أدان الأزهر الشريف التفجير الإرهابي الذي وقع صباح اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى حسب الأخبار الواردة، مؤكدًا أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان التي دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها. وأكد الأزهر تضامنه الكامل مع الكنيسة المصرية ذات المواقف الوطنية ومع جميع الإخوة المسيحيين في مواجهة هذا الاستهداف الإرهابي، موضحًا أنه يتابع تداعيات هذا الهجوم ونتائجه لحظة بلحظة. و الأزهر الشريف، إذ يدين هذا الهجوم الأثيم، فإنه يعرب عن خالص تعازيه لقداسة البابا تواضروس الثاني ولأسر الضحايا وللشعب المصري بجميع فئاته، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين والجرحى. كما أدان الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - العملية الإرهابية الخسيسة التي استهدفت محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما أسفر عن مقتل 5 وفيات و10 مصابين حتى الآن. أكد مفتي الجمهورية - في بيان له - أن الاعتداء على الكنائس بالهدم أو التفجير أو قتل من فيها أو ترويع أهلها الآمنين من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية السمحة، وأن رسول الله صلى عليه وآله وسلم اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدي على ذمة الله ورسوله. أضاف أن من قاموا بهذا العمل الشنيع أصبحوا خصومًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة" أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه إلى صدره "ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا". ودعا المفتي المصريين جميعًا إلى التعقل والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يسعى لبث الفتنة والطائفية بين جناحي مصر المسلمين والمسيحيين، حتى يضعفوا بناء الوطن ويصلون إلى غايتهم بالوقيعة بين الإخوة من أبناء الشعب المصري الواحد. وتوجه المفتي بخالص العزاء للبابا تواضرس - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية - ولأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، وأن يحفظ الله مصر والمصريين. كما أوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن التفجير الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وراح ضحيته 25 شخصًا و49 مُصابًا يعد محاولة من قوى التطرف والتكفير للوقيعة بين أبناء الوطن وتحويل مولد النبي المصطفى الذي بعث رحمة للعالمين إلى يوم قتل ودماء وإهدار للأرواح البريئة وإشاعة للفوضى والاضطراب في البلاد. وأوضح المرصد في بيان له أن الإرهاب يكشف عن عقيدته الفاسدة والتي ترى في كل أمر ديني باعثاً على العنف والتطرف، لذلك يسعى بكل قوة إلى إشاعة القتل والتخريب والدمار في مختلف المناسبات الدينية، وهو أمر له دلالة هامة على انفصال العقول الإرهابية الخربة عن المعاني الدينية الصحيحة، فرغم أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين ونورًا يضيء البشرية كلها، لم تر تيارات العنف والتطرف في ذلك اليوم سوى مناسبة لسفك الدماء التي حرم الله ومحاولة الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد. ودعا المرصد إلى تجنب الوقوع براثن الطائفية والمذهبية المقيتة التي تهدد حاضر هذا الوطن ومستقبله، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الوطن وأهله، وإثبات أن الوطن المصري كله على قلب رجل واحد في مواجهة جماعات الظلام والتكفير التي انتشرت في مختلف الدول والأقطار، إلا أن تمساك مصر حكومة وشعبا كفيل بدحر هذا التطرف ولفظه من حيث أتى. كما أنه تضامنًا مع الحادث الأليم الذى أصاب ضحايا كنيسة العباسية بجوار الكاتدرائية قررت وزارة الأوقاف إلغاء جميع المظاهر الاحتفالية، وقصر الحديث في ذكرى المولد النبوي الشريف على الدروس الدينية والوطنية إذ إننا جميعًا نسيج واحد ومصر هي المستهدفة.