استقبل د. محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري، كلاوديو باسيفيكو سفير ايطاليابالقاهرة بمكتبه، وأكد على أن الحكومة الايطالية ستدعم العلاقات الثقافية مع مصر خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة، وأضاف بأن لدينا افكارا كثيرة في مجالات التعاون الثقافي في مجالات الفن الأوبرالي والأرشيف والمكتبات واكاديمية الفنون وأن هذه العلاقات قائمة بالفعل، ولكنها تحتاج الى مزيد من التطوير والدعم، خاصة في مجال التدريب والمخطوطات وكتب التراث والوثائق والأرشيف وكل مجالات الفنون. وأضاف د. عرب أنه كأستاذ للتاريخ يدرك جيدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وقد لمس بنفسه الدعم الايطالي المقدم لمشروعات الثقافة المصرية في مجالات التدريب والترجمة والترميم والبعثات والمنح، وأشار إلى أن وزارة الثقافة قد أوشكت على الانتهاء من إنشاء مبنى جديد للأرشيف الوطني في منطقة عين الصيرة، مدعوم بالكامل من المعونات الأجنبية وسيتم تجهيزه وتزويده بمعمل للترميم ومركز لتدريب العاملين، مشيراً بأن دعم ايطاليا لمركز الترميم سوف يكون دليلا عظيما علي التعاون الثقافي المصري الايطالي. وعبر وزير الثقافة عن رؤيته بأن انتشار الثقافة والفن في مصر ذو أهمية كبري حيث أن انتشارها في المرحلة المقبلة سيقلل من العنف والتشدد، مضيفا بأن دعم ايطاليا في المرحلة القادمة أمر هام للغاية، لأن الوزارة تريد أن تُخاطب المجتمع من خلال الفن والأدب والموسيقى والرسم . ومن جانبه أعرب السفير الايطالي عن مدى سعادته بإسهام ايطاليا فى إنشاء معمل لترميم الوثائق وسيعرض هذا الاقتراح على الحكومة الايطالية، وسيتم ذلك من خلال برنامج وزارة التعاون الدولى. وأكد أن الهدف من الزيارة تنشيط العلاقات الثقافية بين البلدين فإيطاليا هي الشريك الأول لمصر في كل المجالات، ودلل على عمق هذه العلاقات بزيارة د. محمد مرسى رئيس الجمهورية لإيطاليا يومي 13- 14 سبتمبر/أيلول المقبل، وهي أول زيارة رسمية لبلد أوروبي يقوم بها الرئيس بعد توليه مهام منصبه، وذلك له معنى رمزي وايجابي، وطالب الرئيس باستمرار عقد القمة المصرية الايطالية سنويا، كما كان يحدث من قبل بهدف إشراك الوزراء الذين لديهم دور فعال في العلاقات المصرية الايطالية لدعم هذه العلاقات. وأكد كلاوديو بأن العلاقات الثقافية بين البلدين أصبحت كقطعة ماس في هذا النسيج القوي لأنها تعطي احساس التلاحم بين الشعبين المصري والايطالي، خاصة بعد ثورة 25 يناير عندما كان د. مرسي رئيسا لحزب الحرية والعدالة قبل ترشحه للرئاسة تقابل معه وأعرب د. مرسي عن مدى ثقته بدعم ايطاليا لمصر في المرحلة المقبلة، وهو ما دفع الحكومة الايطالية لدعم مصر بعد الثورة ومرحلة التحول الديمقراطي، وأشار بأن ايطاليا هي الدولة الأوربية الوحيدة التي أرسلت مسئولين رفيعي المستوي لمصر في النصف الأول من هذا العام وقبل انتخابات الرئاسة، حيث زار رئيس الوزراء الايطالي مصر يومي 9 و10 ابريل الماضي وتقابل مع الرئيس محمد مرسي . واكد السفير الايطالي بأن ايطاليا لها نشاط كبير في كل قطاعات الثقافة المصرية، ففي المجال الاثري يوجد الكثير من التعاون في علم المصريات، والبعثات الأثرية الايطالية هي الأكبر في هذا المجال فقد ووصلت الى 24 بعثة للتنقيب والترميم ودربت العديد من الأثريين المصريين والشباب، وذكر السفير عددا من المبادرات منها افتتاح مدرسة الترميم المعماري منذ عشرين عاما ولا تزال تعمل وقامت بتدريب العديد من المصريين في مجال ترميم المباني، ومعمل ترميم المومياوات في المتحف المصري منذ حوالي ثلاث سنوات بتكنولوجيا متقدمة، ومعمل ترميم البرديات والكتب القديمة بمكتبة الاسكندرية والذي أنشأه معمل روما الذي يعتبر أهم معمل ترميم في العالم والذي يستقبل العديد من المتدربين المصريين في روما، بالاضافة لارسال الخبراء الايطاليين الي مصر، واستضافة متدربين مصريين في روما. وطالب السفير الايطالي موافقة الحكومة المصرية على أن تهدي جامعة الاسكندرية المئات من المجلدات الثقافية من مختلف الموضوعات مقابل الاهتمام بها والمحافظة عليها، وأكد على وجود تعاون هام في مجالات الموسيقى والفنون والاداب، وأن هناك العديد من المبادرات الفردية من الفنانين الايطاليين والمصريين الذين عرضوا أعمالهم في مصر وايطاليا، بهدف تعريف الشعبين بثقافة بعضهم البعض. وأكد على ايجاد علاقات وطيدة بين أوبرا القاهرة واوبرا روما، وفي مجال الفن التشكيلي فقد قامت ايطاليا بعمل معارض للرسامين الايطاليين في مصر، وفي مجال الأدب أصبح لدى الكتاب المصريين شعبية كبيرة في ايطاليا من خلال ترجمه أعمالهم الى الايطالية، كما حصل بعضهم على جوائز رفيعة مثل علاء الأسواني وجمال الغيطاني، واكد أن معرض القاهرة الدولي للكتاب فرصة ذهبية لكي تصل الثقافة الايطالية للقارئ العادي حيث كان الجناح الايطالي دائما أحد أهم الأجنحة في المعرض، والذي أقام العديد من الندوات التي حضرها عدد كبير من الطلاب المصريين الذين درسوا اللغة الايطالية وعددهم 30 ألف طالب . وفي نهاية اللقاء قام السفير الايطالي بإهداء د. صابر عرب كتاب "المسلمون في صقلية" وأكد وزير الثقافة على أهمية هذا الكتاب تاريخياً، وتمنَّى ترجمته إلى العربية وطباعته طبعة شعبية بمساعدة الجانب الإيطالى.