صدر العدد الثالث من مجلة الإدارة اليوم والتي تصدر عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وصرح الدكتور ناصر الهتلان القحطاني أن الموضوع الرئيس للعدد كان عن دور الإدارة الفعالة في الوصول إلى التنمية المستدامة. وقال مدير عام المنظمة تناولنا في هذا العدد التحديات التي تواجه الدول العربية لتحقيق التنمية المستدامة خاصة أن العديد منها تُسخِر حاليًا كل طاقتها ومواردها البشرية والطبيعية لتنفيذ رؤيتها وخطتها الاستراتيجية للتنمية المستدامة، ولم يكن سهلا التوصل إلي مشروع التنمية المستدامة بشكله الحالي إلا بعد دراسة وتفكير تخطي سنوات عديدة وخلق ثورة فكرية أضفت نوعا من المرونة في البرامج والقوانين في ظل ذلك اعتمدت الأممالمتحدة في العام الماضي خطة التنمية المستدامة لعام 2030 كرؤية لتحويل مسار التنمية للسنوات ال15 القادمة لبناء مستقبل أكثر سلاما وازدهارا واستدامة وشمولا . و أضاف لقد أبدت الدول العربية انخراطا كبيرا في الجهود العالمية والمشروع العالمي وصدقت العديد من الدول العربية علي الاتفاقيات الخاصة بذلك وأهمها : أكبر مشروع كوني، المسمى "التنمية المستدامة 2030" والذي يشمل ثلاثة عناصر أساسية "النمو الاقتصادي، الاندماج الاجتماعي، وحماية البيئة" ويهدف إلى تحقيق التنمية وتلبية احتياجات السكان في عالم اليوم دون المساس بمقدرات أجيال المستقبل، وتم اتفاق الأمم على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال سبعة عشر هدفاً حيوياً، لكن تنفيذ الدول العربية لهذا المشروع الضخم يحتاج إلي التكاتف لمواجهة كافة التحديات الخطيرة والمعقدة والتي لم يواجهها من قبل وتهدد الوطن العربي حاضره ومستقبله وتمنع من وجود أية تنمية حقيقية، كما أن لهذه التحديات أثار مجتمعية صعبة ويأتي علي رأس هذه التحديات الحروب والصراعات الدموية والإرهاب المنظم في المنطقة كل هذا أودي بجهود التنمية الإنسانية والنمو الاقتصادية إلي طريق مجهول في ظل تفشي هذه الصراعات وتمزق نسيج بعض الدول لكن يبقي الأمل والتعاون والتحرك الإيجابي لمواجهة الواقع الأليم للخروج من هذه الأزمة التي لا نعرف لها مثيل في التاريخ العربي. وأشار القحطاني أن الخبراء المشركين في العدد قد أشادوا بدور الجامعة العربية وجهودها لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في الدول العربية حيث قامت الجامعة بدور مشكور وتبنت مبادرة لتنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة في المنطقة العربية وقدمت توصياتها للوصول لحلول لمختلف القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة ورسمت خارطة طريق للشراكة والتعاون بين مختلف الفاعلين علي الساحة من حكومات ومؤسسات دولية ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص وركزت علي عدد من المحاور الأساسية من أهمها: كرامة الإنسان وجودة الحياة وتعزيز الشراكات الاقليمية والعالمية والسلام والأمن والعدالة والبنية التحتية والنمو الاقتصادي والانتاج والاستهلاك والموارد الطبيعية والبيئة ومخاطر المناخ والأمن المائي والغذائي فضلا عن دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة، وفرص الاستثمار، والتعليم، والبحث والتطوير في مجالات الصحة، التكنولوجيا والبحث والابتكار. وقال القحطاني لكن الواقع يشير إلي أن هناك تفاوت كبير بين اقتصاديات الدول العربية يجعل من تنفيذ التنمية المستدامة يواجه عثرات بل صعوبة في تنفيذ برنامج التنمية لكن مواجهة التحديات بالتعاون والعمل في ضوء المجتمع الدولي الذي عليه الدور الكبير في الإيفاء بالتزاماته وتوفير موارد مالية جديدة وكافية لمساعدة الدول الفقيرة وخاصة العربية منها في تنفيذ خططها وتسهيل نقل التكنولوجيا والتقنية الحديثة وبناء قدرات الدول النامية وهي كفيلة بالمساعدة للتحول إلي مسار التنمية المستدامة.. وأشار على أن تلك القضايا تم تناولها من خلال مقالات لمعالي وزير العدل العراقي حيدر الزاملي، ومعالي الدكتور حسن الجنابي وزير الري والموارد المائية، ومعالي وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العامة بالمغرب الأستاذ محمد بن عبد القادر، والدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى السعودي. وأكد القحطاني على أهمية اعتماد خطط التنمية بشكل أساسي على التنمية البشرية وتحديدًا الشباب وهم عوامل حاسمة للتغيير ودورهم محوري لتحقيق التنمية المستدامة ولذلك دعا تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2016 "الشباب وآفاق التنمية في واقع متغير" الدول العربية إلى الاستثمار في شبابها وتمكينهم للانخراط في عمليات التنمية كأولوية حاسمة وشرط أساسي لتحقيق تقدم ملموس ومستدام في التنمية والاستقرار للمنطقة بأسرها.. خاصة أن ما يقارب من ثلث سكان المنطقة هم من الشباب في أعمار ما بين 15 و29 سنة، وثلثٌ آخر يقل عن 15 عاما، وهو ما يضمن استقرار هذا الزخم السكاني إلي العقدين القادمين علي أقل تقدير ويوفر فرصة تاريخية يتحتم علي البلدان العربية استغلالها . ومن هذا المنطلق تمد المنظمة العربية للتنمية الإدارية يدها للتعاون مع الجميع لإنجاح برنامج التنمية المستدامة 2030 ، وتسخر كل ما لديها من إمكانيات وتقديم الدعم والتدريب والمساندة لنهوض الدول العربية وتنميتها. هذا وأشتمل العدد على العديد من المقالات والمقابلات مع وزراء ومسئولين عرب في مجال التنمية المستدامة والرعاية الصحية والإدارة الالكترونية. نبذة عن مجلة الإدارة اليوم مجلة ربع سنوية تصدر عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية وهي مجلة تعنى بشئون التنمية والتطوير الإداري، وتناقش القضايا ذات الصلة التي تفرضها مستجدات المرحلة الراهنة في المنطقة العربية، من خلال رؤية الخبراء في الدول العربية، يرأس مجلس إدارة المجلة الدكتور ناصر القحطاني مدير عام المنظمة، وتوزع المجلة على وزارات ومؤسسات الخدمة المدنية في 22 دولة عربية.