اعتاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بين الحين والآخر إرسال رسائل طمأنة للمصريين حول حصة مصر من مياه النيل وعدم تأثرها ببناء سد النهضة الإثيوبى، وخلال لقائه الثانى بمؤتمر الشباب الذى عقد فى مدينة أسوان، قال الرئيس إن قلق المصريين بشأن قضية مياه نهر النيل مشروع جدًا جدًا، متابعًا «دى حياتنا.. مصر قائمة على النيل منذ 7 آلاف سنة ومعندناش غيره ومحدش يقدر ينكر، والأمور تسير بشكل جيد فى إطار اتفاق مع الإثوبيين.. ومحدش يقدر يعبث بمياه النيل لأنها مسألة حياة أو موت». فى هذا السياق جاء لقاء سامح شكرى وزير الخارجية المصرى مع نظيره الإثيوبى «وركنو جيبيهو» فى مقر وزارة الخارجية الإثيوبية بالعاصمة أديس أبابا الجمعة الماضية لترتيب لقاء خاص يجمع الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريم دسالين، لبحث آخر المستجدات فى سد النهضة الإثيوبى،على هامش القمة الإفريقية. وبدوره صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء بحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن باعتبار عضوية الدولتين بالمجلس، وكذلك المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، بما فى ذلك التعاون والتنسيق الثلاثى مع السودان، فضلاً عن الموضوعات المطروحة على أجندة اجتماعات الاتحاد الإفريقى. وأوضح، أن اللقاء جاء فى إطار التواصل المستمر بين البلدين على جميع المستويات من أجل تعظيم التعاون الثنائى بما يخدم مصالح الشعبين المصرى والإثيوبى، حيث أكد وزير الخارجية حرصه على مقابلة وزير خارجية إثيوبيا خلال تواجده فى أديس أبابا للمشاركة فى اجتماعات المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى لبحث سبل تفعيل برامج التعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات، والتأكيد على أهمية مسار التعاون القائم، وضرورة الحفاظ عليه لخدمة مصالح الطرفين، وهو ما سبق أن أكدت عليه جميع الزيارات واللقاءات المشتركة بين الجانبين على مستوى القيادتين السياسيتين ومستوى وزراء الخارجية. وأضاف أبو زيد، أن «شكرى» أكد خلال اللقاء على التزام مصر الكامل بدعم وتعزيز المسار التعاونى القائم بين البلدين، معربا عن اهتمام مصر باستضافة اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين فى أقرب فرصة ممكنة، ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإثيوبى خلال الفترة المقبلة، وبما يخدم مصالح الأجيال القادمة. وأكد وزير خارجية إثيوبيا على المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية بين البلدين خاصة من خلال نهر النيل الذى يشكل رابطا أبديا بين البلدين على مر العصور، وأن من مصلحة الدولتين الحفاظ على تلك العلاقة الإيجابية بينهما، مشيرا إلى تطلع بلاده للتنسيق مع مصر فى مجلس الأمن والعمل من أجل الدفاع عن المصالح الإفريقية. وأكد الوزير الإثيوبى اهتمامه بتنفيذ ما تم التوقيع عليه بين الجانبين من اتفاقيات ثنائية، مشيرا إلى التزام بلاده بالمسار الثلاثى لمفاوضات سد النهضة والانتهاء من الدراسات فى الموعد المحدد، معرباً عن تطلعه لزيارة مصر خلال الفترة المقبلة. وعلق الدكتور علاء ياسين عضو اللجنة الوطنية، والمتحدث السابق لملف سد النهضة، على لقاء اليوم قائلاً: إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس وزراء إثيوبيا، لن يقدم جديداً فى الملف وإن المفاوضات ستسير فى مسارها الطبيعى، مؤكدًا أنه رغم توقيع عقود الدراسات الفنية لتنفيذ الدراسات مع مكتب «بى.آر.إل» الفرنسى فى سبتمبر 2016 فى العاصمة السودانية الخرطوم بحضور وزراء الدول الثلاث، ووفقاً لما هو متفق عليه أن يتم البدء فى تنفيذ الدراسات فى خلال شهرين من توقيع العقود، إلا أنه حتى الآن لم يتم البدء فى التنفيذ، بسبب تأخر الدول الثلاث فى سداد مستحقات المكتب الاستشارى، فضلاً عن تغيير الحكومة فى أديس أبابا والتى شملت وزيرى الخارجية والمياه. وأوضح ياسين: أن المتفق عليه بين وزراء الدول الثلاث أن يتم الانتهاء من تنفيذ الدراسات الفنية فى فترة زمنية لا تتجاوز 11 شهراً، حيث تحدد الدراسات الهيدروليكية، كمية ملء السد بالمياه وما إذا كان سيتم ملء نصف أو كل بحيرة السد، فضلاً عن تحديد سنوات التخزين، وحتى الآن مضى على الوقت المتفق عليه أربعة أشهر ولم يتم تنفيذ شئ.