صدر مؤخرًا عن دار "رؤية" للنشر والتوزيع، رواية جديدة بعنوان "عمرة الدار" للكاتبة هويدا صالح، وتقدم الكاتبة في هذا العمل الروائي عالما واقعيًّا، بل وشديد الواقعية، وفانتازيًّا، شديد الغرائبية، في آن واحد . تتكئ الرواية جماليًّا على عالميْن متنافرين جمعت بينهما مدرسةٌ فنيّة اشتهر بها أدباء أمريكا اللاتينية. وأما العالمان فأحدهما الواقعي بمفرداته التي تعتمد الحواسَ الخمس، وإمكانية حدوث ما تزعمه الراوية في سردها، والآخر هو الفانتازىُّ بما يعتمده من غرائبية وخيال قد يشط ويحلّق خارج تخوم الحواس وقدرات الإدراك الملموس. على أن الجمع بين العالمين في سردية واحدة هو ما يطبعها بما أطلق عليه النقاد المنظرّون "أدب الواقعية السحرية". وتعنى الرواية بتفاصيل الحياة في صعيد مصر، وتشكل لنا لوحات سردية حيّة تكاد تنطق بالصوت واللون، لتحكى مَشاهد وحواديتَ وأحداثًا من الريف الأعلى بطقوسه العائلية من حب وميلاد وتكفين موتى وتجهيز عروس وهلم جرا. لم تعيّنُ الراويةُ المكانَ باسمه على خارطة مصر، لكن إشارةً إلى أن الصعيد هو مسرح العمل أتى ذكرها بين تضاعيف الكلام، كذلك الزمان غير محدد ولو عبر حدث تاريخي يمكن معه الاستشهاد بالحقبة.