دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جميع المؤسسات والهيئات الدينية على مستوى العالم إلى تحمل مسئولياتها أمام التحديات والمخاطر التي تواجه العالم الإسلامي فى الوقت الراهن وذلك من خلال نشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية. وقال "علام": أدعو كل القائمين على المؤسسات الدينية إلى الوقوف جميعًا صفًا واحدًا أمام هذه التحديات حتى يتم اجتياز هذه المرحلة ويتم تحقيق السلام للعالم كله ونعبر جميعًا إلى بر الأمان. وأضاف "علام" خلال كلمته في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية "دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات": يجب علينا جميعًا التركيز على جانب البناء، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجميع الرسل والأنبياء أتوا لتلك الحياة رحمة للجميع مصداقًا لقول المولى عز وجل مخاطبًا رسوله الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مؤكدًا أنَّ الأديان كلها تدعو إلى السلام والتعايش، ولهذا فإن المسئولية تبقى علينا جميعا وهى مسئولية مشتركة. وقال إنَّ الإرهاب لا دين ولا وطن له، وإننا في دار الإفتاء عندما تتبعنا ما يستند إليه هؤلاء المتطرفون من نصوص من خلال المراصد التابعة لدار الإفتاء وجدنا أنهم فسروها بطريقة خاطئة ولم يستندوا لأى دليل أو سند شرعي، مشددًا على ضرورة التعاون والتنسيق المستمر للتصدى للأفكار الإرهابية،ولافتا إلى أن العالم يمر بهجمة إرهابية شرسة يتبناها مجموعة من الإرهابيين والذين يبنون فكرهم على جملة من الآراء الشاذة والفتاوى التى لا تقوى ولا تصمد أمام النظرة العلمية. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن الإسلام منذ أن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرسخ لمفهوم وثقافة السلام ويدعو للتعايش بين الناس جميعا دون النظر إلى الدين أو المذهب أو العرق أو اللون، مضيفًا أن المجتمع العالمي في حاجة إلى التكاتف ضد ما تواجهه الشعوب من تطرف وإرهاب يطال الجميع ويسعى لزعزعة الاستقرار العالمي ونشر الفتن. وأشار "عفيفي" في تصريح خاص ل"الموجز" إلى أن القضاء على هذا الإرهاب الغاشم ومواجهة الأفكار المتطرفة يحتاج إلى تفعيل القيم المشتركة بين المجتمعات لتفويت الفرصة على أصحاب الفكر المتطرف وتقليص المساحة التي يحاولون استغلالها لبث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد. كما لفت إلى أن السلاح الأقوى الذي يستخدمه أصحاب التيارات المتطرفة هو التضليل الفكري بجانب القتل والتدمير؛ ولذا فإن مواجهتهم والقضاء على دعوتهم الباطلة تحتاج إلى تصحيح الأفكار المغلوطة وبيان المفاهيم الصحيحة للإسلام لأجل إقرار التعايش السلمي بين الشعوب. وقال المستشار السيد عبدالرحمن الهاشم، نقيب الأشراف في الإمارات، إنَّه ليس بين المسلمين وأي فئة عداوة، إلَّا أنه حينما يعتدي أحد على الأبرياء والآمنين سواء في بلادهم أو خارجها فإنهم في هذه الحالة يكون مجرمًا بحق الإنسانية أكملها، مشددًا على أننا في حاجة ماسة إلى أن نرسخ القيم الدينية بالصدق مع أنفسنا في الوقت الحالي، وأن نعتمد على الصدق والدعوة السلام والتسامح. وأوضح "الهاشم" أنَّ المؤسسات الدينية تعمل في الحدود المتاحة لها، مشيرًا إلى أنَّه ليس مع مصطلح "تجديد الخطاب الديني" بل يجب أن يكون "تفعيل الخطاب الديني" لأنه معروف وموجود منذ أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يصح أن نقول عليه قديمًا حتى نجدده. ولفت إلى أنَّ رؤساء الدول هم المسئولون عن تفعيل الخطاب الديني، لأنَّه لا يستطيع أحد أن يتقدم بشيء ما إلَّا عن طريق ولي الأمر، ومن ثم يجب على رجل الدين أن يسعى إلى العمل وفق ذلك، موضحًا أنَّ الشباب يحتاجون إلى الصدق في وقتنا العصيب الذي نمر به الآن، علاوة على أنه لا يجب أن ندخل السياسية في الدين.