اعترضن على مرور المترو بالحي الراقي واستنجدن بزوجة الرئيس منى الحصري: سميرة أحمد نقلت شكوانا لقرينة السيسي وكيل سكان الزمالك: ننتظر حكم القضاء ومستعدون للتصعيد مها الطرابيشى: المسئولون يتجاهلون مطالبنا والحوار معنا ------------------------------- ما زالت أزمة مترو الزمالك مستمرة وآخذة في التصاعد بين سكان الحي الراقي من جهة والهيئة القومية للأنفاق من جهة أخرى فكلاهما يتمسك بموقفه فالهيئة تصر على تنفيذ المشروع بغض النظر عن موقف السكان وتقول أنها لن تخضع لمطالب نرجسية وطبقية بينما يرى المعترضون على المشروع أنه يشكل خطراً علي أبنيتهم القديمة وبالتالى على أرواحهم إضافة إلى أنه يغير من طبيعة الحي الراقي. من جانبهم عقد السكان مؤخراً اجتماعاً قرروا فيه التصعيد لأعلى المستويات فى ظل تجاهل المسئولين لمطالبهم وقدموا شكوى عبر الفنانة سميرة أحمد لزوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ الحى من تبعات المشروع السلبية. "الموجز" التقت بمجموعة من ساكنى الحى لاستطلاع أرائهم فى المشروع حيث قالت الدكتورة مها الطرابيشي أستاذة الإعلام أنها لا تريد لمشروع المترو أن يمر بحي الزمالك لأنه سيؤثر على أرواح ساكنيه وهناك مشاريع أرخص وأكثر أماناً وأولى بفارق هذه الأموال أن تنفق على الفقراء وما أكثرهم فى مصر. وأضافت "المشكلة أننا لا نجد أحداً يحاورنا من المسئولين ليقنعنا بالمشروع وقد عقدنا اجتماعاً لسكان الحى ووجهنا دعوة لمحافظ القاهرة ونائب دائرة الزمالك في مجلس النواب لسماع آراء سكان الحي المتضررين من بناء محطة مترو الأنفاق في الزمالك ومسار المترو ولكنهما لم يحضرا وللأسف لم نسمع منهم اعتذاراً". وتابعت "الواضح أن سكان الزمالك المتضررين ليس لهم حق في الحوار المجتمعي وأن يجتمعوا مع المسئولين أو أن يناقشوهم في قضايا ومشاكل سكان الحي". وقالت منى الحصري إن هذا المشروع سيتسبب في خطورة كبيرة على أرواحنا بسبب طبيعة التربة فى هذه المنطقة إضافة إلى أن معظم العمارات صدر لها قرارات تنكيس من بينها عمارتى حيث حدث بها ميل 12سنتيمتراً بسبب حفر عمارة مجاورة فكيف سيكون الحال مع حفر المترو". وأوضحت أن لا أحد من المسئولين يستجيب أو يسمع صوتنا خاصة من نواب البرلمان الذين لا يسألوا فينا وكذلك مسئولي هيئة المترو وبالتالي ليس أمامنا إلا أن نرفع شكوانا للرئيس السيسي. وأوضحت أن الفنانة سميرة أحمد سلمت شكوى أهل الحي لحرم الرئيس السيسي خلال حفل الإفطار الذى أقامه مؤخراً للمرأة المصرية.. قائلة "ننتظر من الرئيس أن يتخذ قراراً ينقذ به حى الزمالك ويحافظ عليه". وقال المحامى إبراهيم عبدالعزيز سعودى وكيل سكان الزمالك في القضية التى تطالب بوقف تنفيذ مشروع المترو بالحى "منذ سنة 2014 وحتى الآن لا نجد أحداً نتكلم معه ولا أحد يريد طمأنة الناس علماً بأن أحد شروط تنفيذ المشروع هو موافقة سكان الزمالك وهذا لم يحدث.. مشيراً إلى أن اللواء إسماعيل النجدي رئيس هيئة النفاق السابق هو المسئول الوحيد الذى جلس مع الأهالي بضغط من وسائل الإعلام وافتعل مشكلة وأنهى الحوار قبل أن يبدأ" . وأضاف "إبراهيم" أن تقارير نقابة المهندسين تؤكد أن أعمال حفر المحطة هى المشكلة وقد تتسبب فى خلل بالتربة كما أن دراسة الأثر البيئى التى أعدتها وزارة البيئة تقول أنها توافق على المشروع ولكن مع عدم البدء فى تنفيذه إلا بإجراء عدة دراسات وتجاهلت الهيئة كل ذلك ولم تقم بأى من هذه الدراسات. وأشار إلى انه طلب أخذ موافقة المجلس الأعلى للآثار على مرور المترو في الزمالك وهذا أيضاً لم يحدث. وقال "رفعنا دعوى قضائية أمام المحكمة وهي محجوزة للحكم فى الأول من يوليو المقبل وإذا لم يصدر الحكم لصالحنا فسنقوم بالاستئناف وسنستنفذ كل إجراءات التقاضى دفاعاً عن الحى وحق سكانه فى رفض أو قبول المشروع. وقال الدكتور أحمد سلامة عضو مجلس أمناء الحى إنه كان من المفترض أن يحضر محافظ القاهرة الاجتماع الأخير الذى عقده السكان لاستعراض آخر جهود وقف هذا المشروع لكنه لم يحضر ولم يرسل من ينوب عنه ولكننا فى النهاية نكلم أنفسنا ونشكو لأنفسنا ولا أحد يسمعنا أو يتدارس الأمر معنا ولذلك قررت ألا أحضر مزيد من هذه الاجتماعات مستقبلاً. وقال المهندس المعماري شفيق نخلة أنا من سكان منطقة الزمالك وعمرى 79 سنة وهذا الحى هو عمري كله ومن واجبى أن أحافظ عليه وأنا لست ضد المشروع من حيث المبدأ ولكننى أخشى على المبانى التى تقع فى مسار المترو بسبب الذبذبات التى سيسببها المترو لأن التربة تتأثر. وتابع "صحيح أن الحفر سيكون على عمق حوالى 30 متراً ولكن خلخلة التربة ستؤثر على أساسات العمارات القديمة". وقالت نيفين ذهنى: نحن لسنا ضد المشروع لأننا طبقيين كما يدعى البعض فهذا اتهام يحزننا كثيراً فسكان الحى الآن من المحامين والأطباء والمهندسين من كافة الطبقات والفئات التى يتحدثون عنها هجرت إلى "الكومبوندات" والمشكلة أن المكان المحدد لعمل المحطة يقع بجوار سفارة أسبانيا وكان محطة بنزين في السبعينات وعملت سنة وأغلقت بسبب رخاوة التربة فكيف ستتحمل المترو. وأضافت "نيفين" أن عملية تغيير مواسير الصرف الصحى والمياه من أمام وزارة الثقافة استغرقت سنتين وكانوا يقوموا بتغيير 80 سم ب 80سم فكيف ستتحمل هذه التربة حفر المترو. وقال المهندس حسن إميل من ساكنى الحى إن الدولة ماضية فى طريقها لتنفيذ المشروع بغض النظر عن موقف السكان وهناك نقاط يجب أن نتوقف عندها وهى أنه كان هناك مسارين والذى تم اختياره هو أكثرهم تكلفة واستغراقا للوقت وهذا أهدار للمال العام. وأوضح أن هيئة الأنفاق لم ترد على اعتراضات الأهالي على المشروع ولم تقد البيانات المطلوبة بداعى أنها أمن قومى فهل هذا معقول؟!. وقال مصطفى مجاهد إن الحى يعاني من الزحام أثناء الدراسة والمترو لا شك سيزيد من ذلك وسيسبب فوضى أكثر لأنه سيسهل من انتقال المتسولين للحى كما أنه سيمثل خطورة على المبانى القديمة موضحاً أن المحطة كان ينبغى أن تكون فى اتجاه بولاق أو الكيت كات وقد قمنا بعمل حملات للاعتراض على هذا المشروع ولكن دون جدوي. وعلى الجانب الأخر أكد حسن توفيق المتحدث الرسمى باسم الهيئة القومية للأنفاق أن محطة مترو الزمالك قائمة بالمرحلة الثالثة من الخط الثالث للمترو وسيتم إنشاؤها فى شارع إسماعيل محمد بالزمالك دون تعديلات فى تصميماتها الموضوعة من الاستشاري الفرنسى وليس من الطبيعى أن يتم إلغاؤه تلبية لرغبة عدد محدود من المواطنين مهما كان وضعهم. وأضاف توفيق أن غالبية السكان أيدت تنفيذ المشروع وإنشاء المحطة وقدرت أهمية المشروع لكن عدد محدود جداً من السكان رفض إنشاء المحطة أو مرور المترو من الأساس بالحى بحجة أن المترو سيتسبب فى تواجد العشوائيين والبلطجية واللصوص وهذا كلام غير منطقى ولا يقبله عقل لأن محطات المترو تم إنشاءها فى أحياء راقية جداً مثل مصر الجديدة ولم ينقل إليها العشوائيون أو الباعة الجائلون كما يتردد. وقال توفيق إن ما يردده المعترضون على إنشاء المحطة من أن حى الزمالك عبارة عن جزيرة تربتها هشة ولا تتحمل إنشاء أو وجود المترو لا أى أساس من الصحة له والهيئة أعلم بالأمور الفنية أكثر من أى شخص آخر وأجرت كافة الدراسات التى تؤكد سلامة التربة كما أنها أنشئت المترو فى مناطق تربتها أصعب بكثير من جزيرة الزمالك.