أصدر أتحاد المحامين العرب بيان بمناسبة مرور ستون عاماً على ذكرى ثورة الثالث والعشرون من يوليو عام ألف وتسعمائة اثنان وخمسون، التى قادها الزعيم جمال عبد الناصر، وأعتبر البيان ان ثورة يوليو المجيدة التى فجرت طاقات الأمة العربية، وأطلقت ثوراتها المتتابعة فكانت ثورة الجزائر، اليمن، ليبيا وغيرها من الثورات فإندمجت مع ثورة عبد الناصر، وأصبحت مصر القاعدة التى تنطلق منها الثورات العربية ضد الاستعمار والرجعية العربية، تلك الثورات التى إنحازت للجماهير العربية ولحقوقها فى الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والسياسية، وأصبح قائدها الخالد زعيماً لكل هذه الثورات التى إنطلقت من الأرض العربية ثم إنطلقت فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وكانت مواقفه ضد الاستعمار والرجعية منهاجاً لكل الثورات وارتبطت به وارتبط به عضوياً وروحياً وفكرياً. وأشار البيان الى إن التاريخ يسجل أن ثورة يوليو المجيدة إستطاعت تغيير خريطة الوطن العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً وخلقت منظومة عدم الإنحياز لتصنع للعالم قانوناً جديداً ينحاز للشعوب الرافضة للصراع الثنائي بين القطبين الكبيرين. فالتاريخ يسجل بكل فخر إنحياز ثورة يوليو للفقراء والبسطاء فأعطتهم حقوقهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية فكان الإصلاح الزراعي إعلاءً لشأن الفلاح فى علاقته بالأرض، وكان التصنيع المصري ومشروعاته العملاقة التى إنحازت للعامل، وكان السد العالي العظيم الذي بناه عبد الناصر رغم أنف الإستكبار العالمي، وكانت تجربة يوليو العظيمة فى التعليم والصحة والإسكان والعمل ومنظومة التأمينات الإجتماعية وتولي الوظائف العامة الذي أصبح حقاً للجميع، والتساوي بين المواطنين فى الحقوق والواجبات وغير ذلك مما يؤكد إنحياز هذه الثورة العظيمة لأبناء الوطن بغير تمييز، وكانت تجربة يوليو العظيمة فى الديمقراطية بمفهومها الشامل التى تعني حرية رغيف العيش وحرية تذكرة الانتخاب معاً لترفع بذلك رايات الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية. إن التاريخ يسجل لثورة يوليو المجيدة إنحيازها لقواتها المسلحة التى أعيد بناؤها على أحدث النظم العسكرية والتكنولوجية بعد هزيمة 1967، فكان نصر أكتوبر العظيم الذي لقن العدو درساً لن ينساه واسترد الأرض والعرض وحرر الإنسان العربي من القهر والهزيمة وأصبحت القوات المسلحة المصرية هي درع الأمة وذراعها المتين تقهر بها أعدائها. إن التاريخ يؤكد على القيم العظيمة لثورة يوليو فى الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية وهى ذاتها القيم التى إلتفت حولها أوراق الربيع العربي، فالجماهير التى خرجت على ظلم الحاكم واستبداده وعلى دور السلطة وفسادها فى العالم العربي هى ذاتها الجماهير التى إلتفت حول ثورة يوليو وزعيمها الخالد عبد الناصر عندما نادت بالحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية. وهي ذات الجماهير التى خرجت لترفض هزيمة 1967، والتى إنتصرت للإرادة الوطنية عند تأميم قناة السويس، والتى ناضلت ضد العدوان الثلاثي 1956، والتى إندمجت مع جيشها العربي فى ملحمة 1973، هذه الجماهير العربية التى رفضت وترفض إحتلال فلسطين وترفض العدوان على المقدسات العربية، وهى ذاتها التى رفضت إحتلال العراق، وترفض كل مشاريع الهيمنة الأمريكية الصهيونية وإنجازت للثورة العربية فى كل مكان إعلاءً لحرية الوطن والمواطن. إن اتحاد المحامين العرب وهو يهنئ جماهير الأمة العربية بذكرى ثورة يوليو المجيدة فإنه يطالب الجميع حكاماً ومحكومين بالتمسك بمبادئ وأهداف هذه الثورة ويدعو كل أحرار العالم بالعمل من أجل تحرير الإنسان والأرض من المستعمرين والغاصبين إحياءً للإنسان وكرامته على الأرض.