لاتفارق البسمة وجه النبا موسى أسقف الشباب مهما كانت الظروف يبعث لدي من يراه التفاؤل والأمل ، يعتبر نموذجا حيا لرجل الدين المتواضع والمتسامح الذي يتمتع بمحبة الجميع والتي ظهرت جلياً خلال الايام الماضية بعد تعرضه لأزمة قلبية جديدة عقب حادث تفجير الكنيسة البطرسية مطلع الإسبوع الماضي وإصابة 48 ومقتل نحو 26 شخص معظمهم من النساء والأطفال, وتم نقله علي إثرها للمستشفي لإجراء جراحة عاجلة في لندن . وكان الأنبا موسي قد أعرب عن إدانته للحادث الإرهابي خلال مشاركته في الصلاة علي أحد ضحايا البطرسية قائلاً "الإرهاب دخل في مكان عبادة، وقتل أناسا تطلب السلام لأنفسهم وللبلاد"، مشيراً إلى أن ما جرى بالكنيسة أمر مؤلم، وخفف من حدته الروح المصرية الرائعة المسلمين، المعزين و المتبرعين بالدماء للمصابين". وأكد أن الإرهابيين الذين نفذوا حادث الكنيسة البطرسية سيتلقون عقابًا إلهيًا جزاء لما اقترفوه. وأضاف أسقف الشباب - أحد أبناء محافظة أسيوط وتلميذ البابا شنودة الراحل- "يتصور الإرهابيون أن قتل هؤلاء الأبرياء يقربهم من الله، والله هو الحق والعدل وليس من العدل أن يقتل الأبرياء، وهذا المجرم الآثم ومن ورائه سيتلقون عقابًا إلهيًا لأن الله لا يظلم أحد". خريج كلية الطب تابع حديثه قائلا: "نحن كنيسة سلام ومحبة ولا نستحق هذا الجزاء من هذا الإرهابي الشرير، ولكن قصاص الأرض موجود كما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكل حكومتنا ونشكرهم من أجل ما قدموه من كلمات لتضميد جراحنا". ولفت أسقف الشباب والرجل الذى ربما يحظى باتفاق عام بين مختلف الأقباط نظرا لثقافته العالية وحكمته الموسوعية، إلي أن حساب الجماعات الإرهابية سيكون عسير جدا في الآخرة، لما يسببوا من أحداث شنيعة تتسبب في إضفاء الحزن علي المجتمع والأهالي. وأضاف إميل عزيز جرجس – اسم الأنبا موسى قبل الرهبنة- : "كما يوجد عقاب السماء وهو ممتد إلى الأبدية وليس له نهاية لهذا المجرم الآثم ومن ورائه وهم أخطر منه والذين سيتلقون العقاب من الله لأن الله ليس بظالم لينسي ما فعل هولاء". وفي تعليقه علي كلمة الرئيس السيسي أثناء الجنازة الشعبية لشهداء البطرسية قال: "الرئيس السيسي جميل في قراراته، وتقبله للعزاء مع كل رجال الدولة، فإن المحن تبين معادن الناس، وعرفنا الرئيس عن قرب وشاهدناه، وهو كما هو احببناه". وأضاف: "كلمات الرئيس السيسي كلها توحي بالمحبة والإدانة لهذا الحادث، فضلًا عن بث روح الطمأنينة في النفوس بسرعة الكشف عن هوية المجرم". وللأنبا موسي العديد من المواقف البارزة التي علقت في قلوب وعقول الاقباط ومنها اعتذاره عن الترشح لمنصب البطريرك بعد تنيح البابا شنودة الثالث عام 2012 في الوقت الذي كان كثير من عيون الاقباط تطلع إليه كبطريرك نظرًا لروحانيته وخدمته وتواضعه ومحبته ,في حين كان هناك صراع ومنافسة بين آخرين للوصول لهذا المنصب. وعلي الرغم من وجود فجوة عمرية بينه وبين أبنائه من الشباب فهو من مواليد عام 1938 إلا أنه نجح في التواصل معهم والتأثير علي أفكارهم وعواطفهم لدرجة أن البعض يلجأ إليه في مشاكله العاطفية ومن أبرز مقالاته في هذا المجال كان "الشباب والعاطفة" والتي قال فيها :العاطفة هى طاقة الحب، التى تتشكل بنوع من هذه الأنواع، حينما يقودها الإنسان إلى الوجهة التى يريدها.. فهو يمكن أن يتدنى بها إلى مستوى الحسيات والخطيئة، أو يكتفى بمحبة إنسانية نشاهدها كل يوم فى الحياة العملية، أو يتسامى بها - بنعمة المسيح وعمل روح الله القدوس - لتصير محبة روحانية مقدسة، من خلالها يتعامل مع كل الناس فى الأسرة والكنيسة والمجمع والصداقة والزواج". وفي العام الماضي طالب الكاتب الصحفي أشرف حلمي البابا تواضروس بترقية الأنبا موسي مطراناً للشباب ،قائلاً "نعم يحق لى أن ألقب نيافة الحبر الجليل الانبا موسى بمطران الشباب إذ انه لم يحصل بعد على هذه الرتبة الرهبانية الكنسية خاصة وبعد سيامة الأنبا بافلى أسقفًا للشباب بمدينة الإسكندرية". اسم الأنبا موسي العلماني " قبل الرهبنة" إميل عزيز جرجس، حصل على بكالوريوس الطب سنة 1962، سُيم كاهناً في 4 يونيو1976، ثم قمصاً فى يونيو 1978، وعين أميناً للدير، وتمت رسامته خورى أبسكوبوس بإيبارشية بنى سويف فى 18 يونيو 1978، وتم ترقيته أسقفاً فى 25 مايو 1980 ليصبح أول اسقفاً للشباب فى الكرازة المرقسية.