كنيسة مارمينا بحلوان من أحدث الحوادث الإرهابية التي استهدفت الكنائس، والذي وقع صباح يوم الجمعة الماضية، عندما حاول إرهابي يحمل سلاحا آليا اقتحام كنيسة "مارمينا" بحلوان، إلا أن قوات الأمن تصدت له وقتلته، وأسفر الحادث عن استشهاد 10 أشخاص، قبل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بأيام. وبعد ساعات قليلة من الحادث أعلن تنظيم "داعش" تبنيه للهجوم حيث أعلنت ما تعرف بوكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، مسؤوليته عن الحادث، في بيان جاء فيه: "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت الهجوم على كنيسة مارمينا في حلوان جنوبالقاهرة". من جانبها صرحت وزارة الداخلية بأن منفذ الهجوم يدعى إبراهيم إسماعيل مصطفى من مواليد 4 يوليو 1984، ويقيم في شارع منشية السد في حلوان، وأنه شارك في عدة هجمات إرهابية من قبل استهدفت قوات الأمن والأقباط. تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016 فجّر مهاجم انتحاري نفسه في قاعة للصلاة بالكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة، ما أسفر الحادث عن استشهاد 29 شخصاً وأصيب 31 آخرون، بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجرام، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفجير داخل الكاتدرائية المرقسية التي تضم المقر البابوي. وقتها أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن تفجير الكنيسة البطرسية، موضحاً أن الانتحاري أبو عبد الله المصري فجر حزامه الناسف بين المصلين بالكنيسة. وقد اختلف اسم المفجر الانتحاري الوارد في بيان "داعش" عن الاسم الذي ذكرته الأجهزة الأمنية لمنفذ الهجوم عندما أعلنت أن شاباً يدعى محمود شفيق محمد مصطفى هو من قام به. وحرص الرئيس السيسي علي حضور العزاء والقي كلمة أعلن فيها اسم الانتحاري الذي نفذ العملية فألقي كلمته "مش بعزي أشقائنا وأهلنا المسيحيين ولا قداسة البابا ..أنا بعزي الجميع فالمُصاب مصابنا كلنا". كنيسة مارقرس بالمنيا واستهدف هجوم إرهابي في يناير 2015 كنيسة مارمرقس الكاثوليكية بالمنيا، عشية عيد الميلاد المجيد، ما أدى إلى استشهاد أمين ومساعد شرطة كانا يحرسان الكنيسة. وكان إرهابيان مسلحان يستقلان دراجة بخارية قد قاما بإطلاق الأعيرة النارية على المجندين المكلفين بحراسة الكنيسة، وعقب وقوع الحادث توصلت قوات الأمن إلى منفذي الهجوم، وهم 4 أشخاص، ينتمون إلي السلفية الجهادية. كنيسة السيدة العذراء ب 6 أكتوبر وقع الحادث في يناير 2014، وأصدرت وزارة الداخلية بياناً عقب الحادث ذكرت فيه "تعرضت قوة الشرطة المكلفة بتأمين كنيسة السيدة العذراء مريم بالحي العاشر دائرة قسم شرطة ثان أكتوبر لإطلاق أعيرة نارية من قبل مستقلى إحدى السيارات فبادلتهم القوة إطلاق الأعيرة النارية وتمكنت من ضبط السيارة مرتكبة الواقعة. قداس نجع حمادي بقنا عقب انتهاء قداس عيد الميلاد في 7 يناير 2010 هاجم مسلحون تجمعات من الشباب بثلاثة مواقع مختلفة أمام كنيسة بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، ما أدى إلى استشهاد 7 بينهم مساعد شرطة وسقوط عشرات الجرحى. وسقط الضحايا على مسافة 400 متر في شارع رئيسي يضم كنيستي العذراء وماري يوحنا وتقع بينهما مطرانية نجع حمادي، وعقب الحادث اتهم أسقف نجع حمادي الأنبا كيرلس الشرطة ونواباً نافذين في الحزب الوطني بتسهيل الاعتداء على الأقباط. كنيسة القديسين بالإسكندرية استهدفت سيارة مفخخة في الساعات الأولي من عام 2011 المصلين في كنيسة القديسين بالإسكندرية، خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. وبعد وقوع ثورة 25 يناير، عادت أعمال العنف الطائفي من جديد، وشهدت ليلة رأس السنة في العام 2013، حريقا في كنيسة مارجرجس بحدائق القبة في القاهرة، ومحاولة تفجير كنيسة في رفح المصرية. وعقب تظاهرات 30 يونيو التي انتهت بعزل الرئيس الأسبق مرسي، اندلعت أعمال تخريب وعنف خاصة بمحيط بعض الكنائس المصرية، كان أبرزها حريق 'كنيسة دلجا'، التي تولت القوات المسلحة إعادة بنائها.