"يجب ان ننقل سياسات ملاحقة المتطرفين من القاهرة والوادى إلى سيناء تحت شعار "المبادرة أولًا وأخيرا" ..كانت هذه هى توجيهات اللواء مجدى عبد الفار وزير الداخلية لمساعديه فى خطوة وتحول نوعى فى مواجهة الارهاب الاسود الذى يهدد امن واستقرار الوطن ويحاول النيل من امن المصريين وترويعهم . وهذه الاجراءات تمثل تحول وتطور مهم طرأ على العمليات الأمنية الجارية والمبذولة لتطهير سيناء من قوى التطرف، فوزارة الداخلية دخلت على خط المواجهة بقوة وكلمة السر "غندور المصرى". وبإعلان الوزارة الاسبوع الماضى نجاحها فى تصفية مسئول العمليات والتجنيد وتوفير المقاتلين، فى تنظيم ولاية سيناء الداعشى، أنصار بيت المقدس سابقًا، أحمد حسن أحمد النشو واسمه الحركى "غندر المصرى"، فى عملية مدهمة لوكر كان يختبئ فيه بمدينة سيناء، فذلك إنما يؤشر إلى مهام جديدة قد أوكلت إلى الجهاز الشرطى شرق قناة السويس، تتخطى حدود معاونة قوات الجيش، إلى حد التعقب وجمع المعلومات والاشتباك وتنفيذ ضربات نوعية لتوقيف أو تصفية رؤوس الإرهاب.وهذه العملية بدت خالصة وفى كل تفاصيلها من اختصاص الداخلية وحدها، بما يعنى أن رجال الشرطة لم يتحركوا مثلا بناء على معلومات تحصل عليها جهاز أمنى أو معلوماتى لا يمت بصلة إلى الوزارة، وإلا ولو كان ذلك قد حدث، لكان قد تم بث بيان الإعلان عن تصفية غندور، عبر نافذة مغايرة، كالمتحدث الرسمى للقوات المسلحة مثلا نقطة محورية مهمة ودلالة قوية أخرى يجب الالتفات اليها تتعلق بالعملية مفادها أن الشرطة نقلت خطط ونهج التعقب الخاص بخلايا وتنظيمات وجماعات العنف المسلح من القاهرة والوادى إلى سيناء، بما يؤكد توسيع مساحة نشاط رجال الأمن المدنيين فى حرب الدولة ضد قوى التطرف والظلام، وتحديدًا فى البؤرة الشرقية الملتهبة، أى مثلث رفح والشيخ زويد والعريش وزارة الداخلية اسندت اليها مهمة التعاطى الميدانى فى أوساط المدنيين، بعيدًا عن الصحارى والدروب الجبلية والمدقات المهجورة التى هى من مهام الجيش النظامى، وعلى أساس أن كثيرين من المتطرفين يتسترون فى المناطق السكنية ويتخذونها كدروع حماية، والشرطة طالما اعتادت على التفاعل والتعاطى على الأرض فى أوساط الأهالى، هذا بالاضافة الى أن فرضية الخسائر البشرية غير المعنية بالاستهداف فى صفوف المواطنين العاديين المتواجدين فى محيط رموز وقوى التظرف، ستكون بسيطة أو فى حدها الأدنى تماما عملية تصفية الغندور، والمداهمة التى شهدت تبادل لإطلاق النار بين المتهم المقتول وقوة إنفاذ القانون الشرطية، حملت إشارة واضحة على نهج الدولة الجديد فى مواجهة الإرهاب السيناوى، وهو اصطياد رؤوس الإرهاب فى ضربات استباقية مخطط له معلوماتيًا بشكل جيد، على أن تقوم بها عناصر الشرطة المدربة على المعارك الفردية والصغيرة، وهى مهمة وإن كانت يسيرة على الجيش نظريًا، إلا أن طبيعة القوة العسكرية النظامية، بعتادها ومركباتها وتسليحها، ربما لن تكون بذات القدر من القدرة على إصابة الهدف فى مقتل، كلما كان فى صورة خلية أو تنظيم متناهى فى الصغر الداخلية تستعين على هذا النحو، بأجواء التسعينات عندما اطل الارهاب بوجهه القبيح على مصر وتم دحره حيث ظهرت ولأول مرة آنذاك فرق الشرطة لمكافحة الإرهاب، لتتبدل المعركة بين الدولة وقوى التطرف من معارك عشوائية كان قوامها قوات الأمن المركزى والمباحث غير المدربة أو المؤهلة، إلى جناح أمنى مسلح يتمتع بالكفاءة، تقوم مهام عمله، على التحرك المبادر لقنص أو إلقاء القبض على العناصر المؤثرة فى التنظيمات، بدلًا من الدخول معها فى معارك لا طائل منها إلا الاستنزاف وشملت الإجراءات الأمنية التى يشرف عليها اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وتابع تنفيذها جميع قيادات الوزارة ومديرى الأمن على مستوى الجمهورية، تنفيذ جميع بنود خطة تأمين الأكمنة الأمنية الثابتة وإلزام الضباط والأفراد بارتداء الصديرى الواقى، مع توسيع دائرة الاشتباه، وتغيير خط سير الأقوال الأمنية لتجنب استهدافها من جانب الخلايا الإرهابية وأكدت المصادر أن وزارة الداخلية نشرت عددًا من الأكمنة السرية للقبض على المتهمين الصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار من جانب نيابة أمن الدولة العليا، فى قضايا انضمام لجماعة إرهابية والمتورطين فى تنفيذ عمليات إرهابية.وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى أنه طبقا لتعليمات وزير الداخلية، فإنه تقرر استنفار جميع الأجهزة الأمنية على مدار ال24 ساعة ولمدة غير محددة لمواجهة أية تهديدات أمنية على مستوى مديريات الأمن المختلفة كافة. كما صدرت تعليمات للضباط والأفراد بعدم نشر الصور الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وتحديد الأماكن التى يترددون عليها، حتى لا يتم تتبع خط سيرهم من جانب العناصر الإرهابية وذكرت مصادر أن إدارة المعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية تتابع عددا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى المحرضة على العمليات الإرهابية، والتى تنشر صورا خاصة بقتلى الخلايا الإرهابية، للتوصل لهوية القائمين عليها فى خطوة لمواجهة الارهاب الاسود الذى يهدد أمن وإستقرار الوطن